هل تسمع عن شخص اسمه محمد البرادعى؟، هل تعرف ما هو عمله وما هى جنسيته؟ هل تعرف من هو صاحب هذه الصورة؟.. كل هذه أسئلة كان من الممكن أن تسألها للناس منذ عام أو أكثر، ولا تحصل فى المقابل على أى إجابة صحيحة، لدرجة أن شخصاً ذات مرة كانت إجابته: مش ده الراجل اللى كان القرموطى بيقول اسمه فى آخر الفيلم بتاعه؟
هذا صحيح فعلا، لكن كيف ستكون الإجابات لو سُئلت الأسئلة المذكورة سلفا فى أول المقال،الآن فى هذا الوقت؟.. أعتقد أنك لن تجد شخصا سيجيبك بأى إجابة ساذجة عن حقيقة البرادعى أو مكانته، بل وربما يخبرك أيضا عن رؤيته السياسية وتصوره الشخصى تجاه الوضع الراهن فى مصر الآن، إلا أنه فى ظل هذا الجو المفعم بالحراك السياسى الذى بدأ مؤخراً، وفى ظل أجواء تنادى بضرورة أن نحيا حياة ديموقراطية حقيقية، وهذا التكثيف الإعلامى على البرادعى حيث إنه بث شعاعاً من الأمل داخل نفوس المصريين وكان لديه الجرأة بأن ينادى بضرورة الإصلاح فى هذا الوقت أكثر من أى وقت مضى، ستجد رؤساء التحرير والصحفيين فى الصحف الحكومية (القومية سابقا: أى يُفترض أنها تتحدث بلسان كل طوائف الشعب وتوجهاته) يشحذون أقلامهم لملئ الرأى العام بأخبار وإشاعات فى منتهى الغرابة ضد البرادعى، بل وقد تطور الأمر ليصل إلى شخصيات لها مكانتها فى المجتمع أيضا، وذلك فقط لأنها أعلنت تأييدها للبرادعى ولأفكاره.
إن المحاولة المستمرة التى تقوم بها الصحف القومية من أجل هدم نموذج دعى إلى ضرورة الإصلاح، ما هى إلا محاولة فاشلة بالنسبة لهم، كان أهم نتائجها: أنها جعلت من البرادعى بطلاً يعرفه القاصى والدانى، وأحرجت النظام وأصابته بالربكة، بعد أن ظهر وجها جديدا وغير مألوف للمعارضة فى مصر، ليحل محل الكومبارس القديم: أحزاب المعارضة والإخوان!
أحمد مصطفى الغـر يكتب: حاولوا هدمه.. فأصبح بطلاً !
الأحد، 07 مارس 2010 08:56 ص
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة