عسير حظه من يبتليه الزمان بموهبة وخاصة إذا كانت موهبة غنائية من مثلث الغنوة سواء كان مطربا أو ملحنا أو شاعرا لأنه حتما ولا بد سيصبح وسيلة للنصب عليه من أى شخص وكل من هب ودب وفى هذه الحالة سوف يجيب أى شخص يرى كلامى بأن ذلك شىء عادى، حيث إن النصب صار مهنة من لا مهنة له فى زماننا ولكن أن يكون النصب من جهة رسمية فهذا هو الجديد واقصد هنا الإذاعة المصرية فمنذ شهر أغسطس 2009 حتى شهر مارس2010 فوجئنا بإعلان لمسابقة كبيرة تروج لها القنوات المصرية مسابقة خاصة بالمواهب الفنية التى يزخر بها الوطن العربى وخاصة مصر وبما أنى شاعر غنائى أو أظن أنى كذلك تهللت لهذا الخبر واعتبرته فرصة حقيقية برغم أن رقم التليفون كان 0900، ولكن حيث إن المسابقة تحت رعاية الإذاعة المصرية لم يكن هناك مجالا للشك، ولكن هيهات فقد تبين أن الموضوع لا يخرج عن كونه طريقة جديدة للنصب أيا كانت الدوافع أو الأسباب والأصوات التى سوف تدافع عن الموضوع.
والأمر باختصار كالتالى، قمت بالاتصال بالرقم المكالمة حوالى 6 دقائق بسعر 1.5 جنيه مصرى للدقيقة، وتم الاتصال بى تليفونيا بعدها بحوالى شهرين للحضور ودفع مبلغ 125 جنيها مصريا رسوم أول لجنة وبعد أن تعديت اللجنة الأولى تم التوضيح لى أن على أن أقوم بدفع 125 جنيها أخرى للجنة الثانية فرفضت وبالاستفسار من المسئولين عن المرحلة التالية تم التوضيح لى أنه فى حالة نجاحى فى هذه اللجنة فإن على أن أقوم بدفع 25000 جنيه لأكون من سعيدى الحظ العشرين شخصا الذين سيظهرون فى البرنامج التليفزيونى، ليتم اختيارى من بينهم فى حالة نجاحى لعمل أغنية من كلماتى.
حقا شر البلية ما يضحك أى أننى مطلوب منى أن أدفع حتى تظهر موهبتى، رحم الله زمن الفن الجميل ورحم الله أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم وفريد ويا ليتنى ما كنت موجودا فى هذا الزمان وليتنى ما ابتلانى زمانى بموهبة.
