قبل أيام.. عاد البرادعى إلى القاهرة بعد رحلة عمل طويلة وشاقة اختتمها كمدير للوكالة الدولية للطاقة الذرية فى الفترة بين 1997 - 2009 ، جاب خلالها أنحاء العالم ، قابل الزعماء واجتمع بالملوك والرؤساء ، تعرف عن قرب على أنظمة الحكم المتنوعة ، ومختلف سياسات اليمين والوسط واليسار، أضافت هذه التجارب إلى خبرات البرادعى الثرية فى العمل السياسى على أعلى المستويات، التى ربما يتفوق فيها على كثير من زعماء العالم الثالث الانقلابيين والعسكريين والمحتكرين.
مصداقية البرادعى وحنكته فى إدارة ملفات الطاقة الذرية أهلته للحصول على عديد من الجوائز التقديرية والأوسمة، كان أهمها جائزة نوبل للسلام مناصفة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية 2005 ، وتوج البرادعى حصيلة التكريم بحصوله على وشاح النيل من الطبقة العليا، وهو أعلى تكريم مدنى من الحكومة المصرية.
لم يكن أحد يتوقع أن البرادعى الذى قضى جل حياته خارج البلاد.. يفكر فى العودة والاستقرار فى القصر الرئاسى بمصر الجديدة ، لتبقى الكاميرات تلاحقه باستمرار، إفصاح البرادعى عن نيته الترشح لرئاسة مصر قلّب عليه المنافقين والمفلسين من الموالاة والمعارضة.. لقد كانت كلمات البرادعى بمثابة أكياس ممتلئة بالدماء النقية، غير الملوثة، التى تدفقت فى شرايين المعارضة المعتلة الضعيفة لتبعث فيها الحياة من جديد ، وتعيد الأمل فى تغيير الواقع ، ورسم خريطة مشرقة للمستقبل.. كانت عبارة السلام 2010 التى لن ترسو وتستقر فى أعماق بحر الإهمال واللامبالاة.. كانت قوارب ومعديات النجاة التى تضمن عبورا آمنا للمصريين بين ربوع البلاد.. كانت شحنات من القمح غير الفاسد والأدوية غير المسرطنة التى لم تعرف غياب الضمير ولا الغ.. كانت قطار الأحلام والطموحات الذى لن يتحطم أو يحترق بها.. كانت الغذاء الآمن ، ومياه الشرب الصالحة ، والمسكن.. هكذا كانت كلمات البرادعى التى نطق بها غالبية المصريين قبله لكن لا أحد يسمع أو يعقل.
السؤال المهم هو: لماذا يخافون البرادعى؟!! لماذا يخشون من ترشحه لرئاسة الجمهورية؟!! لماذا يسارع بعض كتابنا فى الصحف القومية بمحاولة إغداق الهدايا على البرادعى من قبوله برئاسة الحكومة أو وزير بها؟ ولماذا يصورون منصب رئاسة الجمهورية على أنه محرم لا يجوز التفكير فيه؟!!
أحمد شريف أبو زريعة يكتب: لماذا يخافون البرادعى؟!!
الأحد، 07 مارس 2010 03:12 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة