نواب الشعب يحذرون من استمرار الخلاف الشيعى والسنى

حذر نواب مجلس الشعب من استمرار الانقسام بين الطوائف العراقية وشككوا فى إمكانية أن تسفر الانتخابات العراقية عن تغيير حقيقى داخل العراق، قاد هذا الاتجاه النائب محمود أباظة رئيس حزب الوفد خلال اجتماع لجنة الشئون العربية بمجلس الشعب.

وقال أباظة "إن العراق عاشت مرحلة من الانكسار وفى ظل وجود المرجعيات الطائفية لا يمكن أن تحقق الانتخابات المسار المرجو منها" وشدد "أباظة" على أهمية إيجاد بدائل لحل الأزمة العراقية بالداخل، لافتاً إلى أهمية الدور العراقى بالمنطقة منذ عام 1919 حينما وقعت معاهدة فرساى للحد من الخلاف بين تركيا والفارسية والعربية.

أيده فى ذلك النائب المستقل كمال أحمد مشيراً إلى أن 66% من الشعب العراقى شيعى، وشدد على أهمية أن نبحث عن الوجود الإيرانى، لافتاً إلى أن تحجيم دور حزب البعث كأكبر قوى علمانية أثر بالسلب على الملف العراقى.

وأشار إلى أن هناك قوى تسعى لاستمرار العراق داخل دائرة الدم، وهو ما يستدعى استمرار الوضع الأمريكى داخل أراضيها. تساءل النائب كمال أحمد عن حقيقة الدور الذى تلعبه الجامع العربية بالمنطقة. ووصف دورها بالدور "الرسمى أو الورقى الهامشى" كما تساءل عن حقيقة تضاؤل التحركات الدبلوماسية المصرية داخل العراق بعد اغتيال السفير إيهاب الشريف.

وتساءل النائب سعد الجمال رئيس لجنة الشئون العربية قائلاً "على أين ستتجه العراق ومدى نجاح الانتخابات العراقية فى إعادة الهدوء داخل الدولة؟" فيما أكد السفير أيمن زين الدين نائب مساعد وزير الخارجية لشئون المشرق العربى أن اغتيال السفير المصرى إيهاب الشريف بالعراق جلب أحزان سياسية كبيرة لمصر. وقال "إن هناك تحركات كانت تهدف فى هذه الفترة إلى اندلاع الفتن بين الكيانين المصرى والعراقى". ولذلك رأى أن تهدأ الأوضاع لتفويت الفرصة عن ما يحاولون زرع الأزمات بين مصر ودول الجوار، وأن مصر تتعامل مع الألوان الطائفية بالعراق بمنطق "العمياء" وذلك فى محاولة لتوفيق الأوضاع بين هذه الطوائف. مشيراً إلى أن هذه السياسة ساهمت فى اجماع الطوائف العراقية على الدور الذى تلعبه مصر تجاهه.

وشكك السفير أيمن زين الدين فى إمكانية التنبؤ بما ستسفر عنه الانتخابات العراقية، وذلك لتقارب الفرص بين القائمة العراقية والتى يمثلها أياد العلاوى والمجلس الإسلامى الأعلى ونور المالكى.

كما شكك ممثل وزارة الخارجية فى استمرار الوجود الأمريكى على الأراضى العراقية. وقال "إن الإدارة الأمريكية حريصة لاعتبارات داخلية لإغلاق هذا الملف"، لافتاً إلى أن التهديد الأمريكى سيؤدى على استنزاف مواردها وطاقتها. وشدد على أن مسيرة المستقبل العراقى سيتضح فى ضوء ما ستسفر عنه الانتخابات.

وحول ما أثاره الأعضاء حول المد الإيرانى بالعراق، أرجأ السفير أيمن زين الدين إمكانية الإجابة على هذا التساؤل فى الوقت الراهن، مؤكدا على أن نتائج الانتخابات ستحدد مدى الدور الذى تلعبه إيران داخل العراق. وقال "ليست المشكلة فى تنوع الطوائف والمذاهب ولكن القلق يسود فى تداخل الفكر المذهبى بالسياسة".