أيام معدودة قضاها الدكتور محمد البرادعى فى مصر تزلزلت فيها الأرض السياسية المحتضرة تحت أقدام الجميع.. حضوره القوى وشخصيته الكارزمية شديدة الثقة والوضوح وآرائه ومطالبه الدستورية الإنسانية الديمقراطية المشروعة جداً نزلت على الواقع المصرى الجاف كقطرات من مطر، نزلت بعد اشتياق فأخرجت زهور الأمل.. وربما أيضاً كليلة ممطرة كشفت زيف ألسنة تحدثنا عن البنية التحتية وتقارير نظرية عن معدل التقدم والتنميه من ربع قرن وأكثر كإنجاز تاريخى، فإذا بقطرات المطر الصارمة تبدد الأكاذيب وتظهر وهم إنجازات تغرق فى شبر مياه!!
الرجل شخصية دولية نخبوية قانونية سياسية مرموقة عندما يتحدث يطوف بك عواصم العالم الديمقراطيه ويقارنها بسلبياتنا المحلية دون تردد أو خجل.. فالرجل يعلم قدر مصر وقدر المصريين وقدر ثقافتنا الضاربة فى عمق التاريخ الإنسانى.. لذلك فهى مقارنة عادلة تماماً فمصر بكل التاريخ والمجد المنصرم والأمل الحاضر والفخر الدائم المتمثل فى شعبها العظيم هى بالتأكيد لا تقل عن بلاد العالم المتقدمة.. الرجل مؤمن بأن العقول المصرية ليست قاصرة حتى يتم تهميشها بهذا الشكل المخجل!! الرجل مؤمن بأن الوطن أكبر من شخص وأكبر من حزب وأكبر من طموح الأبناء.. الوطن أكبر من الوصاية المفروضة عليه.. الوطن شعب والشعب المصرى لا يحكم بالحديد والنار.. وكل هذا الكلام الجارح عن شعب تجمعة طبلة وتفرقة عصا هوتشبيه لا يليق بنا.. والملايين المدفونة تحت خط الفقر لا تليق بوطن متعدد الثروات.. واحتكار السلطة لأكثر من ربع قرن بدعوى عدم وجود البديل فى شعب ثمانين مليون، أمراً مهيناً وضد نواميس الكون وسنة الحياة "التغيير"
دكتور محمد البرادعى كم أنا مؤمن بفكرك ودعوتك الصادقة كم أنت مصدر فخر ومنبع أمل.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة