رفض الدكتور يوسف القرضاوى رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، إجازة ما أسماه
"تعاهد الفتاة مع من تحب على الزواج، مؤكدا أنه تصرف باطل ما دامت قد تصرفت بنفسها من وراء أهلها ومن وراء أوليائها، وذلك فى رده على سؤال لفتاة تعاهدت مع شاب على الزواج، ولكن أهلها رفضوه لرغبتهم فى تزويجها من غيره.
وقال القرضاوى فى فتواه التى نشرها موقعه الإلكترونى أمس، أنه لابد للأولياء أن يراعوا بصفة عامة رغبات الفتيات، ما دامت معقولة، فهذا هو الطريق السليم، وهو الطريق الذى جاء به الشرع، مضيفا أن الإسلام أمر أن يؤخذ رأى الفتاة وألا تجبر على الزواج بمن تكره ولو كانت بكرا، فالبكر تستأذن وإذنها صمتها وسكوتها، ما دام ذلك دلالة على رضاها، وقد رد النبى صلى الله عليه وسلم نكاح امرأة أجبرت على التزوج بمن لا تحب،
وجاءت فتاة فى ذلك فقالت يا رسول الله: إن أبى يريد أن يزوجنى وأنا كارهة من فلان، فقال لها: أجيزى ما صنع أبوك. فقالت: إنى كارهة. فقال: أجيزى ما صنع أبوك. وكرر عليها مرة ومرة. فلما صممت على الإباء قال النبى صلى الله عليه وسلم: إن لك أن ترفضى. وأمر الأب أن يتركها وما تشاء، حين ذاك قالت الفتاة: يا رسول الله، أجزت ما صنع أبى، ولكن أردت أن يعلم الآباء أن ليس لهم من أمر بناتهم شىء" فلابد أن تستشار الفتاة وأن ترضى وأن يعرف رأيها صراحة أو دلالة.
وشدد القرضاوى على أن يرضى الولى وأن يأذن فى الزواج، مستشهدا بحديث: "أيما امرأة نكحت نفسها بغير إذن وليها فنكاحها باطل، باطل، باطل" وليست المرأة المسلمة الشريفة هى التى تزوج نفسها بدون إذن أهلها. فإن كثيرا من الشبان، يختطفون الفتيات ويضحكون على عقولهن، فلو تركت الفتاة الغرة لنفسها ولطيبة قلبها ولعقلها الصغير لأمكن أن تقع فى شراك هؤلاء وأن يخدعها الخادعون من ذئاب الأعراض ولصوص الفتيات، لهذا حماها الشرع وجعل لأبيها أو لوليها أيا كان حقا فى تزويجها ورأيا فى ذلك واعتبر إذنه واعتبر رضاه كما هو مذهب جمهور الأئمة.
وأضاف القرضاوى أن النبى صلى الله عليه وسلم زاد على ذلك فخاطب الآباء والأولياء فقال: "أمّروا النساء فى بناتهن" كما رواه الإمام أحمد ومعنى "أمروا النساء فى بناتهن" أى خذوا رأى الأمهات، لأن المرأة كأنثى تعرف من شئون النساء، وتهتم منها بما لا يهتم الرجال عادة. ثم إنها كأم تعرف من أمور ابنتها ومن خصالها ومن رغباتها، ما لا يعرفه الأب، فلابد أن يعرف رأى الأم أيضا.
فإذا اتفقت هذه الأطراف كلها من الأب ومن الأم ومن الفتاة ومن الزوج بالطبع، فلابد أن يكون الزواج موفقا سعيدا، محققا لأركان الزوجية التى أرادها القرآن من السكن ومن المودة ومن الرحمة وهى آية من آيات الله (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون).
مشددا على ضرورة عدم إجبارها على الزواج بمن لا ترغب
القرضاوى:تعاهد الفتاة مع حبيبها على الزواج باطل
السبت، 06 مارس 2010 03:39 م