أحمد حسام يكتب: التعليم مشكلة قديمة

السبت، 06 مارس 2010 11:56 ص
أحمد حسام يكتب: التعليم مشكلة قديمة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن مشكلة التعليم فى مصر موجودة منذ قديم الأزل، ولكنها باتت واضحة فى السنوات القليلة الماضيه، وذلك لعدم تناسب المستوى الفكرى والثقافى للمجتمع مع العولمة، ومع التقدم التكنولوجى الكبير والذى لا يفقه أبناء هذا الجيل فيه شيء سوى القليل والذى لا يمكن أن يحرك المجتمع خطوة واحده إلى الأمام.

فكان واجب علينا منذ القدم مناقشة المشكلة ودراسة أسبابها ومحاولة إيجاد حلول لها قبل بزوغ هذا العصر التكنولوجى الرهيب، والذى خلفنا عن ركب قطار الحضارة الإنسانيه بمئات السنين، فأصبحنا دولة من دول العالم الثالث.

وأصبحنا لا يشغل أذهاننا سوى أشياء تافهه مر عليها الأخرون ومضوا دون الالتفات لها، فأصبحنا نهتم كثيرا بأسئلة تافهة على غرار:
هل نفرتيتى كانت أم توت عنخ آمون ؟
كيف قتل الملك تحتمس الثالث ؟
هل التبرك ببول النبى حلال أم حرام ؟
هل المسامير التى صلب بها يسوع موجوده وتنير ليلا ؟
ماهو قطر العجلات الحربيه التى استخدمها الملك مينا فى مواجهة الهكسوس؟
كيف وصلت الأحجار التى بنى منها الهرم من أسوان إلى الجيزه؟
والتى لن تفيد الأجيال القادمة فى أى شىء.

إن كل هذه الأسئلة مطروحة أمام الناس، ومستعد أن أتى بدليل على كل كلمة أقولها، ولكن
نحن ضد أن يقال إن الأمة التى ليس لها ماضٍ ليس لها حاضر ولا مستقبل، فها نحن دولة لها ماضٍ قوى وسحيق وعظيم، ولكننا ولعجب القدر لا نملك حاضرا ولا مستقبل.

كل هذه ليست إلا تفاهات، نعم ليست سوى تاريخ، تاريخ يوضع فى الكتب، تاريخ لن يفيد أحداً فى شىء ,تاريخ لن نجنى منه شىء سوى التفاخر والتباهى به. وما للتفاخر من فائده طالما أضاع الأبناء جهود الأجداد.

وعندما تتعمق فى دراسة مشاكل المجتمع تجد أن جميعها مرتبط بالتعليم، سواء إن كان ارتباطا مباشرا أو غير مباشر ,وبما أن هناك مثلا صينى قديم يقول "علمنى الصيد ولا تعطينى سمكة"
فلابد لنا من معرفة المشكلة جيدا ,والتعمق فيها حتى نتوصل لأسس النهوض من مرحلة الركود التعليمى والثقافى إلى مرحلة المنافسة مرة أخرى ,والوصول إلى أن يكون هناك ألف شخص يزرع فينا الأدب القويم مثل العقاد ,وألف عالم مثل الدكتور مصطفى مشرفة ,وألف سياسى حكيم مثل محمد أنور السادات الذى استطاع أن يقود أمة بأكملها ويحافظ على كرامة وطنه ,وألف شخص يحب مصر كما أحبها جمال عبد الناصر. أن الأمثال كثيرة جداً ولكنها للأسف من الماضى، فليس لدينا من هم قادرين على المنافسة فى كل المجالات كما كان فى الماضى.


من هنا جائت فكرة هذا المشروع ,والتى تشرح كيف نصل بأمتنا من هذه المرحلة من الضياع والاضمحلال ,إلى مرحلة نتمنى من الله أن تكون فيها العافية لأبناء الأجيال التالية لجيلنا.. وإذا لم تتحق رغباتنا وأمنياتنا فى هذا الجيل ,فسوف يأتى جيل يحمل مشاعل النور ,ليضئ لنفسه الطريق العامر بالرخاء والعلم ,ويسجل أسماء براقة من نورلتحصل مرة أخرى على أعلى الأوسمة، وعلى أعلى الجوائز، كما فعلها من قبلهم العلماء الأجلاء الذين ظهرت فيهم نقطة الأمل للجيل القادم ,أمثال زويل والبرادعى ,ولكم يسعدنى أن أعود بذاكرتى إلى الكلمة التى قالها أحمد زويل عندما تسلم قلادة النيل العظمى وفى خطابه أمام الأمة العربيه كلها وأمام العالم أجمع فقد قال "لو أن جائزة نوبل موجوده منذ القدماء المصريين لأخذها المصريون أكثر من أى بلد آخر" وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم "الخير فى وفى أمتى إلى يوم القيامة " .

فنحن نملك أرضاً خصبة تكفى لإيجاد أجيالا نفتخر بهم كما افتخرنا بزويل والعقاد وطه حسين ومصطفى مشرفة وإحسان عبدالقدوس ومكرم عبيد وبنت الشاطىء وسيد مكاوى وأم كلثوم وصالح سليم , وغيرهم الكثير، إن النماذج كثيرة فى شتى المجالات(ولكنها من الماضى).

ويتضح من هذا الكلام أن هناك مشكلة ,وهى ليست مشكلة مستحدثة بل هى قديمة جداً ,ومعا سنجد لها حلا لنصل إلى بر الأمان.

وحتى نصل إلى بر الأمان يجب علينا تطوير فكرنا عن التعليم ,واتباع النماذج الناجحة منه والاستغناء عن البيروقراطية فى التعامل مع الأجيال القادمة ,والتى تمثل أمل الأمة القادم.
فهيا بنا نسير معا فى رحاب هذا المشروع سويا باالفحص أولاً قبل التنفيذ العملى ,والذى أؤكد أنه صعب المنال ,ولكنه ليس مستحيلا, ودائما ما علمنا أن الحلم مرتبط بالحياه,فإن لم نحلم فليقتلنا يأسنا,فلا يشرفنا أن نعيش بدون تطلع إلى مستقبل مبهر دائما.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة