محمد غالية يكتب.. ذنوبنا أم ذنوبهم؟!

الجمعة، 05 مارس 2010 08:02 م
محمد غالية يكتب.. ذنوبنا أم ذنوبهم؟!

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى ظل ما يحدث فى البلاد العربية من تدهور وهبوط فى كافة النواحى العلمية والأدبية والاقتصادية يقفز سؤال إلى الأذهان ما وصلنا إليه هل هو بذنوبنا أم ذنوبهم؟!

بداية الكل مشترك فى تلك المأساة فهبوط الثقافة عند الشباب لا يتعلق بمناهج الوزارة فحسب ولكنه أيضا من الشباب أنفسهم، فبعد أن كان الشباب قديما يهتمون بالكتب العلمية والأدبية والفكرية والروايات بأنواعها أصبحت الآن أكثر الكتب مبيعا هى كتب الأبراج والحظ، ومن ثم أصبحت الثقافة باهتة وهذا فى حال الشباب المثقف، ناهيك عن الشباب الذى لا يقرأ أصلا ولا يسعى لكسب أى نوع من أنواع الثقافة، فنحن من نبحث عن المعرفة لأن المعرفة لا تبحث عن أحد. فهل ما وصلنا إليه بذنوبنا أم بذنوبهم؟!


فى أمريكا وأوروبا يرفضون العالم المنغلق على علمه بل يسعون فى كلياتهم العلمية أن يدرس الطالب إحدى المواد الأدبية ما بين التاريخ وعلم النفس والفلسفة وغيرها لأنهم يرفضون التخصص البحت والانغلاق على علم بعينه دون الإلمام بباقى الثقافات.

لذلك تجد أكبر دليل على هذا علماؤنا هناك، فهذا زويل حينما يتحدث تجده عالما فى الفيزياء يعرف الكثير عن البيولجى يهتم بدراسة علم النفس وكتابات المفكريين الغربيين وحتى علم التنمية البشرية والشعر. فهل هذا أيضا بذنوبنا أم ذنوبهم؟!

ثم ينكشف الستار عن صورة جديدة لطلاب لا يريدون أن يرهقون أنفسهم فى هذه الدائرة من التعليم يذهب كل واحد منهم إلى كليته لا يهتم إلا بزميلته التى سيقابلها بعد عدة ساعات ولباسه المهندم ولا يهتم بهذا الدكتور الذى جاء ليلقى محاضرته ولا بمراجعة واجباته ولا الاهتمام بالمستقبل والاستعداد لمواجهة الحياة.

ثم ينكشف الستار عن صورة أخرى عن الكثير من رجال الأعمال الذين لا يهتمون إلا بجمع المال سواء بطريقة مشروعة أو غير مشروعة المهم هو الحصول على المال فهل هذا أيضا بذنوبنا أم بذنوبهم؟!

تذهب إلى المصالح الحكومية ما بين غياب الرقابة على الموظفين وما بين غياب الضمير والكلمة المعتادة (فوت علينا بكرة) ويظل يرسلك من موظف إلى آخر وكأنك تعمل عندهم! فهل هذا أيضا بذنوبنا أم بذنوبهم؟!

مشهد آخر من مشاهد الحياة، فهذا صاحب أحد المخابز تجده يصر على بيع الدقيق وينقص فى وزن الرغيف رغم كمية القضايا التى وقع فيها ويعطى بالمحسوبية. فهل هذا أيضا بذنوبنا أم بذنوبهم؟!

أضف إلى هذا استغلال الناس لبعضهم البعض شباب تائه وأهداف غائبة وأمة لم يعد قوتها من فأسها.

خططت تلك الكلمات من باب أن الإصلاح ينقسم إلى قسمين قسم يبدأ من تحت وهذا هو القسم الأكبر وقسم يبدأ من أعلى، حيث القيادة وهذا بلا شك جزء مهم أيضًا. وعندما نحمل المشاكل كلها على ما هو فوق وننسى ما نفعله فهذا هروب من المشكلة.

ولكن لنبدأ بأنفسنا فالهرم دائما يبنى من القاعدة وعامة الشعب هم تلك القاعدة. ليخلص كل منا فى مجاله ويراعى الله ثم ضميره وحتما سينصلح الحال ويسقط الجزء الأكبر عن كاهلنا.

نحتاج أن نراعى ضميرنا وأن نصلح ما بيننا وبين بعضنا وننسى الرشوة والوساطة وتعطيل مصالح الناس وننهى حالة الفوضى وسوء التنظيم فليس من المعقول أن نعين مراقب لكل شخص حتى يهتم بما فى يديه ويراعى الله ويراعى مصالح الناس والآية صريحة (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم). فلنبدأ وننهى ذنوبنا أولاً ثم نتحدث عن ذنوبهم.

سأل رجل يوما الحجاج يا حجاج لماذا لا تعدل بيننا مثل ما كان يعدل عمر؟
فقال له الحجاج: إذا أردتم أن أكون مثل عمر فكونوا أنتم مثل رعية عمر.

هى دعوة للتفاؤل والابتسامة فحتما بنا نحن سينصلح الحال. يا شباب هلموا إلى العمل والتفانى فحتما بنا نحن سينصلح الحال.
فهل علمتم الآن ما وصلنا إليه بذنوبنا أم بذنوبهم؟






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة