قرر عدد من المثقفين والمفكرين العرب والأوروبيين عقد أول مؤتمر عام للحوار العربى الأوروبى فى أوائل العام المقبل، بهدف تغيير الواقع العدائى وحالة الخلاف بين الشعوب العربية والأوروبية، وحماية الشعوب من التطرف والغلو الذى تنتهجه بعض المنظمات والأحزاب فى كل من الدول العربية والأوروبية.
ناقش الاجتماع التحضيرى الذى تم بجزيرة كريت باليونان على مدار ثلاثة أيام مؤخرا، شروط نجاح الحوار العربى الأوروبى، والواقع الحالى، وأهداف الحوار وإستراتيجية الفترة المقبلة، وكذلك التمويل ووسائل استمرار وفاعلية الحوار، وذلك بمشاركة 14 من الشخصيات العربية والأوروبية منهم أبو العلا ماضى وكيل مؤسسى حزب الوسط– تحت التأسيس- ود.حسن أبو طالب رئيس تحرير التقرير الإستراتيجى العربى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، ود.نفين مسعد نائب رئيس معهد الدراسات العربية وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، وممثل للأمير الحسن بالأردن، وشخصيات من الإمارات وسويسرا والدنمارك وألمانيا واليونان والسويد وتونس والمغرب وسورية.
قدم كل طرف من المشاركين ورقة عمل تدور حول أهمية الحوار، وفكرة الحوار ذاتها تطوير الحوار المصرى الألمانى والذى بدأ منذ 2003 ومستمر لسبع سنوات متواصلة، وكانت تمثله فى مصر الهيئة الإنجيلية وتمثله بألمانيا الأكاديمية البروتستانتية فى لوكوم بولاية هانوفر الألمانية، وشارك فيه أكثر من 40 شخصية مصرية من مفكرين وسياسيين ومثقفين من مختلف الاتجاهات والتيارات، وتم الاتفاق على توسيع الحوار وبدلا من قصره فى الجانب على مصر فلابد أن يشمل الجانب العربى، وبدلا من ألمانيا فقط يشمل الجانب الأوروبى، وعليه تم تحديد موعد الحوار بعد مناقشات طويلة.
وتقرر أن يشمل المؤتمر المقرر عقده ما بين فبراير ومايو 2011 بجزيرة كريت، على ثلاثة محاور أساسية، منها الإعلام، والدين والدولة والعلاقة بينهما، والتعليم، وذلك بحضور حوالى 100 شخصية من الطرفين يمثلون جميع وجهات النظر والاتجاهات، بحيث يخرج المؤتمر بأفكار وتوصيات محددة قابلة للتنفيذ.
وأكد المشاركون على العمل مع المنظمات الشعبية والجماهيرية والبعد عن المنظمات الحكومية والحكومات، ودعوة المنظمات الثقافية والاجتماعية الشعبية الكبيرة فى الطرفين التى تضع من أولوياتها رعاية هذه القضايا، ومن المقرر أن يخرج المؤتمر بوضع أجندة عملية وبرامج مشتركة لتبادل زيارات شبابية للتوعية التعريف، وكذلك عمل برامج تدريبية ومحاولة وضع خطط عملية للحوار على أرضية مشتركة، وذلك بحضور كل من لهم علاقة بالقضايا المطروحة من رجال سياسة وإعلام ومثقفين ورجال دين من العرب وأوروبا.
وأوضح أبو العلا ماضى وكيل مؤسسى حزب الوسط أنه متفائل كثيرا بمثل هذا الحوار الذى يتوقع أن يأتى ثماره ما بين 3 و5 سنوات مقبلة، مضيفا أن مثل هذه الحوارات لها آثار إيجابية مع الوقت وتراكمية وتحتاج نفس طويل، معتبرا أن الهدف من الحوار هو الوقوف أمام التشدد من الطرفين "العربى والأوروبى" وبشقيه من بعض الإسلاميين والمسيحيين، وكذلك الوقوف ضد الغلو والتطرف الذى يجتاح العالم حتى فى السياسة مثلما حدث من الحزب اليمينى فى سويسرا وقضية المآذن.
وحول شروط نجاح مثل هذا الحوار، أكد ماضى أن المناخ الحالى مؤذٍ للطرفين لوجود الغضب المتبادل بين الفريقين، وخاصة بين المسلمين العرب والغرب الأوروبى، سواء لانتشار الإسلاموفوبيا فى أوروبا أو زيادة حالة الاحتقان فى قضايا تجددت مؤخرا مثل الحجاب فى فرنسا والمآذن فى سويسرا والرسوم المسيئة فى الدنمارك.
واعترف ماضى بأن هناك مشكلة فى العلاقة بين الطرفين، ولهذا السبب لابد من الحوار لمواجهة هذه المشاكل، مؤكدا أن هدفهم الأول من هذا الحوار هو التغيير وأن تكون هناك إستراتيجية دائمة قادرة على تغيير الواقع، مع احترام متبادل للثقافات ومراعاة مصالح كل طرف وصناعة أجندة مشتركة.
