أكد الدكتور "يانس اليكسيس زيبوس" العضو الخبير فى منظمة حلف شمال الأطلنطى "الناتو" فى الشرق الأوسط، أن هناك صورة سلبية مأخوذة عن حلف الناتوفى مصر والدول العربية، ويرجع ذلك إلى موقف القوات العسكرية التى أرسلها الحلف إلى أفغانستان وكذا موقفه تجاه الصراع الفلسطينى الإسرائيلى والقضية الفلسطينية أو لاعتباره الذراع الرئيسى للولايات المتحدة، وهذه الصورة غير صحيحة وتحتاج إلى تعديل فالناتو هو مؤسسة عسكرية تسعى إلى تعزيز التعاون فى المجالات العسكرية.
جاء ذلك خلال الندوة التى نظمها المجلس المصرى للشئون الخارجية بالتعاون مع الدبلوماسية العامة لحلف شمال الأطلنطى بالنادى الدبلوماسى المصرى وتناول أوجه التعاون بين مصر وحلف الناتو والحوار المتوسطى؛ وشارك فى الندوة مجموعة من الدبلوماسيين والسياسيين.
أكد الدكتور أحمد عبد الحليم "المحلل الدبلوماسى وعضو مجلس الشورى"، أن هناك مجالات عدة للتعاون بين حلف شمال الأطلنطى ومصر، ويأتى ذلك فى إطار اهتمام الحلف بمنطقة الشرق الأوسط.
وأوضح أن أكثر من ثلث أعضاء حلف الناتو هى دول مطلة على منطقة المتوسط ولديها قواعد عسكرية هناك، وهو ما يوضح الأهمية القصوى التى تمثلها هذه المنطقة للحلف وحرصه على توطيد التعاون معها، ويتضح ذلك من خلال برامج التعاون التى يطرحها بصورة دائمة، والتى توجه بالأساس تجاه دول المنطقة مثل مبادرة حوار المتوسط، ومبادرة اسطنبول للتعاون، وهو ما يكشف عن وجود أهداف جيوـ إستراتيجية بتلك المنطقة.
وعن التحولات التى واجهت الناتو منذ إنشائه تجاه منطقة الشرق الأوسط، قال الدكتور عبد الحليم: رغم أن تواجد الناتو فى منطقة الشرق الأوسط يتسم بنشاط كبير منذ فترة الخمسينيات، إلا أن علاقته بالمنطقة قد شهدت تطورا ملحوظا منذ نهاية الحرب الباردة، حيث نجح الحلف فى التحول تدريجيا إلى منتدى لإدارة الأزمات مع الاحتفاظ بطابعه العسكرى، وأصبح يلعب دورا أكثر فاعلية فى حل بعض الصراعات القائمة، بالإضافة إلى نجاح مبادرات التعاون التى يطرحها، مثل الشراكة من أجل السلام والحوار المتوسطى.
وأكدت د.نهى بكر "أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية" أن هناك نوعا من الجهل لدى رجل الشارع فى مصر بدور الناتو وعمله، حيث لا يعرفون عنه شيئا سوى أنه تحالف عسكرى تابع لأمريكا أى أن الصورة المأخوذة عنه هى صورة سلبية.
وأضافت: هناك نجاحات حققها الناتو منذ إنشائه، حيث إن هناك زيارات متبادلة ونشاطات بين الناتو ودول المتوسط وتزايدت هذه الزيارات فى الفترة الأخيرة، حيث تراوحت الزيارات فى عام 1997 إلى 60 زيارة ووصل عدد الزيارات عام2007 إلى 600 زيارة للمنطقة، كما نجح فى تبادل المعلومات مع الجيوش فى المنطقة ومكافحة الإرهاب والمشاركة فى إخلاء المنطقة من الألغام والمشاركة فى البرامج التعليمية.
وأوضحت أن الناتو هذه الأيام يواجه عقبات حقيقية فى منطقة الشرق الأوسط منها أنه رغم محاولته عمل علاقات جيدة مع جامعة الدول العربية، لكنه لم ينجح فى مخاطبته بلغة صحيحة، كما أن هناك نوعا من عدم الثقة بيننا وبين الناتو حينما يطلبون تعاونا عسكريا مشتركا ولكنهم قد يستغلون ذلك فى التجسس علينا ومعرفة أشياء لا نريد أن يعرفوها، وكذا عقبة تعدد المبادرات السياسية التى تؤسس لأطر تعاون منافسة فى منطقة الشرق الأوسط، بدءاً من اتفاقية برشلونة 1993، مروراً بمجموعة الاتصالات المتوسطية عام 1995، ومجموعة 5+5 فى مجال الأمن والدفاع عام 2003، وصولاً إلى مشروع الاتحاد من أجل المتوسط عام 2008.
عضو بحلف الأطلنطى: الناتو ليست الذراع الأيمن للولايات المتحدة
الجمعة، 05 مارس 2010 12:12 ص