عبدالعظيم وزير..عاشق البطولة الوهمية

الجمعة، 05 مارس 2010 01:07 ص
عبدالعظيم وزير..عاشق البطولة الوهمية
دندراوى الهوارى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
توقع الجميع أن يجاهر بخبر تقديم استقالته اعتراضا على عدم تنفيذ قراراته، ولكن ارتضى الدكتور عبدالعظيم وزير محافظ القاهرة أن يلوح بها فى الخفاء بعد أزمته مع أشقاء رجل الأعمال والبرلمانى مصطفى السلاب بسبب قراره بإزالة عدد من منشآتهم.

الدكتور عبدالعظيم وزير محافظ القاهرة أصابه الذهول عندما قرر الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء تأجيل تنفيذ قرارات الإزالة ضد منشآت وعقارات عائلة السلاب.

وكان مجلس الشعب قد فجر القضية تحت القبة وأكد عدد من النواب أن «وزير» أراد الانتقام من مصطفى السلاب بإزالة معارضه ومنشآته بمدينة نصر رداً على وقوف السلاب بجانب أهالى عزبة الهجانة ضد المحافظ.

ووسط هذه الأزمة شعر «وزير» أنه خسر المعركة فقرر خلف الكواليس الإعلان عن استقالته، كورقة ضغط، لكن بعض المقربين منه نصحوه بالصمت وعدم التلويح بورق الاستقالة خاصة أن الخبر تناثر فى دواوين وإدارات المحافظة، وهو ما يعد تحديا لقرار رئيس الوزراء، وأيضاً مجلس الشعب الثائر ضد قرار الإزالة.

الدكتور عبدالعظيم وزير لكونه شخصية لا تقبل النقد وتهتم فقط بالإشادة بإنجازاته لم يسكت وطالب بعض أعضاء المجلس الشعبى المحلى للمحافظة بتبنى قضية قرارات إزالة معارض السلاب، وبالفعل أصدر المجلس الشعبى المحلى بيانا بعد اجتماع صاخب مؤخرا أكد فيه دعم جميع أعضاء المجلس وتأييدهم لقرارات المحافظ فى إزالة جميع المخالفات دون محاباة أو التستر على أحد، وأن جميع القرارات تستند إلى نص وروح القانون ويطبق ذلك على الكبير والصغير.

ولم يفوت الدكتور عبدالعظيم وزير الفرصة خلال الاجتماع وارتدى عباءة المحافظ على العدالة والمساوة، من خلال تطبيق القانون على الجميع فخطب فى الأعضاء خطبة عصماء أكد خلالها على الالتزام الكامل بالموضوعية عند تنفيذ القوانين دون تفرقة بين المواطنين، وقال إن المحافظة لا «تكيد» لأحد أو «تكره» أحداً ولا تتربص بأحد، موضحاً أن الأزمة التى أثيرت مؤخراً فى مجلس الشعب بشأن مخالفات النائب مصطفى السلاب وأشقائه هى تعبير واضح عن سياسة خلط الأوراق.

جلسة المجلس الشعبى المحلى لمحافظة القاهرة حولها عبد العظيم وزير إلى «برلمان» مصغر من مجلس الشعب واستغلها فى توجيه النقد إلى السلاب ورفاقه البرلمانيين، متحصنا بتأييد أعضاء المجلس المحلى له، وهو الأمر الذى أثار غضب الحكومة، وهو غضب وإن كان مكتوما إلا أنها أدرجت اسم الدكتور عبدالعظيم وزير ضمن القائمة السوداء التى سيطالها الاستبعاد من المنصب مع أول تغيير قادم.

«الحجر لا يمكن أن يسقط وحده» مثل بلجيكى ينطبق تماما على حالة الدكتور عبدالعظيم وزير حالياً، فالرجل هو الذى فجر هذا الكم من المشاكل، وخاض معارك مع الكبار والصغار فى نفس الوقت، بدأها بمعركته الصاخبة مع النادى الأهلى بكل جماهيريته الجبارة، عندما بدأ البحث فى دفاتر المحافظة القديمة وفجأة وجد ضالته فى أن أرض النادى الأهلى بالجزيرة حق انتفاع للنادى وأن مدة هذا الحق قد انتهت ومن ثم فإن على الأهلى أن يزيد قيمة حق الانتفاع للمتر الواحد 10 أضعاف عما كانت عليه، ومن المعروف أن مساحة النادى الأهلى 72 ألف متر أى مطلوب من الأهلى ما قيمته 720 ألف جنيه، وهى قيمة كبيرة فى ظل متطلبات النادى للصرف على أكثر من لعبة، وأنه المفرخة للأبطال فى كل اللعبات لتمثيل مصر فى المحافل الرياضية العالمية، أى أن دوره قومى وليس دورا خاصا، كما أن النادى قد حصل على هذه الأرض كحق انتفاع فى عام1907 مقابل قرش صاغ واحد للمتر وفى عام 1929 أصبح حق الانتفاع عن المتر جنيها واحدا ولمدة عشرين عاما حتى عام 1949 وفجأة طلب الدكتور عبدالعظيم وزير مضاعفة المبلغ 10 مرات، وكأنه الأفضل من بين أقرانه الذين تولوا مسئولية المحافظة منذ عام 1949.

قضية عائلة السلاب والنادى الأهلى أراد «وزير» منهما أن يخرج بطلاً قوميا محمولا على الأعناق، وأن الناس ستشير إليه بالبنان لأنه وقف أمام الكبار وتحدى إرادتهم، رغم أن الرجل غرق فى مثل هذه المشاكل، بداية من قلعة الكبش حتى سكان الدويقة المشردين فى الشوارع، مروراً بمشكلة المعاقين.

وقضية المعاقين، هى الأكثر تأثيراً فى النفس واستدرارا للتعاطف، فكل مشكلة هؤلاء أنهم يبحثون عن وسيلة رزق حلال تعينهم على العيش بكرامة بعيدا عن الاستجداء والتسول، فذهبوا إلى المحافظة، البعض يريد تجديد تراخيص الأكشاك المقامة بالفعل، والبعض الآخر يريد السماح له بإقامة كشك، لكن محافظ القاهرة رفض هذا وذاك، تحت زعم أن هذه الأكشاك تعطل حركة المرور، مع أن هذه الأكشاك مقامة على الأرصفة وليس فى عرض الشارع.

الوقائع السابقة عينة فقط من المشاكل التى غرق فيها الدكتور عبدالعظيم وزير، أكثر من غرق القاهرة فى شبر ميه مساء الخميس عندما تعرضت العاصمة للأمطار، حيث تحولت الشوارع إلى بحيرات من المياه، وتعطلت حركة المرور وانقطع التيار الكهربائى، وأصيبت الأحياء بشلل تام، ومحافظ القاهرة الدكتور عبدالعظيم يحاول جاهداً أن يخرج بطلاً من المعارك حتى لو على جثث الآخرين، ويعادى كل من ينتقده لأنه يرى فى نفسه فقط أنه محافظ الإنجازات.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة