"جلوبال بوست" تدعو أوباما لإعطاء فرصة للبرادعى

الجمعة، 05 مارس 2010 05:27 م
"جلوبال بوست" تدعو أوباما لإعطاء فرصة للبرادعى جانب من تقرير جلوبال بوست
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دعت صحيفة جلوبال بوست الأمريكية إدارة الرئيس باراك أوباما إلى الضغط على الرئيس مبارك من أجل إجراء انتخابات حرة ونزيهة يكون فيها فرصة للدكتور محمد البرادعى لتحقيق الفوز.

قالت الصحيفة فى المقال الذى كتبه جول برنكلى اليوم، إن الرئيس مبارك ربما يكون قد فقد أهميته بالنسبة للولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة، وأن هناك حاجة لإتاحة الفرصة للديمقراطية لتحديد الرئيس القادم.

وقال برنكلى إنه منذ فترة ليست بطويلة، كان أى رئيس أمريكى يريد المساعدة فى العالم العربى يطلب الرئيس حسنى مبارك الذى عرف عنه أنه الحليف الأقرب للولايات المتحدة فى الشرق الأوسط. وعندما ألقى الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات خطاباً غاضباً معادياً لأمريكا، قال البيت الأبيض إن مكالمة الرئيس مبارك هى التى أقنعت الرئيس الأسبق رونالد ريجان باستمرار النقاش مع منظمة التحرير الفلسطينية، وعندما خشى الرئيس بيل كلينتون من أن العراق قد لا تستجيب قرارات الأمم المتحدة بشأن التفتيش على أسلحة الدمار الشامل، هاتف الرئيس مبارك وطلب منه ممارسة ضغوط على بغداد، ووافق مبارك وفى اليوم التالى توجه نائب رئيس الوزراء العراقى حينئذ طارق عزيز إلى القاهرة.

لكن خلال العقد الماضى، بدد مبارك نفوذه، فالآن عندما يريد الرئيس الأمريكى أو وزيرة الخارجية حشد الدعم لسياسة أمريكية فى الشرق الأوسط، سيتوجهان إلى الرياض.

وتقول جلوبال بوست إن مبارك حكم مصر لمدة 29 عاماً منذ اغتيال أنور السادات. وهو بالكاد الديكتاتور الوحيد فى الشرق الأوسط. فإلى جانب إسرائيل ولبنان والآن العراق، فإن المنطقة بأكملها يحكمها أنظمة ملكية المتنوعة. لكن مبارك ظل صديقاً للغعرب بجعل نظامه فى شكل "دولة عربية معتدلة".

ويمضى الكاتب فى الثدول إنه خلال الانتخابات عام 2005، واعتقل مبارك أيمن نور، وألغت وزيرة الخارجية الأمريكية حينئذ كوندوليزا رايس زيارة مقررة لها إلى القاهرة احتجاجاً على ذلك. وبعد أن قامت القوات المصرية بقمع الناخبين وإغلاق مراكز الاقتراع وسجن المعارضين السياسيين خلال الانتخابات، فإن واشنطن استاءت من القاهرة، وفقدت مصر صفة الاعتدال. وبينما كان الرئيس مبارك معتاداً على زيارة البيت الأبيض كل عامن انقطع عن هذه الزيارة لمدة خمس سنوات.

والآن فإن مبارك 81 عاماً وبلاده فى حالة جمود ووحيدة، وشعبه غير راضى ويعيش فى فقر، ومع انخفاض الدخل القومى للفرد الواحد فى العام، فربما يكون ذلك سبباً لترحيب الكثير من المصريين بزيارة البرادعى الشهر الماضى.

ويتساءل الكاتب: من يدرى أى نوع من الرؤساء سيكون البرادعى، فقد أدار وكالة يوجد فيها ما يزيد على 2200 موظف، لكن سكان مصر يتجاوز عددهم 80 مليونا. وقد عاش البرادعى فى دول أوروبية وعمل مع زعماء غربيين منذ عام 1980، وتعامل بالقيم الديمقراطية، بل إن والده حتى كان محامياً واختلف مع الرئيس جمال عبد الناصر حول الحريات الديمقراطية.

ولماذا قد ينجح البرادعى؟ فقد وصل إلى مصر ومكث أكثر من أسبوع ولم يعتقله مبارك. فنظراً للصخب الدولى الذى أثاره سجن أيمن نور والذى لم يكن معروفاً إلى حد ما، فإن مبارك يدرك أنه ربما لن ينجو من ردود الفعل الدولية التى ستنجم عن مضايقة البرادعى أو اعتقاله.

ويشير برنكلى إلى أن التغييرات الكبيرة للصراعات المتجمدة لا تأتى عادة إلا من خلال تدخل بعض القوى الأجنبية. ففى حرب الخليج عام 1991 تغير ميزان القوى فى الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، وأدى إلى اتفاقات أوسلو. وفى الوقت نفسه تقريباً كان انهيار الاتحاد السوفيتى الذى حطم المأزق بين الصين وفيتنام وكمبوديا.

وعلى نطاق أصغر، فإن البرادعى يمكن أن يكون التغيير من الخارج فى مصر. ويجب أن تساعد الولايات المتحدة، وأن تدفع واشنطن مبارك لإجراء انتخابات حرة بحق هذه المرة، وألمح الكاتب إلى ضرورة ممارسة الضغط بالمعونة السنوية. لكنه يستدرك قائلاً: لسوء الحظ، لا تهتم إدارة أوباما بتعزيز الدمقراطية، فخلال الأشهر الأولى من حكمه، لم يشر الرئيس باراك أوباما أو حتى وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون إلى لفظ الديمقراطية فى أى مسألة تتعلق بتعزبز الديمقراطية. إلا أن مصر بلد مختلف اعتاد أن يكون صديقاً مهماً ولا يزال للولايات المتحدة تأثير ونفوذ فى القاهرة، فإذا ضغطت واشنطن على مبارك إجراء انتخابات حرة، وفاز البرادعى، فإن هذه ربما ستحول لحظة تحول فى الشرق الأوسط.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة