تفاصيل حياة المتهم بمحاولة تفجير المعبداليهودى

الجمعة، 05 مارس 2010 01:07 ص
تفاصيل حياة المتهم بمحاولة تفجير المعبداليهودى رمضان العربى محامى المتهم
محمود سعد الدين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄اعتنق أفكار الجهاد بعد مبايعة طه السماوى بمسجد النور بالعباسية وصححها له الشيخ ناصر الدين الألبانى بعمان
◄◄قضى 14 عاماً بالمعتقلات المصرية تحت تصنيف «إرهابى خطر» و45 شهرا بالسجون الليبية لتزوير جواز سفر سعودى

كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا مع جمال حسين المتهم بإلقاء عبوة ناسفة على المعبد اليهودى بوسط القاهرة الأسبوع الماضى عن مفاجأة وهى أنه سبق أن شرع فى إعداد قنبلة ناسفة بدائية الصنع عام 1997 تتكون من نفس مكونات القنبلة التى ألقاها على المعبد اليهودى من حمض الكبريتيك وحمض الخليك وبنزين وقطن وأنها كانت السبب الرئيسى وراء إصدار وزير الداخلية قراره آنذاك باعتقاله وإيداعه سجن طره وتصنيفه داخل المعتقل تحت فئة - إرهابى خطر - وعدم الإفراج عنه إلا فى 2007 بعد قضاء 10 سنوات.

جمال حسين كان يهدف من تصنيع قنبلته الأولى منذ 13 عاماً إلى إرهاب وقتل اليهود بمصر وهو نفس الهدف الذى من أجله صنع قنبلته الحالية التى ألقاها على المعبد اليهودى وذلك انطلاقاً من معتقدات وأفكار آمن بها على يد الشيخ طه عبدالله السماوى أحد قيادات الجماعة الإسلامية والذى تتلمذ على يده العشرات من قادة الجهاد والجماعات مثل كرم زهدى والدكتور ناجح إبراهيم وحمدى عبدالرحمن وخالد الإسلامبولى وشقيقه محمد الإسلامبولى وأسامة حافظ ومحمد عبدالسلام فرج وصالح جاهين وعلى فراج.

تبين من التحقيقات أن المتهم جمال حسين أدى البيعة للشيخ طه السماوى فى منتصف عام 1985 بمسجد النور بالعباسية أمام العشرات من أعضاء جماعة السماوى الذين آمنوا بمعتقداته وأفكاره فيما يتعلق بفريضة الجهاد وشارك المتهم مع مجموعة السماوى فى أول عملية فعلية بعد البيعة والمتمثلة فى إشعال النيران بمسرح الهوسابير ودار سينما كريم 2 وبعض محلات ونوادى الفيديو والخمور بأنحاء متفرقة بالقاهرة و30 سيارة تابعة للشرطة بمحافظة القاهرة فى عام 1986 وهى القضية التى عرفت آنذاك بقضية حريق نوادى الفيديو، وتم اعتقاله 4 سنوات على ذمة القضية من وزير الداخلية فى الفترة من 1986 وحتى 1990.

وتكشف أوراق التحقيقات التى باشرها المستشار هشام بدوى المحامى العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا عن قصة درامية لشخص من أسرة فقيرة بدأ حياته ملتزما دينياً ومنخرطاً فى أكبر التنظيمات الإسلامية وأنهاها بإدمان المخدرات وارتكاب عمل إرهابى يكدر السلم والأمن العام للبلاد تصل عقوبته إلى المؤبد المشدد، وكما جاء بأوراق التحقيقات فإن جمال حسين خرج من المعتقل فى عام 1990 مضطربا نفسيا خاصة أن الجميع أصبح ينظر إليه على أنه إرهابى سابق وغير مرغوب فى وجوده بينهم وخطر على المجتمع، وهو ما دعاه للقيام بأفعال تناقض المعالم الرئيسية للشخص الملتزم دينياً فكان يجلس على القهوة مع أصدقائه القدامى وبدأ فى تدخين السجائر فضلا عن الأمر تطور إلى تعاطى المخدرات بل إدمانها فى ظل الحالة المعنوية السيئة التى كان يعانى منها.

الإدمان الشديد دفع أسرته لإيداعه فى منتصف عام 1991 بقسم علاج الإدمان بمستشفى الدمرداش والذى كان له دور كبير فى إعادة تأهيله مرة ثانية ورفع معنوياته ونظرته للمجتمع، حيث قرر جمال حسين بعد الخروج من المستشفى السفر إلى الخارج سعيا وراء الفوز بعمل مربح بإحدى الدول العربية يعود عليه بأجر يكفل له حياة كريمة، وبالفعل سافر إلى الأردن وهناك تعرف على شخص يدعى الشيخ ناصر الدين الألبانى وهو أحد أعلام أهل الحديث وأحد كبار شيوخ المذهب الحنفى، وحضر جمال حسين عشرات المحاضرات والدروس التى كان يلقيها الألبانى والتى ساعدته فى تصحيح مفاهيم الجهاد والحاكمية واستحلال دم النصارى واليهود.

ويقول جمال حسين بالتحقيقات إنه تناقش مع الشيخ الألبانى فى أحد دروس العلم وقص له حكايته بالكامل بداية من الانضمام إلى جماعة السماوى وحتى الاعتقال وإدمان المخدرات، فقال له الشيخ الألبانى إنه ينتقد كل ما تقوم به الجماعات الإسلامية من عمليات عدائية داخل مصر والتى تسفر عن موت العشرات من المسلمين الأبرياء ونصحه الألبانى بعدم التورط فى تلك العمليات مرة ثانية، مؤكداً عليه أن الجهاد فى الأوقات الحالية يكون ضد اليهود أو من سماهم بـ«الكفار» فهم الذين يقومون كل يوم بقتل العشرات من الشيوخ والأطفال والنساء بالأراضى الفلسطينية، ويضيف جمال أنه اقتنع بكلام الشيخ الألبانى واعتبرها فتوى يسير عليها طيلة حياته، وهى أن يجاهد ضد اليهود وينتقم منهم، ولا يقتل مسلماً أبداً.

أوضحت التحقيقات أن جمال حسين لم يمكث بالأردن كثيراً وفشل فى الحصول على عمل مستقر وهو ما دفعه للعودة إلى مصر، غير أن الأحوال بمصر كانت أسوأ، خاصة مع تعاطيه المخدرات بشكل مفرط فيه بل إنه اعترف فى التحقيقات بعشقه لحامض الخليك وإدراكه تركيب المواد المخدرة وقدرته على تخليقها كيماويا وخاصة مخدر الهيروين، وهو الأمر الذى أعطى انطباعا لدى فريق التحقيق بنيابة أمن الدولة العليا بأن المتهم يمتلك قدرة عقلية فائقة وحضورا ذهنيا عاليا.

فكر جمال حسين فى السفر إلى أحد البلاد الأوروبية خاصة بعدما فشلت محاولاته بالأردن والعراق فحدد طريقه للسفر إلى تركيا ومنها ينطلق إلى أوروبا غير أنه اكتشف أنه ممنوع من السفر وأن وزارة الداخلية أدرجت اسمه على قوائم الترقب والوصول، فقام باستخدام شهادة ميلاد شقيقه فى استخراج جواز سفر مزور تمكن من خلاله الهروب إلى الخارج، لكن السلطات الليبية ألقت القبض عليه عندما كان على متن إحدى البواخر المتجهة إلى تركيا والمتوقفة ترانزيت فى ليبيا بسبب تعاطيه الهيروين وتبين أن يحمل جواز سفر مزورا باسم شخص سعودى وكان ذلك تحديداً فى منتصف عام 1993 حيث كانت العلاقات الدبلوماسية بين ليبيا والسعودية مضطربة.

وكما يظهر من التحقيقات فإن السلطات الليبية أجرت مقابلة بين جمال حسين وبين المؤسسة السعودية الموجودة بليبيا والتى ادعى العمل بها غير أن العاملين بالمؤسسة أنكروا معرفته بل اعترفوا على هويته الحقيقية، أنه مصرى الجنسية، وهو الأمر الذى انتهى بإصدار حكم من القضاء الليبى بمعاقبته بالسجن 45 شهراً.

عاد جمال إلى مصر وعاش ظروفا نفسية وأسرية صعبة وتذكر فتوى الشيخ الألبانى بضرورة الجهاد ضد اليهود وقرر فى عام 1997 تصنيع قنبلة بدائية يستخدمها فى إثارة الرعب فى قلوب اليهود بمصر، غير أن جهاز مباحث أمن الدولة تمكن من القبض عليه واعتقل لمدة 10 سنوات بعد العثور معه على حامض الكبريتيك والخليك وهى المواد الأولية التى تستعمل فى صناعة تلك النوعية من القنابل.

يقول جمال بالتحقيقات إن العذاب الذى تعرض له بالمعتقل خلق عنده كرهاً شديداً للأجهزة الأمنية التى دمرت حياته، فضلاً عن أنه رفع دعويين قضائيتين على وزارة الداخلية يطالب فيهما بتعويض مالى عن 14 سنة قضاها معتقلا داخل السجون، والتى حصل فيها بالفعل على حكم قضائى بالتعويض فى الدعوى الأولى بـ40 ألف جنيه وفى الثانية بـ36 ألف جنيه غير أن وزارة الداخلية امتنعت عن تنفيذ الحكم القضائى، وهو الأمر الذى زاد من كراهيته للأمن وقرر تصنيع العبوة الناسفة وإلقاءها على المعبد اليهودى لتنفيذ غرضين حسبما قال أولهما تحقيق فكره ومعتقداته وفتوى الشيخ الألبانى التى اقتنع بها بضرورة الجهاد ضد اليهود، والثانى رغبته فى دخول السجن مرة أخرى لأنه يئس من الحياة ومشاكلها والمعاملة السيئة التى يتلقاها من أشقائه وأقاربه. وعن التناقض بين رجل يؤمن بعقيدة الجهاد ويدمن المخدرات فى وقت واحد قال جمال حسين لمحاميه رمضان العربى «ممكن الواحد يقوم بعمل الكفر وليس بكافر».

لمعلوماتك...
2009 وفاة طه السماوى أحد قيادات الجماعة الإسلامية
49 عاما عمر المتهم جمال حسنين





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة