فى أول قرار جمهورى بعد حلف اليمين

السيد الرئيس أيمن نور يقرر إحالة رموز النظام السابق إلى محاكمة سريعة ويصادر أموالهم

الجمعة، 05 مارس 2010 01:03 ص
السيد الرئيس أيمن نور يقرر إحالة رموز النظام السابق إلى محاكمة سريعة ويصادر أموالهم أيمن نور
عبده زكى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
>> الرئيس يعيد العمل بقانون الطوارئ بعد مرور عامين من حكمه ويدعو لاستفتاء شعبى من أجل إعادة النظر فى المادة الخاصة بتحديد مدة الرئاسة

السنة: 2011..
التوقيت: قبيل منتصف ليل أحد الأيام..
المشهد: الناس مجتمعة أمام أجهزة التليفزيون وفى الشوارع..
فجأة يظهر المذيع بعد إشارة بأهم الأنباء ليقول «أفرزت نتيجة الانتخابات الرئاسية التى جرت اليوم فوز الدكتور أيمن نور مؤسس حزب الغد بمنصب رئيس جمهورية مصر العربية خلفا للرئيس محمد حسنى مبارك».
هلل أناس وحزن آخرون وسادت أرجاء المحروسة حالة من السكون.
لم تمض دقائق حتى خرج الرئيس أيمن نور على المواطنين من خلال مؤتمر صحفى عالمى نقلته التليفزيونات والإذاعات لتقديم الشكر للذين انتخبوه واعدا بأنه سيكون رئيسا لكل المصريين بمن فيهم المعارضون له.

انتقل الرئيس الجديد إلى شقته الكائنة فى حى الزمالك.. أغلق هواتفه واسترخى فى سريره يفكر فى ترتيب أوراقه قبل انتقاله إلى قصر الرئاسة فى مصر الجديدة... حلق فى سقف الغرفة.. استرجع بسرعه شيئا من برنامجه الانتخابى الذى وعد فيه المصريين بحياة وردية ومزيد من الحريات وتعزيز استقلال القضاء وتبنى التعديلات التشريعية لقانون السلطة القضائية ومراجعة قواعد إجراءات الحبس الاحتياطى بما يضمن تعزيز حقوق المواطن ومراجعة قواعد الإجراءات الواردة فى قانونى المرافعات المدنية والتجارية لتيسير إجراءات التقاضى ورفع كفاءتها.

تذكر أنه وعد أيضا بكفالة الحريات الدينية وضمان حرية العقيدة وممارسة العبادات وإلغاء الخط الهمايونى ووضع قانون موحد لبناء وصيانة دور العبادة وإطلاق حريات المشاركة السياسة لطلاب المدارس والجامعات وحق التجمع والتظاهر السلمى ومكافحة التعذيب فى السجون والأقسام والقضاء على ظاهرة الإيقاف الاشتباهى والحبس الاحتياطى... ولم ينس بطبيعة الحال وعده بتوفير حياة كريمة بلا فقر أو مرض أو جهل..
هنا بدا وجهه متجهما بعد أن داهمه السؤال: كيف ستحقق ما وعدت به لكنه سرعان ما انتفض متحركا فى أرجاء شقته التى شهدت احلى لحظات عمره مع أسرته وشهدت أيضا لحظات غاية فى الصعوبة لعله تذكر القبض عليه عقب رفع الحصانة عنه يوم «جمعة» واقتياده إلى النيابة والمحكمة والسجن بتهمة تزوير توكيلات حزب الغد.
بعد عدة أيام انتقل الرئيس أيمن نور إلى قصر الرئاسة ومن هناك بدأ يفكر فى تصفية حساباته مع من اعتقد أنهم ظلموه قبل توليه الحكم.. البداية تكون التخلص من رموز السلطة السابقين وبالتزامن مع مكافأة من ساندوه.
انقلبت الأمور رأسا على عقب، تحول بعض المسجونين السياسيين إلى مسئولين، ودخل مسئولون سابقون السجن.

- قرر فى أول قرار جمهورى له بعد حلف اليمين محاسبة رموز النظام السابق على ما كان يعتقده فسادا وتجاوزات، صادر ثرواتهم التى ظن أنهم حصلوا عليها دون سند من القانون، وقدمهم للمحاكمة بتهمة ما كان يعتقده انحرافا عندما كان بلا أنياب.. بالطبع لم ينس عدوه ومنافسه السابق على رئاسة حزب الغد وحتما سيضيق عليه الخناق، تذكر علاقته بضباط الأمن، من منهم عذبه فى السجن؟ ومن أهانه؟ ومن تعاطف معه وقال له: نحن معك لكننا مجبرون على تطبيق اللوائح؟.. قد يتطرق إلى القاضى الذى حكم عليه بالسجن ظلما على حد اعتقاده... سيدعم الصحف التى كانت مساندة له أو محايدة، ويعاقب القائمين على المؤسسات الصحفية القومية والتليفزيون المصرى.. وسيكشف عيوب الجميع.

فى عهده تحول بعض البسطاء إلى أمراء والأمراء إلى خائنين ولصوص لكنه لن ينسى فضل الغرب عليه، خاصة أمريكا والاتحاد الأوروبى الذين طالما ساندوه ضد مبارك ونظامه وفق ما يعتقد، وعليه الآن بعد أن تمكن من السلطة رد الجميل وبالشكل الذى يطلبونه.

الرئيس نور يبدو مصرا على التفاعل مع المواطنين من خلال «الفيس بوك» ويفكر فى تعيين إسراء عبدالفتاح كوزيرة مع عدد من نشطاء حزب الغد وحركة 6 أبريل.. لكنه يستبعد تنصيب رموز من حركة كفاية فى مناصب.

بعد مضى أكثر من عام على حكم الرئيس نور بدأت قوى المعارضة تنشط، وينفض من حوله بعض المؤيدين الذين يرفضون التدخل الأجنبى فى شئون الوطن، سيعترض «الإخوان المسلمين» على تواصله مع العدو الصهيونى استجابة لضغوط الغرب، ولن تفلح سياسة «فلسفة الأمور» معهم، وهنا يسيطر عليه فكره الليبرالى ويصبح غير مضطر لرفع شعار القوى الوطنية ليفتك بالإسلاميين الذين كثيرا ما عكروا صفو حياته وعرقلوا مسيرة سياسته الخارجية الهادفة إلى التواصل العميق مع الغرب وسياسته الداخلية فى دعم حقوق الأقباط والأقليات بشكل عام.

الاقتصاديون أيضا بدأوا يعترضون على سياسة الانفتاح الاقتصادى التى انتهجها نور مؤخرا ووفق آليات أوسع للنظام الاقتصادى الرأسمالى الذى طبقه نظام الرئيس نور دون ضوابط أو مراعاة لظروف المواطن المطحون.. تماما كما يعترض الشعب المصرى أو غالبيته على إلغاء الدعم وارتفاع الأسعار أكثر وأكثر.

بعد عامين من حكم الرئيس نور، الأمور تتفاقم، المظاهرات والاحتجاجات تتزايد، يتعرض هو وأولاده لمحاولات اغتيال، يعيد تطبيق قانون الطوارئ الذى أوقف العمل به عقب إعلان نتيجة فوزه بالرئاسة... امتلأت سجون النظام بمعارضين، والتنكيل بآخرين ومنهم أدباء وكتاب وصحفيون سلكوا مسلكا معارضا لسياساته وطالما ذكروه بوعوده الانتخابية ونقده لتصرفات نظام مبارك السابق.

أنهى الرئيس نور فترة حكمه الأولى، ورشح نفسه فى الانتخابات الجديدة التى فاز فيها باكتساح غير مبرر، فى بداية الفترة الثانية فكر فى مستقبل أولاده «شادى ونور».. فالرجل له من الأعداء والخصوم ما لا يحصى عدده، فكر فى تصعيد «نور» الصغير لاحتلال مركز قيادى فى حزب الغد الذى اتسعت عضويته بشكل فاق الحزب الوطنى فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك، فيما ركز شادى فى العمل بالاقتصاد..

باق من عمر ولاية الرئيس عام واحد فقط، فكر معاونوه فى مجاملته، قالوا له: فخامة الرئيس لابد من إلغاء تعديل الدستور الذى حدد مدة الرئاسة بفترتين فبدونك مصر لن تعيش، لن تتقدم، لا أحد يصلح لأن يحل محلك.. الرئيس يرفض على استحياء يعلمه معاونوه، فيقترحون عليه - كمخرج من الحرج أمام نفسه والعالم - عمل استفتاء شعبى لتعديل الدستور، ولا مانع من اختلاق مظاهرات موجهة اعتمادا على خبرتهم أيام كانوا معارضين ينتقدون الرئيس السابق محمد حسنى مبارك، نتيجة الاستفتاء جاءت بتعديل الدستور ليستمر الرئيس أيمن نور فى الحكم بداية من 2011 حتى هذا العام 2040.

لمعلوماتك...
>> 1964 ولد الدكتور أيمن نور، وبالتحديد يوم 10 أكتوبر، وهو معارض ليبرالى مصرى ومرشح سابق لانتخابات الرئاسة فى مصر، رئيس حزب الغد وعضو سابق فى حزب الوفد، تم سجنه لاتهامه بتزوير توقيعات فى الأوراق الرسمية التى مكنته من الحصول على ترخيص لتأسيس حزبه، تم الإفراج عنه صحياً قبل اكتمال مدة العقوبة، تدرج فى مراحل التعليم المختلفة حتى تخرج فى كلية الحقوق جامعة المنصورة، عمل بجريدة الوفد صحفياً حتى اتجه للعمل الحزبى بالحزب الذى تتبع له الجريدة حتى أصبح نائباً لرئيس الحزب، أصبح عضواً بالبرلمان المصرى عن دائرة باب الشعرية ويعد من أصغر الأعضاء الذين انتخبوا فى مجلس الشعب حيث فاز فى دورتين متتاليتين وهزم صبحى الجنيدى فى الدورة الأولى ويحيى وهدان فى الدورة الثانية، وقد حصل عام 1999 على جائزة أفضل أداء برلمانى على مستوى دول البحر الأبيض المتوسط.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة