التقيت بالصديق والزميل الجميل خالد صلاح قبل أيام وكلفنى بكتابة مقال لـ«اليوم السابع» ورغم أنى من عشاق قراءة المقال الصحفى فى جميع الصحف بدون استثناء «وأتصور أن من كتب ليس كمن قرأ» وأعتقد أن من حق من أجهد عقله بفكرة ما فإن علىّ واجب قراءتها، رغم هذا ورغم أننى بدأت حياتى المهنية بكتابة المقال فى عدد من الصحف الكويتية فإننى ظللت طوال سنوات عملى بمهنة الصحافة منذ عام 1991 أتجنب كتابة المقال، ذلك لأن كثيرين نصحونى بعدم كتابة الرأى ومن بينهم أستاذى الراحل محمود المراغى أول رئيس تحرير لصحيفة العربى.
وذات النصيحة سمعتها من العملاق الراحل محمد عودة وقد زاد اقتناعى بهذا حينما مررت بتجربة مؤثرة مع الأستاذ هيكل وخرجت من مكالمة تليفونية جرت بينى وبينه بأنه ما زال يصر على أن يكون مخبرا صحفيا حتى وهو فى هذه السن المتقدمة أطال الله فى عمره.
فى يوم من أمتع أيام حياتى وبالتحديد يوم 13 مارس عام 2005 تلقيت اتصالا من الأستاذ هيكل على هاتفى المحمول أثناء متابعتى لوقائع الجمعية العمومية لنادى القضاة، وكان القضاة قد طرحوا على الجمعية العمومية الغاضبة موقف القضاة من مراقبة الانتخابات.
وبدا الأمر فى ذلك الوقت صراعا بين القضاة من جهة وبين الدولة من جهة أخرى خاصة أن امتناع القضاة عن الإشراف على الانتخابات سوف يصيبها بالعوار الدستورى ويحدث خللا فى شرعية الحكم، وقد كانت للقضاة شروط للإشراف على هذه الانتخابات حتى لا يتحملوا تاريخيا أوزارا لم يرتكبوها، وكان الأستاذ فى ذلك اليوم يتابع بحرص شديد الموقف ويرغب فى معرفة الأحداث أولا بأول، وهو ما دفع الأستاذ أن يستطلع ويبحث عن المعلومة وقد دار بينه وبين تلميذه عبدالله السناوى، رئيس تحرير العربى حوار، انتهى إلى ما أشار به زميلى وصديقى وأستاذى السناوى على الأستاذ أن يتصل ليعرف الأحداث عن قرب من خلال شخصى الفقير.
وقد بدا الأمر بالنسبة لى صادما وكأن السماء ترغب فى ملامسة الأرض، قال الأستاذ بأدب شديد مساء الخير يا أستاذ محمود أنا هيكل - بدون أستاذ.. سألنى الأستاذ عن أدق التفاصيل وكأنه مخبر يجمع المعلومات الخبرية وقد اعتبرت أسئلة الأستاذ قالبا مهنيا يمكن لمن يتبعه أن يكتب تقريراً خبرياً شاملاً، وسألنى عن شخوص حركة استقلال القضاء ، حتى إنه سألنى عن رأيى فيما يحدث بشارع عبدالخالق ثروت ، فقلت للأستاذ إننى أول من أطلق على الشارع الثائر - شارع الحرية باعتباره منطقة محررة من قبضة الدولة لوجود النقابات الثلاث المحامين والصحفيين والقضاة .. إن الكلام مع الأستاذ متعة مهنية علمتنى كيف اكون مخبرا صحفيا، غير أن بعض ما قيل من نصائح وما تعلمت من دروس ربما ينطبق الآن على شخصى خاصة أننى بلغت من العمر 43 عاما وأصبح لى تجارب ولدى خبرات كما أنه أصبح لدى مشروع متعلق بالناس ربما تصبح الكتابة عنه فى «اليوم السابع» فرض عين.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة