أعلن فاروق حسنى، وزير الثقافة، استرداد مصر خمسة وثمانين صندوقاً من بريطانيا أمس الأربعاء، وتضم مجموعة من الآثار المصرية من العصر الحجرى الوسيط (ترجع لمائتى ألف عام قبل الميلاد)، وحضارات ما قبل التاريخ والأسرات من الألف السابع وحتى الألف الثالث قبل الميلاد.
وأوضح الدكتور زاهى حواس، أمين عام المجلس الأعلى للآثار، أن هذه الآثار تمثل اللبنة الأساسية لإقامة متحف آثار عصور ما قبل التاريخ بمدينة نقادة بمحافظة قنا جنوب مصر وتعتبر من أقدم مراكز الحضارات على مستوى العالم والتى شهدتها تلك المدينة، معلنا أن هذه الآثار فى مركز زوار آثار ما قبل التاريخ بواحة الفرافرة بمحافظة الوادى الجديد، وهو المركز الوحيد الذى يساهم فى التعريف بأهمية حضارات ما قبل التاريخ فى الصحراء الغربية.
وأشار د. حواس إلى أنه تم استرداد 217 قطعة أثرية مهمة تضم أوانى فخارية كبيرة وأوانى مصنوعة من الطين، وعليها بصمات أصابع الصانعين وهى أقدم الأوانى الطينية فى العالم حتى الآن وترجع لحوالى سبعة آلاف عام قبل الميلاد.
وكشف الأثرى خالد سعد مدير عام آثار ما قبل التاريخ ورئيس الوفد إلى أن من أهم القطع المستردة، إناء لحفظ العطور وصلايتين "جمع صلاية حجرية"، كانت تستخدم فى صحن الألوان المستخدمة فى عمليات الزينة والطقوس الدينية، بالإضافة لفأس يدوى حجرى يرجع لبداية العصر الحجرى الوسيط "200 ألف عام قبل الميلاد"، هذا إلى جانب جزء من صندوق من العاج يؤرخ بحضارة نقادة أى الألف الرابعة قبل الميلاد ومجموعة من رءوس السهام الحجرية من مناطق الخطاطبة بمحافظة مطروح وترجع لحوالى مائة ألف عام.
كما تتضمن القطع الأثرية المستردة من بريطانيا مجموعة من الرحايات الحجرية التى تستخدم فى طحن الغلال ومجموعة من المخارز العظمية التى تستخدم فى صناعة الإردية. بالإضافة إلى مجموعة من دبابيس القتال التى كانت توضع فى أدوات خشبية وتستخدم فى القتال، وقطعة فريدة من الظران تم تشكيلها على هيئة منقار الببغاء، وكانت تستخدم فى عمل النقوش الصخرية المنتشرة على الأسطح الجبلية بالصحراء الغربية والشرقية.
وتضم الآثار العائدة من لندن خصلة شعر قديمة، ربما كانت موجودة بإحدى مقابر منطقة نقادة "محافظة قنا - جنوب مصر" سيتم إجراء فحوصات وتحاليل الحمض النووى لتلك الخصلة من خلال جهاز فحص الحمض النووى بالمجلس الأعلى للآثار لتفسير الكثير من ظروف معيشتهم، ومعرفة الأمراض التى قد يكونون تعرضوا لها فى حياتهم وقد تم استرداد تلك الآثار من معهد الآثار المصرية التابع لجامعة كوليج بلندن، وكانت فى حيازته نتيجة قسمة نتائج أعمال الحفائر التى تمت فى مناطق نقادة والخطاطبة وسيوه من خلال بعثات المعهد منذ أكثر من خمسين عاماً مضت.
وقد خاطب الدكتور زاهى حواس إدارة الجامعة بضرورة عودة هذه الآثار لمصر، نظراً لأهميتها فى إنشاء أول متحف لآثار ما قبل التاريخ فى مصر، هذا وقد قرر د. حواس تخزين الصناديق القادمة من لندن أمس فى المخزن المتحفى بمدينة الداخلة بالوادى الجديد، وأنه سيتم تشكيل لجنة أثرية لجرد وتسجيل محتويات تلك الصناديق من الآثار، وذلك استناداً إلى التقرير النهائى الذى يتضمن محتويات الصناديق وعدد القطع الأثرية بداخل كل صندوق وتتراوح ما بين قطعة واحدة فى الصندوق الواحد (مثل إناء فخارى)، وما بين ألف وخمسمائة قطعة فى صندوق آخر، وهى تمثل أدوات حجرية مختلفة الأشكال.
كما تم الاتفاق بين سلطات الجمارك بمطار القاهرة والمجلس الأعلى للآثار على أن يتم فتح الصناديق، فى حضور ممثل الجمارك مع اللجنة الأثرية أثناء عملية فتح الصناديق وإخراج القطع الأثرية منها فى الوادى الجديد. وكان المجلس الأعلى للآثار قد نجح خلال الأعوام الستة الماضية فى استرداد أكثر من خمسة آلاف قطعة أثرية، فيما يجرى الاتصالات لعودة أثرية أخرى.
يذكر أن د. زاهى حواس سوف يتوجه للولايات المتحدة الأمريكية الأسبوع المقبل لتسلم واحد من أجمل التوابيت الخشبية الملونة والتى ترجع لعصر الأسرة 21 القرن الحادى عشر قبل الميلاد، والموجودة بمدينة ميامى بولاية فلوريدا وسيستلمها فى العاشر من الشهر الجارى . كما نجح المجلس الأعلى للآثار مؤخراً فى استرداد ثلاث قطع أثرية من تونس وثلاث قطع أخرى من المملكة العربية السعودية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة