أثار وصول الدكتور البرادعى إلى مصر وإعلانه عزمه الترشح لرئاسة الجمهورية، إلى تحريك المياه الراكدة منذ ثلاثة عقود، أى منذ تولى الرئيس مبارك للسلطة وتحدث الكثيرون بين معارض ومؤيد وتعددت وجهات النظر.
فالرأى الأول وتروج له الحكومة حتى من قبل وصول الدكتور البرادعى لمصر، أن الدكتور البرادعى غير مناسب لأنه لم يعش فى مصر ولم يعرف طبيعة الشعب المصرى وثقافته أجنبية.
وهذا مردود عليه بأن الدكتور البرداعى ولد وعاش وتعلم فى الجامعات المصرية، وتأصلت بداخله الشخصية المصرية وليس بالبعيد عن مصر.
كما أن العالم اليوم كتاب مفتوح بمشاكله وجميع أحواله وليس من المفروض أن يعيش الدكتور البرادعى فى البساتين أو الدويقة ليعرف مشاكل المصريين، وهل من يعيش فى مصر الجديدة أو يعيش فى ٦ أكتوبر حل مشاكل المصريين التى تراكمت من سنين.
الرأى الثانى وهم أشباه المعارضة الإخوان المسلمين والذين ساهموا بأكبر قدر مما وصلت إليه مصر ويعتبرون شركاء للسلطة فى ما آل إليه حال مصر، وهم أحزاب المعارضة، وهم منقسمون على نفسهم متناحرون على لا شىء وهم إلى الآن لم ولن يأخذوا موقفا محددا وهم أكثر ضررًا على حركة التغيير فى مصر من الحكومة نفسها.
ثالثًا الحركات الشعبية مثل حركة كفاية والحركات الأخرى وهى المعبرة الحقيقية عن نبض الشارع المصرى لإنها نابغة من صميم الشارع المصرى، والدور الأكبر القادم لهذه الحركات فى توعية الناس بخطورة هذه المرحلة وحشدهم خلف الدكتور البرادعى.
رابعًا الشباب المصرى الذى لا ينتمى لأى من الأحزاب أو الحركات السياسية، وهم الجانب الأكبر والأهم فى المرحلة القادمة فللأسف هم منقسمون فى رأيهم فمنهم من هو مع التغيير ولا يفعل شيئا وطرف آخر أكثر سلبية يقولون" لسه هيجى رئيس تانى"، وللأسف الشديد هذا الرأى منتشر بشدة بين السلبيين من شبابنا وهم معذورون فى ذلك لأنهم نشأوا وتربوا خلال الثلاثين سنة السابقة فى مناخ سياسى فاسد تأصلت فى ربوعهم بقصد وبتدبير من السلطات وبعض الشباب، وهم نسبة قليلة جدًا استفادوا من الفساد السياسى فى الحصول على مميزات سواء وظائف أو مميزات أخرى هؤلاء الشباب ضد التغيير وبشدة.
وبعد عرضنا لبعض الآراء بإيجاز نتناول ما نريده من الدكتور البرادعى فى هذه المرحلة الهامة من تاريخ مصر.
أولاً :الدكتور البرادعى مؤمن بالتغيير والتداول الديمقراطى للسلطة أى أنه لن يظل فى الحكم طوال حياته مما يعطى للشعب فرصه لمحاسبته.
ثانيًا :الدكتور البرادعى شخصية عالمية لها اسم على مستوى العالم ويستطيع من خلال علاقاته الضغط على السلطة السياسية لتغير الدستور ومن قبله قانون الطوارئ الذى تستغله السلطة السياسية فى إسكات أى صوت يندد بالفساد.
ثالثًا :الدكتور البرادعى له تاريخ مشرف لن يتم الضغط عليه أو تدبير قضايا كما حدث مع أيمن نور .
رابعًا : الدكتور البرادعى هو الأنسب من بين بعض الشخصيات السياسية المصرية التى لها قبول شعبي وتواجد على المستوى الدولى مثل الدكتور عمرو موسى والدكتور بطرس غالى أو الدكتور زويل.
خامسًا: الدكتور البرادعى مؤمن بالفصل بين السلطات وليس كما هو حالنا الآن مهيمنة السلطة التنفيذية على جميع السلطات السياسية والدينية.
ولكن لن يستطيع الكتور البرادعى أو أى جهة مدنية على التغيير بمفردها بعيدًا عن الشعب الذى افتقد على مدار العقود السابقة للقيادة الشعبية التى تحركه وهذه فرصة الشعب ليختار من يحكمه بإرادته لأول مرة فى تاريخ مصر وليس بالثورة أو التعيين كما سبق لأننا لو اخترتنا من يحكمنا نستطيع محاسبته.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة