محمد حمدى

المفاوضات فى البيت العربى

الخميس، 04 مارس 2010 01:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعرف جيدا أن الجامعة العربية لا تحظى بشعبية كبيرة فى الشارع العربى، وإنما على العكس من ذلك تبدو صورتها مهتزة جدا، ويرى كثيرون عدم جدواها حتى أن بعض الناس يتساءلون عن جدوى بقائها، والأموال التى تنفق عليها وعلى المنظمات التابعة لها، لكن قرار الجامعة العربية بالسماح للفلسطينيين بالتفاوض غير المباشر لمدة أربعة أشهر ينبغى الاهتمام به، لأنه لأول مرة يضع هذا الملف تحت إشراف الجامعة المباشر.

وتنبع أهمية هذا القرار فى أنه سحب ملف التفاوض واتخاذ القرار من يد الفلسطينيين ووضعه فى عهدة الجامعة العربية، بمعنى أن المفاوضين الفلسطينيين لا يستطيعون التفاوض مع الإسرائيليين بعيدا عن السقف العربى، ولا يستطيعون التوصل إلى أى اتفاق أو حتى تحويل المفاوضات غير المباشرة إلى مباشرة دون موافقة عربية.

ومنذ قرر الرئيس الراحل أنور السادات التوجه منفردا للسلام مع إسرائيل سارت الدول العربية على نفس النهج، فباشر الفلسطينيون مفاوضات أسلوا بمفردهم، وتوصل الأردن إلى اتفاق وادى عربة دون الرجوع للعرب، وحتى سوريا التى أجرت مفاوضات مباشرة فى عهد الرئيس حافظ الأسد وغير مباشرة فى عهد بشار الأسد سارت على نفس الطريق المنفرد.

ولأن القضية الفلسطينية هى قضية العرب المركزية، فهى بحاجة إلى موقف عربى موحد خلفها، صحيح أن هذا الموقف غير موجود الآن حيث يختلف العرب فيما بينهم حول السلام والمقاومة، لكن من الضرورى أن تصبح هذه القضية هى عامل وحدة العرب وليس الطريق إلى تمزيقه، لأن إسرائيل ودون كثير من الاجتهادات هى المستفيد الوحيد من حالة التمزق والتشرذم العربى.

وقد لا تؤدى المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل إلى تقدم، وهذا هو المتوقع فى ظل وجود الحكومة اليمينية الإسرائيلية وعدم وضوح وقوة الضغوط الأمريكية والأوروبية عليها، مما يعنى أننا بعد هذه الشهور الأربعة سنكون بحاجة إلى تحرك مختلف، ترى الجامعة العربية معه العودة إلى مجلس الأمن ووضع القضية الفلسطينية على جدول أعماله وتحت رعايته.. ولا يبدو فى الأفق أن هناك حلولا عملية أخرى لأسباب من أهمها:
1- أن الفلسطينيين منقسمون بين حركتى فتح وحماس مما يعنى عدم وجود موقف فلسطينى موحد حول قضيتهم.
2- اختلاف عربى بين الإبقاء على المبادرة العربية للسلام التى تنص على السلام مقابل الأرض، وبين العودة للمقاومة والمقاطعة.
3- انشغال الدول العربية بقضاياها الداخلية أكثر من انشغالها بالقضية الفلسطينية.
4- انشغال بعض الدول العربية بقضايا أخرى أكثر أهمية بالنسبة لها، فالسعودية قد تكون مهتمة بالشأن اللبنانى أكثر من الفلسطينى، ومصر قد تجد نفسها منغمسة فى موضوع تقرير المصير فى السودان واتفاقية توزيع مياه النيل أكثر من اهتمامها بالقضية الفلسطينية، بينما سوريا مشغولة بتحالفها مع إيران الذى قد يكلفها ثمنا غاليا.
وفى ضوء هذه الأوضاع الملتبسة ورغم الموافقة على المفاوضات غير المباشرة قد لا يبدو طريق السلام واضحا فى الأفق، وهو ما يستدعى من العرب الإجابة على السؤال المهم: وماذا بعد؟






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة