حقيقة أنا لا أميل مطلقا لفكر الإخوان ولكن للحقيقة أيضًا سأتحدث عن الجانب الاجتماعى للجماعة الذى عايشته بنفسى وكان لى بعض الاحتكاك ببعض أفرادها هم فى نظم التربية والتوجيه وإعداد أجيال متفوقين ومختلفين ويقدمون رسالة راقية لا يستطيع غيرهم ولم يستطع غيرهم أن يقدمها لأنها تربية إسلامية كلنا مهما اختلفت توجهاتنا نتمناها، وكذلك هم فى ناحية العمل المدنى والمؤسسات الخيرية لهم بصمة واضحة لا ينكرها أحد...
وأعتقد أن هكذا بدأ أمامهم حسن البنا وأن هذه كانت أهدافه الرئيسية، ولكن لماذا يحاول الإخوان الدخول فى السياسة؟؟ ما الذى غير أفكارهم وتوجهاتهم؟ أنا لا أحبهم مطلقا فى السياسة، لأنهم ليست لديهم أى خبرات سياسية، يستعينون بأشخاص نحترمهم أكاديميين وغيرهم، ولكن ليس بالاحترام وحده تحكم الدول الإخوان لهم قاعدة جماهيرية عريضة نعم، ولكن السببان اللذان ذكرتهم فى البداية - الجانب التربوى والجانب المختص بالعمل الأهلى والمدنى - هما سبب هذه الشعبية الكبيرة، وعندما تتحدث إلى عموم الناس بأنك تريد أن تحكم بما أنزل الله وعندما تتحدث إلى الناس بأنك تريد أن تحكم على هدى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فما أكثر مريدينك ومتبعيك، كلنا متأكد من أن التشريع الإلهى هو الأنسب لتحقيق العدالة بين البشر، ولكن من الذى يطبقه ومن الذى يعطى لنفسه الفضل، لكى يتحدث به دون غيره !!!!! الإخوان فى الثمانين عاما الماضية ماذا فعلوا ؟ ماذا أحدثوا من اختلاف يستحق منا أن نباركهم فى العمل السياسى؟ خلال ثمانين عاما هم كأسلافهم لا يجيدون إلا دور المعارض الذى يظهر ويختفى وفق المصلحة التى ستعود عليه، ماذا جنت آلاف الأسر من من ينتمون إلى فكر وجماعة الإخوان المسلمون؟، ماذا حدث لنسائهم وأطفالهم؟، وعندما تعاتبهم فى هذه النقطة تحديدا يقولون لك نحن فى جهاد ولابد من تضحيات وشعارهم الجهاد فى سبيل الله اسمى أمانينا وأنا أسأل الجهاد ضد من تحديدا يا إخوتى؟ أنتم تشعروننا أن النظام الحاكم من ملة أخرى وأنكم الأطهار، نعم كلنا يتفق أن هناك فسادا كبيرا ولكننا بشر، ارجعوا إلى الجماهير دونما التحدث فى السياسة لأنكم لا تجيدونها، ومن الواضح أنكم – وأيضا لم يظهر غيركم - لا تستطيعون الربط بين الدين والسياسة جيدا، هناك فجوة كبيرة فى عدم المقدرة على فهم أن الإسلام هو منهج شامل سياسيًا واقتصاديًا واجتماعياً وحياتيا هى التى تسبب كل تلك الأزمات ما بين التوجه للعلمانية والتشدد الزائد عن الحد، كل ما أستطيع أن أقوله إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال"أنتم أعلم بشئون دنياكم"، وأذكركم بما حدث بعد مقتل عمر - رضى الله عنه - لما قام عبد الرحمن بن عوف - رضى الله عنه - وطلب على بن أبى طالب - رضى الله عنه - وقال له :
"هل أنت مبايعى على كتاب الله وسنة رسوله وفعل أبى بكر وعمر؟، فقال على اللهم لا! ولكنى أحاول من ذلك جهدى وطاقتى، لا داعى لإحداث فتنة كالتى حدثت بعد مقتل عثمان رضى الله عنه كلنا مسلمون، نعم أنا أريد من الرئيس مبارك أن يكتفى بما قدم وأريد التغيير، ولكنى لست مع الإخوان مطلقا فى طريقتهم وأسلوبهم ................
مهندس على زين عيد يكتب: ليس بالاحترام وحده تحكم الدول!
الأربعاء، 31 مارس 2010 09:58 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة