انتقد الكاتب الأمريكى الشهير، توماس فريدمان فى مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز المسلك الذى تتبعه إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى معالجة قضايا السياسة الخارجية الشائكة، وأبرزها قضية سلام الشرق الأوسط، والحرب فى أفغانستان، وخلص فريدمان فى مقاله المعنون "قرضاى" إلى أن أوباما يجب أن يدرك حقيقة هامة وهى أن السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لن يتحقق ما لم تعكف الأطراف المعنية على إحلاله، وأن حسن الإدارة لن يتبع فى أفغانستان ما دام الفساد متفشيا ومتخللا جميع مناحى المجتمع سواء فى الحكومة أو الشعب.
وسرد فريدمان فى مستهل مقاله كيف دعا الرئيس الأفغانى، حامد قرضاى نظيره الإيرانى، محمود أحمدى نجاد إلى كابول لكى يضع إبهامه فى عين الإدارة الأمريكية - على حد تعبير الكاتب، وذلك بعدما ألغى البيت الأبيض دعوة قرضاى إلى واشنطن بعد أن أحبط مساعى لجنة مستقلة اكتشفت وجود تزوير واسع النطاق فى الانتخابات التى أجريت العام الماضى.
واستهد فريدمان بمقال كتبه مراسلان بنيويورك تايمز ديكستر فيلكنس، ومارك لاندر جاء فيه أن "قرضاى يعتقد أن الأمريكيين موجودون فى أفغانستان لأنهم يرغبون فى الهيمنة على الدولة والمنطقة، وأنهم يفرضون عقبة أمام التوصل إلى اتفاق سلام مع طالبان". أضافا: "قرضاى اعتنق نظرية كاملة خاصة بالقوى الأمريكية تقول إن أمريكا تحاول الهيمنة على المنطقة، وأنه الشخص الوحيد القادر على مواجهتهم".
ورأى فريدمان أن هذا ما تجنيه الولايات المتحدة الأمريكية نتيجة ما اقترفته يداها فى أفغانستان من المخاطر بحياة آلاف الجنود الأمريكيين وإنفاق قرابة الـ200 مليار دولار حتى الآن، لذا يجب أن يدرك فريق أوباما أنهم لم يتعلموا شيئا البتة من خبرتهم حيال كيفية مجرى الأمور الدبلوماسية فى الشرق الأوسط، وأغفلوا ثلاث قواعد هامة؛ الأولى، "عندما لا تعطى الأشياء أسمائها الحقيقية، تقع دائما فى المشاكل، فقرضاى سرق نتيجة الانتخابات الرئاسية، ولكن أدار فريق السياسة الخارجية الأمريكى آذان صماء لهذا مذعنين لفكرة أنه أفضل الخيارات المتاحة"، على حد قول الكاتب.
وعندما يكون باستطاعة المرء سرقة الانتخابات، يمكنه سرقة أى شىء آخر، فكيف إذا تدفع واشنطن هذا الرجل إلى قمع الفساد وعملية الانتخابات بأكملها وفترة حكمه الأولى ترتكز على الفساد؟ وكيف تنهى الولايات المتحدة إستراتيجيتها التى تعتمد على حسن الإدارة ورئيس الحكومة يعتريه الفساد من كل جانب ويتسم بشخصية مزدوجة. ويعزى فريدمان أسباب انتهاك القاعدة الأولى، إلى انتهاك القاعدة الثانية وهى "لا ترغب أبدا فى إتمام الأمر أكثر مما يريد الطرف الآخر"، فإن كنا نريد تحقيق حسن الإدارة أكثر من قرضاى، فسيستغل هذا الأمر ضدنا.
أما القاعدة الثالثة، فخاصة بزعماء الشرق الأوسط، وتخلص إلى أن "ما يقوله القادة فى لقاءات خاصة باللغة الإنجليزية ليس له أهمية كبيرة بقدر ما يدافعون عنه أمام العامة بلغتهم الخاصة.
للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.
فريدمان: أوباما يجب أن يتعلم كيف يتعامل مع أفغانستان من الشرق الأوسط
الأربعاء، 31 مارس 2010 04:50 م
مقال الكاتب الأمريكى الشهير توماس فريدمان
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة