شيماء سامى عبد المولى تكتب: أنا حرة.. فهل أنت حر؟

الأربعاء، 31 مارس 2010 11:39 م
شيماء سامى عبد المولى تكتب: أنا حرة.. فهل أنت حر؟

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بين الصورة والمرآة تدور العيون تبحث عن الحقائق وتضيع بين الأقلام الكلمات.. العيون الدالة والمعبرة عن الاحتياجات.. احتياج الإنسان للحرية، للكرامة، للعدل واشتياقه للإنسانية.. فى الجامعة صورة معبرة نستطيع أن نعدها عينة ممثلة للمجتمع ككل تمثيلاً عادلاً.

بين الفقير والغنى، والقوى والضعيف، الذكى والغبى، الشباب والفتيات، المسلم والمسيحى، المثقف والجاهل.. جامعتنا هنا الإسكندرية.

فى الجامعة الطالب والمارد، الحائر والصائب، والكل هنا يبحث عن شىء واحد.. يبحث عن نفسه.. "أنا أرى.. أنا أسمع.. أنا أتكلم".. حلم يتحقق فى هذه الفترة من العمر أو ينهار كلياً لدى الشباب.

فى هذه المرحلة نبنى من المشاهدات سلوكيات، والعنف الذى نراه فى محيط مجتمعنا فى هذه الفترة والتضيقات الأمنية التى كسرت الظهور وانحنت لها رقاب كل طالب يخشى أن يفصل من الجامعة، فقرارات الفصل أصبحت يوميًا وكشوف الأسماء تعلق على الحوائط.. وجملة "بلاش السياسة" هى ما يتردد على مسامعنا من أهلنا خوفاً علينا وعلى أنفسهم وأيضًا من جامعتنا ومن العميد ومن كل مكان، كأنه تهديد وتخويف وليس أكثر.

وكيف لنا ألا نشترك فى السياسة وكل المحيط المدنى بنا هو سيارات الأمن المركزى والزى الميرى والمخبريين.. نحن نبنى من التناقضات التى نراها تحوطاً بعقولنا قضايا، مصر دولة ليبرالية ولمدة 28 عاماً نفس الرئيس وكأن لا رجل غيره فهو تبرع فاضلاً لذلك المنصب وأقسم ألا يتركه (إلا على جثته) على كل مصر دولة ليبرالية شعبها ما زال لا يفقه معنى الليبرالية إلا أقلية، وهذه الأقلية هم من يضايقون حكومة مصر، لأن الحكومة كلها سعيدة بهذا الجهل فى معنى الليبرالية، كما إننا لا ننكر أن هناك جزءاً كبيراً يعى معناها ولا يفضلها بل يقدس الاشتراكية وهناك من يدعو بأن يجعل الشريعة الإسلامية مذهباً له اقتصادياً وسياسيًا وهناك وهناك.

واليوم الطلاب فى الجامعة فى يومنا هذا بعد حدوث شغب وضرب الأمن للطلبة المعبرين عن رأيهم بوسائل سلمية واشتباكهم معهم قمت باستطلاع رأى لرأيهم فى هذه التضيقات الأمنية وكيف تؤثر عليهم نفسيًا وعلميًا.. وكانت الأغلبية تؤيد تواجد الأمن ولكن بدون أعمال شغب وبدون وضع أسوار المجمع فى حالة طوارئ، كما تم وصفها فغلق الأبواب وما يسببه من ازدحام يجعلهم يضيقون ذرعا بالمجمع ومحيطه وما يحويه من أنشطه سواء علميه أو غيرها.. كما أن الإنشاءات الجديدة الكل بلا استثناء حبذها، إلا أنهم اشتكوا من سوء توقيتها، لأنها بطيئة الحركة وتسبب لهم صداعاً شديداً بسبب استمرار العمل أثناء الدراسة، كما أن الدخان والأتربة يثير أمراض ومتاعب لمرضى الصدر والحساسية.

إلا أن الطلاب اشتكوا بشدة من أن إرهاب واكتئاب يصيبهم بسبب سيارات الأمن التى تحوط بالمجمع وكتيبة الإعدام التى تقف عند البوابات كما أطلقوا عليها.. فوجود 6 إلى 10 أفراد من الضباط من شرطتين إلى 3 نجوم يقفون صفاً بجانب - البوكس- وتفتيش الحقائب كل هذا يهين حقوقهم وحرياتهم ويؤثر سلباً على مستواهم الدراسى والثقافى.. كما أن بعض الطلاب من الإخوان المسلمين قد نددوا بشدة بسوء المعاملة والضرب والكبت الذى يتعرضون له فقط لأنهم ينشرون الخير وعلى حسب قولهم أنهم قد حاولوا مراراً وتكراراً أن يجعلوا أعمالهم موثقة تبعا للكلية ولكن الرد دوما كان بالرفض.. كما أن بعض الطلاب قد امتنع كلياً عن الحضور ودخول الحرم الجامعى بسبب هذه الإهانات وقرر أن يعتمد كلياً على الكورسات الخارجية برغم ارتفاع أسعارها، إلا أنهم قالوا
(أنا بشترى نفسى).

السؤال هو هل من يدخل الآن الحرم الجامعى يجب أن يبيع كرامته وحريته ورأيه وأفكاره، خصوصا إذا كانت مركسية أو ناصرية أو بمعنى أصح (يبيع نفسه) لكى يحصل على شهادته؟

كل العالم يتجه الآن إلى الدراسة الحرة، والجميع أصبح يفقه أن الدراسة الجامعة ليست علماً فحسب، كما أخطأ مرة الراحل السادات بل إنها ثقافة وتفاعل وأنشطه وتكوين للذات.

فبالله ماذا تبنون أنتم الآن؟ ماذا تزرعون فى نفوس شبابكم؟ فما تزرعونه لن تحصدوا منه عنبراً وشهداً يوما؟

ومن وراء الستار ستستمر الحركات ويوماً كرامتنا ستصان بأيدينا نحن الطلاب، فنحن لا نخاف، فنحن نعى جيداً معنى السلام والحرية والكرامة ولن نترك سفيها شهياً للسلطة يقتلنا أو يأسر عقولنا، فأنا حرة.. فهل أنت أسير أم حر؟






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة