فى مشهد جنائزى مهيب شيع الآلاف من أهالى قرية السعديين مركز فاقوس بالشرقية فجر اليوم، الأربعاء، جثمانى الشابين ضحايا مراكب الهجرة غير الشرعية، أثنا غرق المركب بهما فى محاولة السفر لإيطاليا بصحبة مجموعة أخرى من الشباب.
أجواء الحزن التى خيمت على القرية رفض الأهالى تصويرها، فمازال هناك عدد كبير من الأقران أصبحوا الآن فى عداد المفقودين أو الهاربين كانوا أيضا على متن المركبين اللذين غرقا، خلال محاولتهما الهرب من الشرطة فى نقطة الطابية الحدودية.
"اليوم السابع" التقى أهالى الضحايا، حيث يقول عادل محمود، ابن عم الضحية الأولى، عادل الشافعى (33 سنة) إن الظروف المادية الصعبة التى كان يعانى منها بن عمه اضطرته للسفر، حيث كان يعمل سائقا لسيارة نصف نقل، ومتزوج ولديه طفلان، سامح (3 سنوات) وشهد (عام ونصف)، ولديه شقيقان الأكبر سامح مهاجر إلى ألمانيا منذ 4 سنوات، حيث تزوج من سيدة ألمانية الأصل تعرف عليها فى شرم الشيخ خلال عمله هناك، والأصغر بهاء ويعمل أيضا سائقا وسبق أخاه السفر إلى إيطاليا ومنها إلى ألمانيا، ليلحق بأخيه سامح حتى يتمكن من إيجاد حياة كريمة لأسرته.
ويضيف محمد النجدى، الأخ الأكبر للضحية الثانية، علاء النجدى (25 سنة) أن أخيه كان بلا عمل منذ سنوات، وقرر فجأة السفر إلى إيطاليا مثل كل شباب القرية، حتى يتمكن من إيجاد فرصة عمل وتوفير تكاليف زواج وحياة كريمة، حيث إن الكثير من شباب القرية يعمل بدول أوروبية.
بينما أكد عدد من الأهالى مفضلين عدم ذكر أسمائهم أن القرية والقرى المجاورة تفقد كل فترة الكثير من شبابهما أثناء عمليات الهجرة غير الشرعية على يد عصابات مافيا التسفير للخارج، ويتزعمها بالقرية شخصان هما "ف.ع" من قرية أبو شلبى ويمتلك منزلا بالقرية، وشريكه الثانى "م. ا. ا" من النواسية، ويتعاونان مع آخرين بدول أوروبية خاصة إيطاليا، لتسفير شباب القرية للخارج مقابل 10 آلاف جنيه مقدم يدفعها كل شاب، وعندما يصل لإيطاليا يسدد أهله 55 ألف جنيه أخرى تكاليف السفر.
الحزن والأسى يخيمان على الجميع..
المئات من أهالى قرية السعديين بالشرقية يشيعون جنازة ضحايا الهجرة غير الشرعية.. ويؤكدون وجود عصابات بالقرية لتسفير الشباب للخارج مقابل 56 ألف جنيه
الأربعاء، 31 مارس 2010 11:39 ص