أكد الدكتور رشيد العنانى على أن الألفاظ الدينية التى استخدمها نجيب محفوظ فى رواياته تسببت فى ضياع قيمة هذه الروايات، فالترجمة الإنجليزية العلمانية لم تفهم دلالات الألفاظ الدينية كما أراد لها نجيب محفوظ، فقاموا بترجمتها ترجمة حرفية، وأضاف "برأيى أنه ليس كل ما ترجم عن نجيب محفوظ يستحق الترجمة، كما أن بعضًا من أعماله لن تصمد بفعل الزمن، حتى فى اللغة العربية، فهناك أعمال متوسطة القيمة وهذا ما سيكشف عنه الزمن".
جاء ذلك خلال الجلسة التى عقدت، مساء أمس الثلاثاء، بالمجلس الأعلى للثقافة ضمن فعليات المؤتمر الدولى للترجمة، وناقشت الجلسة ترجمات نجيب محفوظ فى الإنجليزية، وتحدث فيها د.رشيد العنانى والمستشرقة اليابانية ياما موتو، ود.ريشار جاكمون، ود.حسن حماد، وأدار الجلسة د.صبحى الحديدى.
وأوضح العنانى أن المترجمين خانوا نجيب محفوظ فى ترجمتهم وخاصة فى نقل الحوار من العربية إلى الإنجليزية، فالأسلوب اللغوى والحوارى ضعيف جدًا، مشيرًا إلى أنهم قاموا بترجمة الأسماء والأعلام والألفاظ الدينية ترجمةً حرفية، أفقدت هذه الترجمة الكثير من النصوص قيمتها، وهذا يرجع لأن نجيب محفوظ غالبًا ما كان يستخدم هذه الألفاظ بكثرة وبأكثر من دلالة واحدة فى صفحة واحدة، فمثلاً عندما يرى السيد أحمد عبد الجواد السيدة أمينة ويقول: "بسم الله ما شاء الله" "متعجبًا من جمالها" وتقول هى عندما تندهش من رؤيته فجأة "بسم الله الرحمن الرحيم" فإن المترجمين يقدمون لهذه الصورة ترجمة حرفية تفقدها قيمتها.
وأشار العنانى إلى أنه جارى ترجمة الأربعة روايات التى لم تترجم من أدب نجيب محفوظ، ونشرها قبل نهاية عام 2011 لتتزامن مع الذكرى المئوية لميلاد نجيب محفوظ. وأكد العنانى على أنه من المفارقات فى حياتنا أن الأحداث السياسية فى بعض الأحيان تؤدى إلى نتائج محمودة ومنها بعد أحداث 11 من سبتمبر، أصبح هناك اهتماما كبيرا باللغة العربية والثقافة العربية.