هى الحقيقة... ليسوا جيلا واحدا بل أجيالا..
قالوا عنا جيل أكتوبر لأن أعيننا كانت تتفتح على نصر عظيم تمكن فيه المصريون من سحق "القوة التى لا تقهر"، وقالوا إن المستقبل ينتظرنا فاتحا ذراعيه، وتخيلنا أننا سنحلق إلى ما هو أبعد حتى من الحلم...
جيل أكتوبر دخل الجامعة فى الثمانينات من القرن المنصرم ..جيل أكتوبر تخرج من الجامعة وما زال يحلم بآمال عريضة، لكن ماذا كان منتهى الطموح.... عقد عمل فى الخليج...
جيل أكتوبر سافر.... الخليج وإيطاليا والنمسا وأمريكا والعراق...
جيل أكتوبر عاد من العراق فى شحنات الموت اليومية، وعمل فى بيع صحف الكوريير ، وكورونا فى النمسا، وغسل الصحون فى إيطاليا وأمريكا، وأعرف منهم واحدا عمل سائقا فى السعودية بمؤهله الجامعى.
جيل أكتوبر خلف ولاد وبنات، والولاد كبروا، واتخرجوا....
واحد صاحبى من جيل أكتوبر ابنه بسم الله ما شاء الله بقى ضابط... وبيقبض فى الشهر 600 جنيه مرة واحدة.. مطلوب يتجوز... يفتح بيت... ياكل فى الوردية بتاعته... يركب عربية....
واحد تانى ابنه بسم الله ما شاء الله بقى صحفى... واتعين فى مؤسسة صحفية قومية ... راتبه الأساسى 150 جنيها، وقالوا له الباقى تتمتع بيه وتلف الدنيا من بدل نقابتنا المحروسة....
وواحد تالت ابنه مندوب مبيعات... فاكرين الصوت الشهير فى الأتوبيسات ... "امشاط وفلايات".... بس تطور دلوقت... زمن الصين خلاه بيبيع كشافات ومفكات...
جيل أكتوبر رغم الحسرة بيتحسر على أيام مرت زى الحلم...أيام العزة والنصر... وبيحمد ربه وعطاياه ....وإنه فى يوم من الأيام شاف بعينيه العلم المصرى فوق الضفة الشرقية، وإنه فى يوم شاف بعينيه عبد العاطى وهو بيحطم أسطورة الدبابة الإسرائيلية بمدفع مربوط على كتفه....
جيل أكتوبر كان الحلم مفروش قدامه، وبلهجة مصرى صميم... كان يتصور إنه فى يوم هيحقق حلمه اللى اتربى عليه..
جيل أكتوبر اللى خلف جيل ورا جيل كان يستنى الصبح أبلة فضيلة... يسمع ...يتأكد أن المصرى منصور منصور... إن المصرى بيحب بلاده... إن المصرى يتعلم ويفضل يتعلم... لكن اليوم أبلة فضيلة دقيقتها بجنيه ونص...جيل أكتوبر ما صدقش إن الحلم ضاع إلا بعد ما الشعر أبيض... بس سؤال... مش لاقى إجابة... ابنه هيعمل إيه... حتى الحلم مقدرش عليه...
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة