عبد العزيز الكفراوى يكتب: لا يأتى النجاح صدفة

الثلاثاء، 30 مارس 2010 07:58 م
عبد العزيز الكفراوى يكتب: لا يأتى النجاح صدفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هذه الأيام قد تشهد بعض قطاعات الدولة حملة من التشكيك والنقد غير المدروس، وأود هنا أن أعبر عن رأى فى تلك الحملة من وجهة نظرى، كلنا نقرأ الصحف القومية وغير القومية ونستمع إلى وسائل الإعلام المختلفة مثل التليفزيون المحلى والفضائيات والإنترنت، وبفضل تلك المساحات الشاسعة من الديمقراطية أصبح كل واحد منا على بينة من العديد من الأمور والمواضيع التى نعيشها فى حياتنا اليومية، ولكن للأسف برغم كثرة تلك المصادر من المعلومات إلا أن حقائق الأمور لم تضح واضحة لكل منا، خاصة إن لم يكن متخصصا فى نوعية المعلومة وعنده الخلفية الأكاديمية أو من الخبرة العملية التى تيسر له بناء رأى وتحليل علمى دقيق عن الموضوع، وهنا قد يقع كل منا فى موقع الجهل بالحقيقة، وللأسف يحدث هذا للكثيرين منا، وبالطبع يحدث هذا نتيجة لحالة الاختراق الإعلامى الهائل لمسامعنا والتى نعيشها جميعا.

إلا إننا لو حاولنا تبسيط المعلومة للقارئ غير المتخصص ولكل منا لوجدنا أن ما تحقق إنجازه فى قطاع مثل البترول فى وقتنا الحالى وأقصد هنا فى العشر سنوات بعد الألفية الثانية. إنجاز كبير وغير مسبوق فى تعظيم إنتاج مصر من الغاز الطبيعى. وحقيقة ما ترتب عن هذا حجم هائل من الاستثمارات والأعمال التى لم تكن بمصر من قبل، ولم يكن لها وجود من قبل إلا بفضل وصول مصر إلى معدلات إنتاج اقتصادية حققت جدوى اقتصادية أهلت لقيام العديد من الصناعات البتروكيميائية والهندسية. بناء أول محطة عملاقة لإسالة للغاز الطبيعى لأول مرة بمصر تمثل مكانة اقتصادية وتضع مصر فى صفوف الدول الاقتصادية القادرة على تسويق إنتاجها من الغاز عالميا.

على مستوى الحفاظ على البيئة, يعتبر الحفاظ على البيئة موضوع محسوما عن طريق اتباع سياسات صارمة نحو الحفاظ على البيئة, مما سوف يعود بالنفع على الصحة والسلامة المهنية. إن مشروع إحلال الغاز الطبيعى كوقود للمركبات العامة والخاصة حقق إضافة بيئية فى التقليل من معدلات التلوث, يتم بصفة دورية عمل دوريات للمراقبة البيئية لجميع المشاريع البترولية وذلك لتحقيق التنمية والاستدامة البيئية, جميع العمليات الهندسية والصناعية الخاصة بالمشروعات البترولية تتم فى إطار أن البيئة قيمة يجب الحفاظ عليها وتأمينها.

وعلى مستوى التنمية البشرية فإنه تحقق نقل تلك الخبرات الجديدة للعامل والمهندس المصرى, وخلق فرص عمل هندسية جديدة متخصصة جديدة يحرص القطاع على بقائها للعمل فى القطاع وحمايتها من الهجرة للخارج, يواجه القطاع التقدم والتطور المستمر فى تكنولوجيا البترول بعقد العديد من الدورات التدريبية للأفراد والعاملين بالقطاع، مما يرتقى بالخبرات المحلية من العمالة, وصول بعض الشركات الهندسية لتصنيف عالمى أقرته إحدى المؤسسات العالمية التى تصنف الشركات الاستشارية الهندسية على مستوى العالم، ساعدت كل تلك المجهودات والنجاحات كثيرا الشركات الهندسية بقطاع البترول المصرى للفوز بالمناقصات الدولية لمد يد العون لعدد من للدول البترولية العربية بالعمل على صيانة وتطوير منشاتها البترولية بأسعار جيدة وجودة منافسة للشركات الأخرى. اقتحام الشركات الهندسية مجال تصميم وتنفيذ المنصات البترولية وكان ومازال هذا المجال حكرا على الشركات العالمية.

ساهم القطاع بمشروعات مميزة لخدمة الرياضة والارتقاء بها والشباب المتميز رياضيا، مما سيعود بالنفع ليس فقط على العاملين بالقطاع بل للمجتمع المدنى. التشجيع بتأسيس أندية رياضية جديدة لشركات القطاع قدمت للرياضة بمصر أفضل العناصر المتميزة وساعدت فى تنشيط الدورى المحلى, يقدم القطاع دائما على دعم المجتمع بالخدمات الطبية والصحية بعمل مستشفيات متطورة تقدم خدمة طبية متميزة للعاملين بالقطاع والمجتمع المدنى.

أما على مستوى صناعة الغاز الطبيعى فتحقيق بنية أساسية لأهم المصادر من الطاقة وهو الغاز الطبيعى التى تغذى الاحتياجات المتصاعدة للصناعة والتنمية بمصر, يعتبر الغاز الطبيعى من عناصر البنية التحتية الرئيسية للدولة مثلها مثل المواصلات والصرف الصحى والكهرباء أعتقد أن ما تم تحقيقه بالغاز الطبيعى فاق العناصر الأخرى, إحلال الغاز الطبيعى بديلا للأنواع التقليدية من مصادر الطاقة، مما ساهم كثير فى الحفاظ على البيئة من التلوث, ويحقق أيضا الإضافة إلى التنوع فى مصادر الطاقة الهامة لتغذية المناطق الصناعية والمجتمعات العمرانية الجديدة.

يعتبر الغاز الطبيعى المادة الأولية للعديد من المنتجات التى كانت ترهق الاقتصاد المصرى باستيرادها من الخارج مثل خام البر وبلين الذى أصبح ينتج بمصر، مما ساهم إيجابيا من الناحية الاقتصادية. صناعة الأسمدة صناعة مهمة ويعتبر الغاز الطبيعى عنصر حيويا لها, تنفيذ الشبكة القومية للغاز الطبيعى ومد خطوطها لكى تغطى جميع أنحاء الجمهورية، مما يرفع من معدلات التنمية بمصر. فضلا عن مشروع خط الغاز العربى والذى تساهم مصر فى ذلك المشروع العملاق والذى يعبر عن مكانة مصر المتميزة ويضيف إليها بعدا إستراتيجيا واقتصاديا.

إن مشروع تغذية المناطق السكنية بالغاز الطبيعى حقق كثيرا من الرفاهية والارتقاء المعيشى وبشكل حضارى فإنه يؤثر إيجابيا على المجتمع، إضافة إلى أن الغاز الطبيعى يحقق دخلا قوميا لميزانية الدولة لم يكن متاحا من قبل, حرص القطاع على تحقيق السلامة، وذلك بالعمل على نقل المستودعات الخاصة بتوزيع الأنابيب من المناطق العمرانية المكدسة إلى مناطق أخرى أمنة مما سيعمل على تحقيق الأمان والسلامة.

إما بخصوص صناعة الوقود البترولى توفير أنواع مختلفة ومتطورة من الوقود الخاص بالسيارات من البنزين والسولار، مما سيعمل على الحفاظ على البيئة ومواكبة التطور فى صناعة المركبات, تحقيق فائضا إستراتيجيا عاليا من الوقود، مما يؤمن الاحتياج المتنامى على الوقود للصناعة والمجتمع بفضل زيادة عدد المركبات المتصاعد نتيجة للطفرة الاقتصادية التى يمر بها الاقتصاد المصرى ومن مظاهرها ارتفاع الحد الأدنى للدخل للمواطن المصرى.

تعظيم صناعات الزيوت البترولية والشحوم الصناعية والمنظفات الصناعية تلبية للاحتياجات الصناعية، وأخيرا أود أن أقول إن ما ذكرته يمثل جزءا من كل. إن ما هو موجود على أرض الواقع منظومة هائلة يمكن التحقق من تفاصيلها تمت من جهد وعرق من أجل الوطن محب لتراب هذا البلد مخلص له ويصعب حصرها فى سطور بسيطة. إن تلك المشاريع قريبة منا وليست حبيسة الأسوار ومنتشرة على خريطة الجمهورية يستطيع كل واحد منا أن يراها بعينه، فليذهب كل منا للتحقق بنفسه ولا يدع لنفسه أى مجال للشك وليملأ قلبه بالأمل والثقة فى نفسه.

* معمارى ومخطط مدن.








مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة