هل تنجح المحاولة الرابعة لإعادة العلاقات بين القاهرة ودمشق، وهل تكون الظروف الإقليمية الراهنة والتحديات التى تواجه البلدين فى ظل حكومة إسرائيلية متطرفة وعجز دولى وأمريكى عن ردع العنت الإسرائيلى، مبررا لإتمام المصالحة المصرية والسورية خاصة بعد الرسائل المتبادلة الايجابية بين أعلى قيادات فى البلدين. وخاصة الزيارة التى قام بها الوزير رشيد محمد رشيد إلى دمشق قبل قمة سرت لتوقيع عددا من الاتفاقات التجارية بين القاهرة ودمشق وما نتج عن قمة سرت من مقابلات بين وفدى البلدين ومساعى وزير الخارجية السعودى الأمير سعود الفيصل وعلاقات د.مصطفى الفقى كمفكر قومى له مكانته لدى السوريين.
وفى مبادرة تظهر حسن النوايا أعاد موقع الحزب الوطنى الديمقراطى نشر مقالات الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد عن المصالحة مع سوريا، والتى يقول فيها إن هدف مصر من المصالحة مع سوريا هو استعادة تحالفهما الإستراتيجى، إضافة إلى حلحلة قضية المصالحة الفلسطينية والإسراع بإنهاء الانقسام الفلسطينى، التى تؤكد دمشق الآن علانية خطورته على مستقبل القضية الفلسطينية، وتقديم المصلحة العربية على مصالح أى قوى إقليمية، وتأكيد أهمية مساندة سوريا فى حقها فى استعادة كامل الجولان فى إطار سلام شامل لم يعد يحتمل سياسة المراحل أو الخطوة خطوة، كما أن هدف سوريا من المصالحة مع مصر هو تعزيز صورتها كدولة عربية غير معزولة يسعى الأوربيون ويسعى الأمريكيون إلى الحوار معها، والإقرار بحقها شريكا أساسيا فى عملية السلام من حقها استعادة كامل الجولان.
فى الوقت الذى أبدى فيه الرئيس السورى بشار الأسد استعداده لزيارة مصر قائلا "أنا على استعداد لزيارة مصر متى أراد المصريون". وأكد الرئيس السورى استعداد بلاده لتحقيق المصالحة العربية فى أى وقت، مشيرا إلى أن سوريا تسعى لتحقيق هذه المصالحة منذ سنوات. وهو ما رحب أحمد أبو الغيط وزير الخارجية بهذه الزيارة، مؤكداً فى ختام أعمال القمة العربية أن هذا أمر طيب ونرحب به إذا كان هناك رغبة من الرئيس بشار فهو رئيس عربى شقيق لدولة ارتبطت بأحسن العلاقات على مدى سنوات مع مصر وأثق أن القيادة المصرية سترحب بذلك".
وأضاف أبو الغيط أن سوريا عرضت خلال القمة مقترحات لتحقيق المصالحة العربية، وأننا تشاورنا معهم وتم إدخال بعض التعديلات على هذه المقترحات ووافقنا فيها الأشقاء فى سوريا، لأنها هامة وذات مغزى، مشيرا إلى أن ملف المصالحة الفلسطينية لم تعرض على اجتماعات القمة الـ22 رغم محاولات خالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إرسال مواقف أو رسائل للقمة لإدراج هذا الموضوع، إلا أن وجود الرئيس عباس فى القمة والموقف المصرى الواضح من هذا الملف الذى يقضى بتحقيق المصالحة وفقا لما تم الاتفاق عليه.
والغريب أنه جرت أكثر من محاولة قبل قمة سرت للمصالحة بين مصر وسوريا آخرها الوساطة التى قام بها العاهل السعودى الملك عبدالله ومحاولة ترتيب قمة ثلاثية بين الرياض والقاهرة ودمشق وقبل زيارة الرئيس مبارك للرياض حاول العاهل السعودى إقناع الرئيس حسنى مبارك بالمصالحة مع بشار الأسد.. ولكن حدثت مفاجأة غير متوقعة عشية سفر الرئيس مبارك إلى الرياض للقاء الأسد ترددت معلومات بأن الرئيس السورى تحدث هاتفيا مع الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد، وقال له "إنه لن يكون أمام مصر أى خيار سوى الاعتراف بأن المقاومة التى يمثلها حزب الله وحماس هى الطريق الوحيد لإقناع إسرائيل بما نريد".. وهو ما يعنى استمرار ما يسمى بمحور الممانعة والتشدد ضد محور الاعتدال الذى تمثله مصر والسعودية والأردن. كما فشلت قمة الكويت الاقتصادية عام 2009 فى إتمام المصالحة بين البلدين.
فهل تنجح الرسائل والمجاملات البروتوكولية فى عودة الروابط القوية والتاريخية ووحدة الدم والمصير المشترك بين مصر وسوريا؟
الرسائل المتبادلة بين مصر وسوريا مصلحة مشتركة لإخراج دمشق من عزلتها الدولية ولحل أزمة الانقسام الفلسطينى
الثلاثاء، 30 مارس 2010 09:12 ص
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة