أيمن عثمان يكتب: الجزيرة الهوائية!!

الثلاثاء، 30 مارس 2010 10:19 ص
أيمن عثمان يكتب: الجزيرة الهوائية!!

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ وقت ليس بالبعيد، وفيما يعد ضغطا واضحا عليه، اختفى "فواز العطية" وهو لمن لا يعلم، المتحدث السابق للخارجية القطرية، وأحد الشخصيات التى دار بشأنها جدل كبير، ولم يكن اختفاؤه إلا بعد أن أصدر كتابا عن مخطوطات لجده، رواها أحد الأشخاص بأمر منه، وتناولت أصولهم وأنسابهم، وبدأت الحكاية ولم تنته بعد، وقام المسئول القطرى بإهداء كتابه للكثيرين، ليس فقط داخل قطر بل وفى دول الخليج، وقامت قيامة الرجل وبدأت مطاردته والتضييق عليه، فالعائلة الحاكمة فى قطر انزعجت بشدة لما أورده الرجل فى كتابه عن الشيخ جبر بن محمد آل ثان، بدءا من صلة القرابة بين عائلة العطية وعائلة آل ثان وليس انتهاء بذكره عن تولى الشيخ جبر بن محمد آل ثان رعاية أبناء أخته وحماية أموالهم ولكنه استولى على كل ما معهم!!!

ضاقت الدائرة إذن وأٌحكمت حلقاتها وثار أمير قطر وهدد وتوعد وطلب من قبيلة العطية إثناء فواز عما قاله، ولم يجد فواز أمامه سوى الإسراع بالمغادرة إلى بريطانيا غير عابئ بتقديم اعتذار أو نفى ما جاء بكتابه لأن الكتاب -فى رأيه- لم يكن إلا سردا لأحداث ذكرها جده فى مخطوط، فكيف يعتذر عن أحداث التاريخ؟!

وأخيرا استقر به الحال فى إحدى الدول بينما بقيت زوجته وأولاده فى منطقة الريان بقطر، وظل الرجل يمارس حياته الطبيعية حتى شهر رمضان 2009، وكانت القاضية من المخابرات القطرية باعتقال أحد أبناء عم فواز وهو " نايف العطية" الذى كان يتعرض لأنواع مبتكرة من أنواع التعذيب الدورى لاشتباههم فى أنه أحد الذين يوزعون كتاب فواز العطية، وجاءت الضربة القاضية الثانية لفواز هذه المرة، فتم اقتياده لمطار الدولة التى كان يقيم فيها، ليتم ترحيله مع أحد ضباط المخابرات القطرية وحين وصوله احتفلوا به على طريقتهم الخاصة بالسجن، والرجل قد يواجه الإعدام لاقترابه من أسرار الدولة، وممنوع من الاتصال والزيارات منذ خمسة أشهر، ومازال مصيره غامضا، رغم مناشدة منظمة الكرامة الإفراج عنه باعتبار اعتقاله تعسفا لأنه مارس حقه فى التعبير بحرية، تلك الحرية التى كفلتها دساتير الإنس والجن!! فهل كان التعذيب والسجن بسبب تجرؤ فواز على مقاضاة رئيس الوزراء القطرى بسبب ميراث والده، الذى طالب به؟ أم كان بسبب مطالبته بصدور قرار بعزل القاضى الذى كان يحكم فى القضية؟ أم لأنه ألّف كتابا يروى فيه تاريخ عائلته؟

كل تلك الأسئلة تستطيع أيها القارئ العزيز ألا تجد إجابة عنها فى قناة الجزيرة القطرية، لأنه على ما يبدو- وما لا يبدو- قضايا الدولة القطرية ليست ضمن خريطتها الإبداعية!

ألا ترى معى أنه من الأجدى أن يذيع لنا فيصل الحسينى فى برنامجه الرأى والرأى الآخر ولو فصلا واحدا من هذه القصة -بمصداقيتهم المزعومة- بدلا من إذاعة وتحليل اعتصام فى العتبة أو التحرير؟

الأولى أن يذيعوا بشاعة ما يحدث عندهم بدلا من ذلك الهروب المفضوح من قضاياهم باللجوء إلى أخبارنا فى مصر، التى تعتبر أهم عندهم لكراهيتهم لوطننا، رغم أن مصر لم تغلق مقر الجزيرة مثلما فعلت تونس والعراق والجزائر، يبدو أن إذاعة خبر عن الإخوان أو حادث بين مسلمين ومسيحيين أهم من أسلوب المحاكم التفتيشية الذى يطبقونه على مواطنيهم، هنيئا لنا نحن المصريين برئيسنا، فلم نسمع يوما أنه طارد أحد المواطنين بسبب تأليفه كتابا.. ليأخذ حقا مسلوبا منه !!!

فعلا هو ده الإعلام يا جزيرة وهى دى الحرية والإثارة يا......





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة