د. نبيل موصوف يكتب: الكهرباء تعالج الألم

الثلاثاء، 30 مارس 2010 10:32 م
د. نبيل موصوف يكتب: الكهرباء تعالج الألم الدكتور نبيل موصوف أستاذ علاج الألم فى المعهد القومى للأورام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استعمال الكهرباء فى العلاج قديم جداً، فقد وصف قدماء المصريين "الأسرة الخامسة 2750 ق.م"، استعمال السمكة الكهربائية التى تعيش فى النيل cat fish "السمكة القطة" فى العلاج، وحديثاً فى النصف الثانى من القرن العشرين كان استعمال التيار الكهربائى فى علاج الألم محدوداً ونتائجه محدودة إلى أن تطورت الأساليب التكنولوجية فى طريقة عمله.

ومن المعروف أن خلايا الجسم تنشط للقيام بوظائفها عن طريق إحداث شحنات كهربائية بسيطة تنتج من مواد كيميائية يفرزها الجسم، ومن هنا ظهرت أهمية استعمال الموجات الكهربائية فى العلاج وأكثر الطرق المتبعة كانت فى استعمال الموجات الكهربائية ذات التردد المنخفض، نظراً لفاعليتها الكبيرة ولكن العقبة كانت تكمن فى أن هذا النوع من العلاج سطحى ولا يؤثر فى العمق، لأن الجلد يشكل مقاومة كبيرة للتيار المنخفض التردد، وقد تم أخيراً التغلب على هذه العقبة باستعمال الموجات الكهربائية المتداخلة التى تحقق الغرض من تنبيه أنسجة الجسم فى العمق بأمان وذلك عن طريق توصيل دائرتين متعامدتين ذات ترددات متوسطة وغير متساوية ينتج عنها فى النهاية تردد منخفض محمول على تردد متوسط فى العمق ومبرمج إلكترونياً.

وهذا النوع من العلاج الكهربائى يشكل تطوراً كبيراً فى استعمال التكنولوجيا المتقدمة فى علاج الكثير من الآلام المزمنة والتى يصعب علاجها بالطرق التقليدية، وذلك دون آثار جانبية.

وعن استعمال الموجات الكهربائية المتداخلة فتقسم إلى أربع مجموعات:
1- علاج الآلام المصاحبة لالتهابات المفاصل المزمنة خاصة الركبة والكتف والمرفق وآلام الظهر وعرق النسا والآلام الناشئة عن الانزلاق الغضروفى، بالإضافة إلى الآلام المصاحبة لالتهاب الأوتار وأيضاً الناشئة عن قصور فى الدور الدموية – ويعمل العلاج الكهربائى هنا على تنبيه الجسم لإطلاق المسكنات الطبيعية "مورفينات الجسم"، كما يعمل على توسعة الشرايين وبالتالى تحسين الدورة الدموية، بالإضافة إلى تأثيره المضاد لتشنج العضلات التى قد تكون سبباً فى زيادة الألم.

2- علاج الارتشاحات الناتجة عن ضعف الدورة الدموية الطرفية أو عقب بعض العمليات الجراحية مثل ورم الذراع عقب عملية استئصال الثدى أو عقب الإصابات والالتهابات الروماتيزمية، حيث يتم تنشيط العضلات والدورة الدموية والتمثيل الغذائى موضعياً مما يؤدى إلى التخلص من الارتشاح.


3- تقوية العضلات، وهى هامة ومكملة لعلاج بعض حالات الألم مثل التهاب الركبتين المزمن، حيث إن تقوية عضلات الفخذ تقلل من احتكاك الغضاريف، وبالتالى تمنع عودة الألم مرة أخرى، كما أن تقوية العضلات له دور كبير فى مجال الطب الرياضى وعقب الإصابات أو ضمور العضلات عقب وضع العضو لفترات طويلة فى الجبس، وعملياً فإن العضلات تزداد قوة فى وقت قصير بالمقارنة بالتمرينات الرياضية التقليدية ودن بذل أى مجهود ويستطيع اللاعب العودة إلى الملعب فى زمن قياسى وهى تعتمد على تنبيه الأعصاب أو التنبيه المباشر للعضلة، مما يؤدى إلى انقباض العضلات بطريقة مشابهة للتمرينات الرياضية مع الفارق أنه يمكن التحكم فى شدة الانقباض ونوعيتها وزمنها وفترة راحتها بالطريقة المثلى لتقوية العضلة والتى تختلف من شخص لآخر ويتم الضبط عن طريق الكمبيوتر.


4- استعمالات متعددة كالصداع النصفى وحالات آلام الدورة الشهرية والإمساك المزمن وغيرها.

تقوم الموجات المتداخلة بتنبيه الخلايا إلى إطلاق مورفينات الجسم "المسكنات التى يفرزها الجسم" وتخفيف المواد الكيماوية المسئولة عن الإحساس بالألم وتثبيط النشاط للألياف العصبية الناقلة لإحساس الألم.

والعلاج الكهربى هنا ليس مجرد تسكين للألم ولكنه أيضاً علاج له، حيث إن من أهم أسباب استمرار الألم هو تشند العضلات والعلاج الكهربى يقوم بمنع التشنج العضلى عن طريق إطلاق مورفينات الجسم.

وهذا النوع من العلاج يختلف عن العلاج الطبيعى التقليدى، كما أنه ليس له صلة بالعلاج الكهربائى المستخدم فى علاج بعض الأمراض النفسية.

يحتاج المريض إلى حوالى 12 جلسة بمعدل ثلاث جلسات أسبوعياً ومدة الجلسة 20 دقيقة وأثناء الجلسة يشعر المريض بتنميل بسيط وعادة يكون إحساساً مستحباً مصحوباً براحة من الآلام وقد أثبتت الدراسات أن نتائج العلاج تتراوح ما بين 65 إلى 90% تحسن وتتراوح نسب التحسن من 60 إلى 100% وتظهر أهمية ذلك فى الحالات التى يقل فيها دور العلاج التقليدى مثل التهاب المفاصل المزمن المصحوب بتآكل فى الغضاريف.. لقلة فعاليته وارتفاع آثاره الجانبية مثل كثير من الأدوية المسكنة التى لها آثار جانبية خطيرة على المعدة والكلى والكبد.

وبالاستعمال الصحيح على يد المتخصص فإن العلاج الكهربى لا توجد له آثار جانبية, أما عن احتياطات استعماله فإنه يشترط ألا يكون المريض معتمداً على جهاز كهربائى لتنظيم نبضات القلب وذلك فى بعض أمراض القلب كما أنه لا يجب استعماله فى منطقة البطن بالنسبة للسيدات الحوامل.

والحرارة تساعد على زيادة الدورة الدموية وتسكين الألم بطريق غير مباشر واستعمال الحرارة إما بوضع فوطة دافئة على الجلد أو تسليط الأشعة تحت الحمراء.

- التدليك: ويعمل على تخفيف التقلص العضلى ويساعد على إطلاق مورفينات الجسم ويزيد من مرونة العضلات كما ينشط الدورة الدموية.

- التحريك: تحريك العضلات والمفاصل يساعد على فك تقلصها وتيبسها، وبالتالى تخفيف الألم ويتم ذلك على يد أخصائى يقوم بفرد العضلات وتحريك المفاصل فى اتجاهات مدروسة وبقوة محسوبة وذلك على شكل جلسات.

- الليزر والإبر الصينية: ولهما دور محدد فى علاج بعض حالات الألم خاصة تلك المتعلقة بالالتهابات العضلية.

- الإعداد النفسى: هام جداً إعداد المريض نفسياً على أيدى المتخصصين بطريقة تجعله يسيطر على الألم ويتقبل نسبة منه ويشعر بالمشاركة مع غيره من المرضى – دون أن يكون للألم تأثير ضار على نفسيته على شكل اكتئاب أو قلق.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة