ذكرت صحيفة واشنطن بوست فى مقال للموسيقية الأيرلندية الشهيرة سينياد أوكونور، أن اعتذار بنديكتوس السادس عشر بابا الفاتيكان عما بدر من قساوسة الكنسية الأيرلندية من تحرش جنسى بأكثر من 200 صبى أصم، بدا أجوفاً ومهيناً لذكاء وإيمان الكثير من الأيرلنديين، مما أفقده الكثير من هيبته واحترامه.
وسردت الكاتبة كيف كانت أيرلندا مثالاً للثيوقراطية الدينية عندما كانت طفلة، فإذا سار مثلاً المطران فى الشارع، يتنحى الجميع جانباً تاركين له الطريق احتراماً له ولمكانته، وإذا مثلاً حضر حدثاً رياضياً، ينحى اللاعبون لتقبيل خاتمه، أملاً فى مباركتهم، ولكن جاء الاعتذار خاوياً، لأنه لم يعقبه قرار بمعاقبة الجناة، ولم يضمد جروح الضحايا النفسية.
ورغم انخراط الكنيسة الطويل مع الحكومة الأيرلندية، لم يحمل اعتذار بابا الفاتيكان القساوسة الأيرلنديين مسئولية تجاوز الخطوط الحمراء وارتكاب انتهاكات جسيمة لا يستهان بها، وجاء فى خطاب الاعتذار أن "كنيسة أيرلندا يجب أن تعترف أمام الرب والآخرين بالخطايا الجسيمة التى ارتكبت ضد أطفال أبرياء عزل"، ولكن ماذا عن تواطؤ الفاتيكان فى هذه الخطايا؟ على حد تعبير الكاتبة.
وقالت الكاتبة، إن اعتذار البابا يعطى انطباعاً بأنه سمع مؤخراً فقط عن هذه الانتهاكات، ويقدمه كضحية هو الآخر، ولكن خطابه عام 2001 إلى القساوسة حول العالم طالبهم بإبقاء اتهامات التحرش الجنسى فى طى الكتمان، وكان البابا حين كتب الخطاب، الكردينال جوزيف راتسينجر.
وأضافت أوكونورد، أن اعتذار البابا يعبر عن اهتمامه البالغ "بشفاء جروح الضحايا"، لكنه مع ذلك حرمهم من العلاج المتمثل فى اعتراف الفاتيكان الكامل بأنه تستر على الإساءات الجنسية ويحاول الآن التستر على محاولة الإخفاء هذه.
للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة