قال الكاتب والمحلل السياسى الإسرائيلى تسيبى برائيل المتخصص فى الشئون العربية بصحيفة هاآرتس الإسرائيلية فى تقرير مطول له، إن امتلاك إمبراطور الإعلام الملياردير روبرت ميرودخ لـ9% من أسهم شركة "روتانا" المملوكة للملياردير السعودى الوليد بن طلال فى الصفقة التى وقعت بينهم الشهر الماضى بقيمة 70 مليون دولار، أثار حالة من القلق فى مصر وذلك خوفًا على أرشيف السينما المصرية.
وقال برائيل إن القاهرة ليست خائفة فقط على تراثها السينمائى من يد الملياردير المنحاز لإسرائيل بل تخشى أيضا أن يمتد تأثيره على أفلام جديدة ومسلسلات تليفزيونية من المقرر عرضها خلال شهر رمضان المقبل والتى تم تمويلها فى الأساس من أموال سعودية.
وقال برائيل فى تقريره إن امتلاك ميردوخ لهذه الأسهم سبب حالة من القلق والرعب لـ"سيدة السينما العربية" فى إشارة إلى مصر خاصة وأنها بدأت تفقد مكانتها وسيادتها على الثقافة العربية بعد أن اتجه المنتجون المصريون فى الاعتماد على ممثلين من الخارج لتسويق أعمالهم الفنية، مضيفا أن الصفقة الجديدة تأتى فى توقيت حرج وخطير لمصر بدلا من أن تكون فوزا لجميع الأطراف وبالأخص لصناعة السينما المصرية.
وأشار المحلل الإسرائيلى إلى أن ميردوخ امتلك خلال الشهر الماضى حوالى 9% من شركة روتانا مقابل 70 مليون دولار، وأن باستطاعته مضاعفة حجم ملكيته لأسهم الشركة خلال عام ونصف، وبهذا يتحول إلى شريك فعلى فى أكبر وأهم شركات الترفية والإعلام بالشرق الأوسط، على حسب وصفه.
وأوضح برائيل أن الصفقة تعد إشكالية كبيرة بالنسبة لمصر، وذلك لتخوفها من أن يستغل ميرودخ نفوذه وتأثيره على "روتانا" التى تتحكم فى صناعة شرائط الكاسيت المحلية وتمتلك 6 قنوات تليفزيونية فضائية و7 محطات إذاعية.
واستشهد برائيل بتحذير عزت القمحاوى مدير تحرير مجلة "أخبار الأدب" المصرية من أن يقوم ميرودخ بالتأثر على الشباب المصرى والعربى فى الوقت الذى يعد فيه الأخير داعما ومتعصبا لحكومة إسرائيل، وأحد المسئولين الرئيسيين عن صورة الصراع العربى الإسرائيلى الزائفة والمشوهة بوسائل الإعلام العالمية التى يمتلك الكثير منها ومنها صحيفة التايمز البريطانية والصن داى تايمز الأوسع انتشارا فى العالم، بالإضافة لنيويورك بوست الأمريكية كما يسيطر على شبكة "فوكس نيوز".
وأضاف برائيل أن حالة الهلع فى مصر فى تزايد، خاصة أن الوليد بن طلال يمتلك منذ سنوات أكثر من ثلث أرشيف الأفلام المصرية الذى يضم حوالى 4000 فيلم على مدار تاريخ السينما المصرية، موضحا أن امتلاك هذا الأرشيف تم بموافقة وزارة الثقافة المصرية التى اعترفت بعدم قدرتها على حماية تراثها السينمائى، واعتبرت أن الصفقة فرصة للربح والحفاظ على هذا التراث فى ذات الوقت، دون أن يخطر فى بالها أن يضع ميردوخ جزءا من ميراث السينما المصرية فى جعبته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة