سعيد شعيب

دون كيشوت الإخوان

الإثنين، 29 مارس 2010 12:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أقصد الإساءة بالطبع، ولكن ما قاله العزيز الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح مؤخرا ينطبق عليه هذا الوصف، فالقيادى البارز فى جماعة الإخوان يتحدث عن ضرورة فصل العمل الدعوى عن العمل الحزبى، فحسب ما قاله فى جريدة الشروق السبت الماضى، لابد من فصل العمل التنافسى على السلطة عن الدعوة.

الحقيقة إن هذا يكاد يكون مستحيلا، والسبب هو طبيعة الجماعة التى تستفيد استفادة ضخمة من هذا الخلط، بل ويمكننا القول أنها تستمد شرعيتها منه، بل وهى الشرعية الوحيدة حتى الآن، فيحول أعضائها التنافس السياسى على الوصول للسلطة، أو حتى التنافس الانتخابى فى النقابات ومجلسى الشعب والشورى وغيرها، إلى استفتاء على الإسلام، بل وعلى الله جل جلاله.

بدون شك هذه خطيئة كبرى، واعتقد أنها سبب أساسى فى أن تفقد الجماعة بريقها السياسى الذى حصلت عليه فى أعقاب الانتخابات البرلمانية الأخيرة وفوزها بـ 88 مقعداً، على عكس ما يتصور أعضائها وعلى عكس ما يتصور أنصارها، وليس السبب الوحيد هو العصف الدائم من قبل السلطة الحاكمة، وبالطبع أنا مثل كثيرين أرفض بحسم المحاكمات العسكرية، لكن يجب الاعتراف بأنها عامل ثانوى وليس أساسى.

أتيحت العديد من الفرص ولكن تم إهدارها، منها مثلا البرنامج السياسى الذى طرحته قيادات الجماعة على الرأى العام، والذى كان يعنى بوضوح قرار معلن بهدم الدولة المدنية المصرية، أضف على ذلك سرية الجماعة، فكيف يمكن أن يثق الرأى العام فى عمل كل تفاصيله غير معلنة، ولا يعرف المجتمع، وهذا حقه، كل شىء عمن يريدون أن يحكموه.

كما لم تقرأ قيادات الجماعة دلالة عدم دعوتهم لمؤتمر التحالف بين الأحزاب، فهذا لا يعنى طبقا لمنطق المؤامرة وجود تحالف مع السلطة، ولكنه يعنى أن القبول العام لأفكار الجماعة وأدائها ينحسر تدرجيا.

لذلك أرى أن صديقى القديم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، مجرد حالم بأفكار ليس لها آليات تنفيذ، وليس لها قاعدة فى الجماعة، فقد خرج من مكتب الإرشاد، وتمت هزيمة معظم أنصار تحديث الجماعة.

لذلك أنا مشفق عليه، ليس لأن أفكاره خاطئة ولكن لأنه يريد زراعتها فى الصخر، رغم أن أرض الله واسعة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة