خلال ندوة الترجمة والعولمة فى المؤتمر الدولى للترجمة

جدل حول تعريف السياسة خلال ندوة الترجمة

الإثنين، 29 مارس 2010 04:01 م
جدل حول تعريف السياسة خلال ندوة الترجمة المترجم اللبنانى إبراهيم العريس
كتب وجدى الكومى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ثار جدل كبير وموسع بين المترجم اللبنانى إبراهيم العريس والدكتور نبيل راغب على تعريف السياسة خلال الندوة التى أقيمت أمس الأحد ضمن فعاليات المؤتمر الدولى للترجمة فى يومه الأول، حيث عارض العريس رأى راغب الذى عرّف السياسة بأنها مؤامرة، وقال العريس: السياسة ليست مؤامرة، وإنما هى لخدمة الشعوب، وهذا التعريف للمؤامرة تعريف قديم وعفى عليه الزمان.

وكانت الندوة قد جمعت بين الدكتور نبيل راغب، وجلبير الأشقر، ومحمد حافظ دياب، وأدارها إبراهيم العريس، وبدأ راغب حديثه بالتأكيد على أنه ترك الكتابة الأدبية منذ 15 عاما، واهتم بالكتابة السياسية، مشيرا إلى أنه عمل فى المطبخ السياسى حينما كان مستشارا للرئيس السادات، واتخذ من ذلك مدخلا للإشارة إلى أن إسرائيل ترسم بدقة لأهدافها، وتضرب على أوتار مشدودة، واهتمامها باللغة يتمثل فى قيامها بترجمة كل شئ إلى العبرية وقال راغب: لكننا هنا عاجزون عن الاهتمام بالعربية، والغرب يهدف إلى أن نتحول إلى نمطيين، ويقوم بعملية غسيل للعقل العربى لكى نعجز عن التفكير لأنفسنا.

وتعجب راغب من أن يتحدث المجتمع عن تطوير الترجمة فى الوقت الذى يكره الأطفال فى المدارس تعلم اللغة العربية.
وانتقد راغب الاهتمام بتعليم اللغات مؤكدا على أنه ليس ضد تعلمها، لكنه مع إنشاء مؤسسات ضخمة للترجمة تقوم بتدريس اللغات بغرض إلحاق الدارسين فى العمل للترجمة، وضرب راغب المثل بالتجربة اليابانية والصينية، مؤكدا على أن اليابان والصين تترجم كل شئ إلى لغتيهما، وهو ما يعكس اهتمامهما بلغتيهما.

وقال راغب: اهتمامنا بالترجمة يحبط محاولة أمريكا والغرب لتنميطنا وإدخالنا فى حظيرة العولمة، وهذا هو الدور العملى للترجمة.

وفى مداخلته انتقد الدكتور محمد حافظ دياب المركز القومى للترجمة وقال دياب إن المركز يركز فى ترجماته على اللغة الإنجليزية دون اللغات الأخرى، كما أن كل مؤسسات الترجمة تعمل منفردة وكأنها جزر منعزلة كما أنها لم تركز على تقديم ترجمات للكتب التأسيسية فى العلوم.

وأكد دياب على أن الترجمة فعل أيدولوجى بامتياز لأن المترجم يتخذ موقفا من العالم بما يترجمه، وضرب دياب المثل بترجمة المحامى أحمد فتحى زغلول محامى دنشواى لكتاب "علم حشد الجماهير" عام 1909، قبل ثورة 1919 بعشر سنوات، وأكد دياب أن زغلول كان يقصد التحذير من ثورات الجماهير الشعبية وهو ما حدث بالفعل بعد ذلك بعشر سنوات.

وأشار دياب إلى أن دائرة التلقى للنصوص المترجمة ضيقة إلى حد كبير، وتقتصر على بعض الأكاديميين والنقاد والجمهور العام، وقال دياب: السؤال الذى يجب أن نطرحه هو كيف السبيل إلى توسيع دائرة تلقى النص المترجم؟.

فيما عقب المترجم طلعت الشايب على رأى دياب الخاص بأن الترجمة فعل أيدولوجى، قائلا: الفعل الأيدولوجى هو الاختيار ووجهة نظر المترجم، وليست الترجمة نفسها، وأشار الشايب إلى أن الترجمة من الممكن أن تستخدم كشبكة دفاعية ضد العولمة، وكآلية دفاعية للثقافة، وأشار الشايب إلى أن أمريكا تختار ما ترغب فى أن يقوم الآخرون بنقله عنها وترجمته، مؤكدا على أن ذلك أحد أساليب الحرب الثقافية الباردة بين الشعوب.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة