قال المترجم الكندى البروفيسور جان دوليل الترجمة هى فعل تحدى للسلطات السياسية والدينية على الإبداع، بشكل خاص، وذلك عن طريق ترجمة الأعمال الإبداعية من لغتها الأم إلى أية لغة أخرى، تنشر فى بلد آخر لا يحد من قيمة الإبداع".
وأكد دوليل على أنه تاريخ العرب يقول إنهم وظفوا الترجمات حسب المناخ السياسى والثقافى الذى يتلاءم مع عصورهم المتتالية، فترجموا العديد من العلوم والمخطوطات التى أعطوها قدراً كبيراً لا يقدر بمال، مما يجعلنا نجزم ونؤكد بأن العرب ليسوا من البربر كما يقال، ولكن البربر هم من يعيشون فى فوضى ويجمعون ثرواتهم بعشوائية لا منطق فيها".
جاء ذلك خلال الجلسة التى عقدت فى الحادية عشرة من صباح اليوم، بالمجلس الأعلى للثقافة، ضمن فعاليات مؤتمر الترجمة، والمنعقد فى الفترة من 28 وحتى 31 من الشهر الجارى، تحت عنوان "الترجمة وتحديات العصر"، وتحدث فيها البروفيسور جان دوليل، وأدار الجلسة د.أمل الصبان.
وأوضح دوليل أن تاريخ الترجمة يتفق مع التاريخ السياسى واللغوى والدينى للحضارات كلها، مؤكدا على أن نمو أى حضارة مرتبط بالترجمة، مضيفًا "الحضارة التى لا تعطى مكانةً واحتراماً للآخر تنغلق بالضرورة على نفسها، غير أن تقليص عدد الترجمات فى أى مجتمع يؤدى بالضرورة إلى تجمد فكرى، مشيراً إلى أن ثقافة المجتمعات تقاس بعدد الترجمات فيها، والتى من شأنها أن توسع عدد القراء، لافتاً الانتباه إلى أن هناك دراسات أثبتت أن عدد قراء الترجمات يزيدون عمن يقرأون من لغتهم الأم.
كما أشار دوليل إلى أن الدور الوظيفى للترجمة إثراء اللغات بمفردات أسلوبية جديدة.
وأضاف دوليل أن المترجم الفورى لعب دوراً هاماً فى الصراعات السياسية بين الشعوب، كما اتخذه بعض رؤساء الشعوب مستشاراً سياسياً لما له من قدرة وثقافة معرفية وخبرة سياسية بطيعة الشعوب التى تساعد وتعين الرؤساء فى فهم سياسات الشعوب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة