منال زكى تكتب:لمصلحة من الترويج لهذه المهاترات؟

الأحد، 28 مارس 2010 10:49 ص
منال زكى تكتب:لمصلحة من الترويج لهذه المهاترات؟

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قرأت بجريدتكم فى تاريخ 20-03-2010 عن خروج (الأقباط) المصريين بالنمسا فى مسيرة لإدانة ما أسموه باضطهاد الأقباط فى مصر، هذا الخبر أثار حزنى واستيائى فى نفس الوقت، أما ما أثار حزنى هو ما آل إليه حال المصريين، فقد عهدنا أن نرى مؤخرا مثل تلك المسيرات فى أوروبا وأمريكا، ولا أعلم لمصلحة من يحاول البعض الترويج لهذه الفكرة، أى فكرة الاضطهاد، ورغم أنى كمصرية مسلمة ترى حقوق الإخوة المسيحيين بالفعل منقوصة كحال فئات كثيرة من الشعب المصرى ولكنها لا تصل إلى حد الاضطهاد.

انما ما أثار استيائى بالفعل هو خروج الكاردينال شونبورن وهو رجل الدين الأعلى بالنمسا وذو مصداقية فى أوروبا كلها، وبالطبع ليس سبب استيائى هو تأييده للمسيرة، فهذا ليس من شأنى، فإن يعتقد الكاردينال أن المسيحيين المصريين مضطهدون فهذه وجهة نظره، أما وأن يسير وتسير من خلفه لافتات كتب عليها أن "الأقباط هم المصريون الأصليون" فهذا أمر ليس مقبولا إطلاقا، لا أدرى إن كان الكاردينال شونبورن يعلم أنه سيتم استخدامه من قبل بعض مسيحى مصر بالنمسا للترويج لمثل هذه الأفكار المضللة، لأن هذا القول أى "الأقباط هم المصريون الأصليون" يعد قول صحيح للغاية وفى الوقت ذاته استخدامه هنا يعد خاطئ ومضلل للغاية، فهو صحيح لان مصطلح "قبطى" فى اللغة المصرية القديمة يعنى "مصرى" بصرف النظر عن ديانته، لذلك فإن يعطى إخواننا الحق لأنفسهم منفردين باستخدام هذا المصطلح وأن ينسبوا أنفسهم له فهذا يعتبر مغالطة فى التاريخ وتضليل للعالم وكذلك يعد هذا ظلم للفئات المصرية الأخرى وهم الأغلبية.

كما أن مبدأ نقاء العنصر يعد فكرة خيالية من اللأساس، فبالنسبة لمصر ففى عصر الفراعنة قد حدث اختلاط بأجناس عديدة بالفعل، فمن الطبيعى أن تجتذب تلك الحضارة العظيمة إليها أناسا من مختلف بقاع الأرض وقد جاء ذلك على شكل موجات هجرة هائلة، فقد تم احتلال مصر من قبل إمبراطوريات عدة بدءً من الهكسوس ووصولا للبيزنطيين قبل الإسلام.

أما وإن كان الكاردينال شونبورن يعلم بمحتوى هذه اللافتات، فقد كان أحرى به أن يقوم بواجبه والرجوع لكتب التاريخ قبل أن يستخدم مصداقيته وأن يضعها على المحك لتأييده لأمر مغلوط تاريخيا وأن يصبح طرفا فى هذا التضليل.

وان لم يكن الكاردينال قد قام بواجبه والتأكد من هذه المعلومات، فأنا أحيله لبعض المراجع الموثوق بها مثل كتاب (تاريخ مصر) للمؤرخ "يوحنا النقيوصي" وهو المؤرخ المعتمد لدى الكنيسة القبطية فى مصر (كما ورد فى كتابهم: تاريخ الشعب القبطى)، والذى ذكر فى كتابه أنه عند دخول عمرو ابن العاص إلى مصر لم يكن كثير من المصريين يدينون بالمسيحية بمفهومها الحالى، بل كانوا أريوسيون وكانت فحوى عقيدتهم قريبة جدا من الإسلام ولذلك فلم يرى كثيرا منهم غضضا للدخول فى الإسلام؛ كما ذكر المؤرخ فى كتابه كيف أن أعدادا هائلة قد اعتنقت الاسلام .

أنا أدعو المصريين جميعاً للكف عن مثل هذه المهاترات التى ليس من شأنها الا إضعاف الأمة المصرية وتفرقتها، إن مصر تستمد قوتها ومكانتها من قوتها البشرية ومن تماسك شعبها الذى حاول أعدائنا جاهدين على مر العصور اختراقه ولم ينجحوا والذى من الواضح أنهم لم يكفوا وما زالوا يحاولون تحقيقه، وعليه فإنى أنادى الأخوة المسيحيين وجميع فئات مصر الأخرى الموجودين بالمهجر ألا يقبلوا أو يساهموا فى تفرقة وتفتيت هذه الأمة العظيمة وإنجاح خطط العدو الذى نجح فى تفرقة الشعوب فى بلاد أخرى، فأذكركم جميعا أن مصر هى الشعب وأن الشعب هو مصر.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة