واتفق الجميع فى الاجتماع بين الجانبين ظهر اليوم الأحد بمقر حزب التجمع على وجود مساحة كبيرة من الخلاف الفكرى والأيديولوجى بين الطرفين، إلا أن حوارهم سيكون حول القضايا السياسية المشتركة، معتبرين أن مجرد اجتماعهم فى مقر التجمع هو حدث وخطوة للأمام قد تتبعها خطوات أخرى فى التنسيق المشترك خاصة فى الحراك السياسى والاستحقاقات النيابية المقبلة.
وأكد نبيل ذكى المتحدث الإعلامى للتجمع أن اللقاء جاء بناء على مبادرة مشتركة بين الطرفين عن طريق قيادات الحزب والجماعة فى دمياط، موضحا أنهم فى التجمع وافقوا مبدئيا على التعاون فى عدد من القضايا، منها التصدى لتجديد العمل بقانون الطوارئ والمطالبة بالتعديلات الدستورية المطلوبة قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة، وإدانة الاعتقالات خارج الجانب القانونى، ورفض المحاكمات العسكرية، والنضال لإقرار قانون جديد لمباشرة الحقوق السياسية وتعديل قانون 100 للنقابات المهنية، والنضال من أجل إعادة الحقوق للشعب الفلسطينى.
وضم وفد الإخوان فى حواره الأول مع قيادات حزب التجمع كل من د. محمد على بشر عضو مكتب الإرشاد، د.محمد البلتاجى عضو الكتلة البرلمانية، ود.سعد عمارة أحد قيادات الجماعة فى دمياط، بينما شارك من حزب التجمع كل من نبيل ذكى المتحدث الإعلامى باسم التجمع، وأنيس البياع، وسمير فياض نواب رئيس الحزب، وسيد شعبان أمين التنظيم، ومحمد رفعت، ومحمد فرج، وحسين عبد الرازق عضو المجلس الرئاسى بالتجمع.
من جانبه وصف د.محمد على بشر عضو مكتب الإرشاد اللقاء بالإيجابى وبداية مرحلة جديدة تتطلب تضافر القوى والجهود فى وقت تمر فيه مصر بمرحلة خطيرة، مشيرا إلى أن اللقاء جعلهم متفائلين ويتمنوا أن تنضج التجربة ويستمر الحوار للنهاية، داعياً أن يكون هذا اللقاء والحوار رسالة للمواطنين لينفضوا السلبية ويعوا ما يحاك لهم داخليا وخارجيا.
وأكد بشر أن الإخوان يمدون أيديهم لدعاة الإصلاح والأحزاب ليصلوا إلى النزاهة الكاملة فى الانتخابات والدفاع عن قضايا الإصلاح، بجانب دعم الشعب الفلسطينى فى وقت لم يكن فيه القادة العرب فى اجتماعهم الحالى بقمة "سرت" على مستوى المطالب الشعبية ولا مستوى الحدث، وفى وقت يدعو القادة العرب لمبادرة السلام مع إسرائيل، فى الوقت الذى تضرب إسرائيل عرض الحائط بأى دعوة للسلام، وتستمر فى انتهاكاتها وتهويدها للقدس.
وأوضح أنيس البياع نائب رئيس التجمع والذى كان همزة الاتصال بين الطرفين أنهم لا ينكرون التناقض بينهم وبين الإخوان، وهذا ليس جديداً إلا أنه لا يمنع من وجود بعض الهوامش المشتركة فى كثير من القضايا.
بينما أكد الدكتور محمد البلتاجى عضو الكتلة البرلمانية أنهم اتفقوا على استمرار الحوار فيما بينهم من مسافات مشتركة فى ظل ضرورة التعاون المشترك بين القوى الوطنية، معتبرا أن هذا بداية جولة جديد بين الإخوان وأحزاب المعارضة على رأسهم التجمع والوفد والناصرى، موضحا إن الاستحقاقات السياسية ليست محل خلاف مع الاعتراف بأن هناك مرجعيات فكرية مختلفة بينهما، مشيرا إلى أن النظام حاول الفترات الماضية توسيع الهوه بين القوى السياسية المختلفة، إلا أنه آن الأوان لطى هذه الصفحة.
ونفى البلتاجى أن يكون هناك أى اتفاق مشترك حاليا فيما يتعلق بالانتخابات، إلا أنه أكد إمكانية دعم الإخوان لأى من مرشحى الأحزاب ومنها التجمع.






