فيما يبدو أن الحرب الشرسة التى تدور الآن بين رجل الأعمال رامى لكح، والمصرفى أحمد البردعى الذى كان رئيسا لبنك القاهرة لن تنتهى قبل أن تكون هناك كلمة فصل من جهة مسئولة فى الاتهامات المتبادلة بين الطرفين.
فبعد أيام من قيام البردعى بعقد مؤتمر صحفى ليرد على اتهامات لكح له، ورد لكح عليه، قام بنك مصر الذى انضم إليه بنك القاهرة بإصدار بيان أمس السبت ينفى فيه قيام لكح بسداد مديونياته نقدا وبراءة ذمته من أية مستحقات للبنك، وقال إن بنود التسوية تقضى بسداد الأجزاء الأكبر منها على عدة سنوات قادمة، وقال البنك فى بيانه أن نفاذ التسوية مع مجموعة لكح معلق على التزام المجموعة بكافة بنود التسوية وألا تعتبر كأن لم تكن، كما أن البنك ملتزم بكافة الإجراءات القانونية لإقرار التسوية مع رامى لكح، بداية من اعتمادها من مجلس إدارته نهاية بتقديم التسوية إلى النيابة العامة لأعمال آثارها على الدعوى الجنائية الناشئة عن الوقائع التى صاحبت المديونية طبقا للمادة 133 من القانون 88 لسنة 2003.
البيان الصادر من بنك مصر أنهى ما جاء بذكر هدف لا يختلف أحد عليه وهو حرص البنك على مصالح عملائه، بهدف توفير مناخ استثمارى جيد لمساندة المستثمرين والاستثمار، ومع التسليم بهذا هناك أشياء تستوجب الأسئلة حول هذا البيان، أولها توقيت صدوره والذى جاء اليوم السبت، وهو يوم إجازة البنوك والتى تتعطل فيها كافة آليات العمل البنكية، وبناء على ذلك يأتى السؤال البديهى، ما هو الشىء الخطير الذى حدث وأدى إلى إسراع البنك بإصدار مثل هذا البيان؟ فإذا كان السبب هو تصريح الممثل القانونى لمجموعة لكح كما جاء فى البيان، فهذا يعنى أن هناك خللا ما فى التعامل الإعلامى مع القضية لسبب بسيط، وهو أن التسوية التى تمت وعاد بمقتضاها لكح إلى مصر، تمت عبر النائب العام المستشار عبد المجيد محمود، وجميع الأطراف تعرف حقوقها فيها سواء لكح أو بنك مصر، وبناء على ذلك لا يستطيع أحد الفكاك من هذه الالتزامات، وما دامت كل الأطراف تعرف ذلك فلماذا اشتعال الحرب التى قد تعطى قدرا من التخيل بأن لكح فى طريقه إلى التنصل من التسوية، ولأن هذا بعيد التصور لسبب بسيط وهو أن لكح يعى أن التنصل من شأنه أن يعيده إلى أبواب جهنم التى اكتوى منها فى الفترة الماضية، ويغلقها الآن بآمال كبيرة لإعادة زهوة إمبراطوريته الاقتصادية.
لماذا بيان بنك مصر إذا فى يوم إجازة البنوك؟
السؤال ربما تأتى الإجابة عليه عبر معلومات تقول إن هناك اتصالات أخيرة تمت بين البردعى والدكتور عاطف عبيد رئيس الحكومة السابق، والذى يعد الضلع الرئيسى فى مسألة رجال الأعمال المتعثرين الذين هربوا إلى الخارج بفضل سياسته، ويوجهون اليه الاتهامات الآن، وأن هذه الاتصالات تناولت ما قاله رامى لكح ضد الاثنين، والسؤال.. هل أسفرت هذه الاتصالات عن اتصالات أجراها عبيد بقيادة بنك مصر أسفرت عن هذا البيان الصادر يوم إجازة البنوك؟
سعيد الشحات يتساءل: لماذا يصدر بنك مصر بيانا عن ديون رامى لكح فى يوم عطلة البنوك الرسمية
السبت، 27 مارس 2010 08:49 م