محمد حمدى

حديث "اللحمة".. والفول

السبت، 27 مارس 2010 12:42 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طلبت منى زوجتى شراء كيلو لحم بتلو، وكيلو كبدة، دخلت إلى سوبر ماركت شهير فى ضاحية المعادى، وفوجئت بالفاتورة 190 جنيهًا، فكيلو اللحم بتسعين جنيها، والكبدة بمائة جنيه، وأعترف أننى أصبت بحالة من الذهول، فمنذ سنوات لم أشتر أية لحوم، وتركت هذه المهمة لزوجتى، وحينما أعود ليلا لا يدور بيننا حديث مفصل عن أسعار الخضروات واللحوم وجنون الأسعار، وإن كنا نمر مرورا عابرا على موضوع الزيادة الدائمة فى الأسعار التى زادت الحياة صعوبة.

ومنذ أكثر من شهر أتابع عن بعد موضوع غلاء أسعار اللحوم بشكل مبالغ فيه، وحسب بعض القراءات فقد استنتجت أن هذه الأزمة فى جانب كبير منها مفتعلة، وفى جانب آخر تعود إلى غياب التخطيط المستقبلى كالعادة.

أما عنصر الافتعال فهو راجع إلى القيود التى تفرضها وزارة التموين على استيراد اللحوم الحية والمبردة على السواء، إضافة إلى حرب خفية بين مستوردى اللحوم، فعلى سبيل المثال نشط المستوردون وحاربوا بشدة استيراد اللحوم الأثيوبية وعملوا على تأجيل هذا الموضوع لعدة سنوات نظرا لرخص أسعار اللحوم الأثيوبية، وجودتها.

وتذكر بعض البيانات القليلة أن اللحوم المجمدة المستوردة من أمريكا اللاتينية لا يزيد سعرها على جنيهات معدودة، وحين تنزل إلى الأسواق يكون المستوردون وتجار الجملة قد حققوا أرباحا تصل إلى أكثر من 300%، وهى أرباح قد لا تتوافر فى أى سلعة أخرى وربما تفوق تجارة المخدرات.

أما ارتفاع أسعار اللحوم البلدية فيرجعه الجزارون إلى التكالب على ذبح الماشية صغيرة السن من أجل اللحوم البتلو مرتفعة الثمن، مما جعل حتى اللحوم العادية غير متوفرة، إضافة إلى أن مشروع البتلو الذى رعته الدولة فى الثمانينات والذى أدى إلى توافر اللحوم ورخص أسعارها قد توقف بفعل فاعل عام 1993.

وحسب الإحصاءات يتم ذبح حوالى 400 ألف عجل سنويا بمجرد وصولها إلى عمر أربعين يوما، مما يوفر 12 ألف طن لحوم فقط، فى حين أن عدم ذبحها قبل 120 يوما يرفع حصة اللحوم إلى 240 الف كيلو فى العام، وقد عادت وزارة الزراعة قبل أيام إلى إحياء المرحلة الثانية من تسمين العجول الجاموسى ليصل وزن العجل إلى ‏450‏ كيلو جراما كحد أدنى للذبح مما يسمح بإضافة نحو‏80‏ ألف طن سنويا للحوم الحمراء تمثل ‏40%‏ من الفجوة الغذائية فى اللحوم الحمراء التى نستوردها الآن‏.‏

وحتى يعطى هذا المشروع الجديد نتائجه، وحتى يتم توسيع قاعدة استيراد اللحوم ومواجهة مافيا المستوردين، ليس أمامنا سوى مقاطعة شراء اللحوم لعدة أشهر ربما يؤدى ذلك إلى عودة الأسعار إلى معدلاتها الطبيعية، أو نردد جميعا الأغنية الرائعة التى كتبها الشاعر أحمد فؤاد نجم وغناها الراحل الشيخ إمام عيسى:
عن موضوع الفول واللحمة صرح مصدر قال مسئول
إن الطب اتقدم جدا والدكتور محسن بيقول
إن الشعب المصرى خصوصا من مصلحته يقرقش فول
حيث الفول المصرى عموما يجعل من بنى آدم غول
تأكل فخدة فى ربع زكيبة والدكتور محسن مسئول
يديك طاقة وقوة عجيبة تسمن جدا تبقى مهول
ثم أضاف الدكتور محسن إن اللحمة دى سم أكيد
بتزود أوجاع المعدة وتعود على طولة الإيد
وتنيم بنى آدم وتفرقع منه المواعيد
واللى بياكلوا اللحمة عموماً حيخشوا جهنم تأبيد
يا دكتور محسن يا مزقلط يا مصدر يا غير مسئول
حيث إن انتو عقول العالم والعالم محتاج لعقول
ما رأى جنابك وجنابهم فيه واحد مجنون بيقول
إحنا سيبونا نموت باللحمة وانتو تعيشوا وتاكلوا الفول
ما رأيك يا كابتن محسن مش بالذمة كلام معقول






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة