عقدت مساء أمس، الجمعة أمسية، ببيت الشاعر، بشارع المُعز، والتى استضاف فيها الشاعر والإعلامى جمال الشاعر كل من الكاتب والروائى يوسف زيدان، والشاعر أحمد الشهاوى، والدكتور نبيل لوقا بباوى وكيل لجنة الإعلام والثقافة والسياحة بمجلس الشورى، ومؤلف كتاب "الرد على عزازيل".
حيث قال زيدان فى بداية كلامه "من المدهش أن المسيحية لم تعرف الصلب، وأن التاريخ الإسلامى هو من صلب الناس".
وفى كلمته أكد بباوى على أن "رواية عزازيل لم تخرج عما جاء فى الكتب الدينية المسيحية، وعن الكتب التى كتبها البابا شنودة بنفسه" مضيفاً "ياما المسيحيين بيقتلوا فى بعضهم" وتابع "فى عام 630 أصدر إمبراطور الدولة الرومانية هرقل، قرارًا بأن تكون كل الولايات التابعة للإمبراطورية متدينة بالملة الكاثوليكية، بدلاً من الأرثوذوكسية، ويقول المطران ساويرس بن المقفع فى كتابه إن دماء الأرثوذوكسين، على يد الكاثوليك وصلت إلى "رُكب" خيول الجنود الرومان، فكان الرومانيون يعذبون الكاثوليك بآلات تعذيب شديدة تمزق أجسادهم"، فأوضح زيدان لبباوى أن "الرومان كانوا يعلقون ضحاياهم على أعمدة من الخشب وليست صُلبان"، واتفق أحمد الشهاوى مع ما قاله زيدان مشيرًا إلى كتاب "المصلوبون فى التاريخ".
وأوضح زيدان ردًا على ما يقال بأنه أساء لصورة الراهب فى روايته قائلاً "هناك حساسية مفرطة لا معنى لها، فنظام الرهبنة عام 415 لم يكن كما هو الآن، وفى عام 379 كان يؤتى بالرجل من محل عمله ليصير أسقفًا".
وأكد زيدان قائلاً "هناك خيال معاصر لا معنى له بأن البابا كيرلوس هو البابا 24 للكنيسة المرقصية، وهذا لا دليل لصحته، فالبابا كيرلويس لا صلة له بقداسة البابا شنودة إلا فى الاستناد فقط، وخطورة عزازيل أنها أظهرت حقيقة التسلسل الذى لا أساس له".
وقال زيدان "طلبت من القمص عبد المسيح بسيط أن يكذب ما قاله من سب وقذف فى جريدة اليوم السابع حتى أسقط الدعوة القضائية ضده، وقلت له لا أريد أن أراك فى قفص الاتهام، وهذا ما آلمنى لأنه يسمع اعترافات الناس فى الكنيسة فكيف سنضعه فى قفص اتهام بالمحكمة، وأضاف "بعض الإخوة من الأدباء كانوا يفسحون الصفحات لمن لم يستحسن عزازيل، فلما صدر اللاهوت العربى صمتوا عن الكتابة تمامًا".
وأكد الشهاوى على أن المجمع المقدس للكنيسة الأرثوذوكسية يتساوى مع ما يمارسه مجمع البحوث الإسلامية من قهر وإرهاب وتكفير ضد الإبداع، وأضاف "إن رواية عزازيل لم تقرأ حتى يومنا هذا إلا قراءة دينية فقط، وتم التعامل مع الرواية على أنها بحث تاريخى، ولم ينظر لها نظرة أدبية، مما جعل زيدان يقدم على كتابة اللاهوت العربى"،
وقال الشهاوى مما لا يعرفه أحد عن زيدان أنه باع سيارته ليشترى صورة مخطوطات من كتاب كبير مكون من أربعين جزءً وهو كتاب الشامل لابن النفيس.
وتعجب الشهاوى من موقف الأدباء والشعراء عندما فاز زيدان بالبوكر قائلاً "لم يحتف أحد من الأدباء بيوسف زيدان، فبهاء طاهر الذى أكن له الاحترام لم يقل ليوسف زيدان الذى فاز بالبوكر مثله "مبروك" ولم يكتب سطرًا واحدًا، بينما يوسف زيدان عندما فاز صديقنا عبده خال بالبوكر أصدر بيانًا ليبارك له فوزه.
وقال الشهاوى "إن عزازيل هى بدء لتكريس رواية المعرفة فى مصر، فنحن لم نتعود إلا على الحكى فقط"، مشيرًا "لقد كتب صديقنا عباس بيضون مقالاً أبدى فيه إعجابه الشديد بعزازيل وعندما فازت بالبوكر هاجمها بيضون، مما يعنى أننا أمام شخصيتين لا شخص واحد" وأكد الشهاوى على أن يوسف زيدان أنهى رواية جديدة ستكون مفاجأة لأساتذة التاريخ.
وأكد بباوى "أنا لم أقرأ عزازيل قراءة دينية، وهى رواية إبداعية اشتغلت على الخلافات التاريخية بين المسيحيين"، مضيفًا "من الجميل جدًا أن زيدان تناول اللاهوت لا بالتأييد ولا بالرفض، كما أنه لم ينتصر للشيطان، وروايته هى رفض للعنف".
وفى نهاية الأمسية التى حضرها عدد كبير، قرأ زيدان عدد من صفحات روايته الجديدة "النبطى" شفاهةً، وأشار الشهاوى إلى أن زيدان ثانى كاتب فى مصر ممن يحفظ كل كلمة يكتبها، كما كان يحيى الطاهر عبد الله دائمًا يحفظ كل كلمة كتبها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة