آفة لا تخلو منها كل الاتجاهات ولكل تيار له تكفيره الذى يناسبه

الجماعة الإسلامية: التكفير ظاهرة نفسية وأسلوب سوقى

السبت، 27 مارس 2010 09:22 م
الجماعة الإسلامية: التكفير ظاهرة نفسية وأسلوب سوقى كرم زهدى رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية
كتب شعبان هدية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فيما يعد بداية جديدة من الجماعة الإسلامية لفتح حوار مجتمعى حول التكفير ودوافعه وأسبابه وأهدافه، أكدت الجماعة الإسلامية فى أول اعتراف لها بأن قضية التكفير فيها شق نفسى كبير عند أصحابها، وذلك من خلال نظرتهم لأنفسهم أو لمجتمعهم أو للمحيطين بهم.

وأوضح الشيخ أسامة حافظ عضو مجلس شورى الجماعة ومفتى الجماعة عبر موقع الجماعة الإلكترونى، أن المكفرين يرون فى أنفسهم تميزاً عن الناس، يجعلهم ومن وافقهم الأفضل والأثبت على الحق، كما أنهم يرون فيمن يخالفهم الدونية، وأن من أوصافهم "متشدد مغال، ومترخص متهالك، ومنافق ممالئ للسلطة"، وهكذا.

وذكر حافظ أن ما دفعه للكتابة حول هذا هو تعليقات بعض القراء على مقال لأحد كتاب الجماعة حول رائد شعر العامية "بيرم التونسى"، حيث اتهم بعض القراء كاتب المقال بالتميع وفقدان الهوية، وآخرون وصموه باسترضاء الحكومة والسعى لإقامة حزب لن يوافقوه عليه، بل إن البعض خرج من المقال وكاتبه ليهاجم الموقع والقائمين عليه باعتبارهم منبطحين يتنازلون عن ثوابت الدين والفكر، مع كثير من الكلام الملىء بالاتهام والسخرية والتطاول الذى قال إنه لا معنى له ولا منطق.

وأشار حافظ إلى أن المفكرين يتلقون من خالفهم بسوء الظن وسرعة الاتهام والإقصاء والطرد من دائرة الحق والصواب، مضيفا أنه قد تقف العوائق أمام إطلاق لفظ الكفر الصريح سواء كانت عوائق علمية أو أخرى مجتمعية، لكنها لا تعوق استخدام بدائل من الألفاظ مثل التخاذل أو النفاق أو العمالة أو ما شابه.

وأكد حافظ وهو الرجل الثالث فى الجماعة الإسلامية، أن هذه الآفة ليست قاصرة على الحركة الإسلامية فقط، بل لا تخلو سائر الاتجاهات الأخرى من ذلك، وكل اتجاه له تكفيره الذى يناسبه، ولكن بصياغات أخرى، فالشيوعيون واليساريون يكفرون خصومهم بالاتهام بالبرجوازية أو خيانة الطبقة العاملة أو ما شابه ذلك، أما الليبراليون فخصومهم فاشيست شموليون، والحكوميون خونة وعملاء، والمعارضة خصومهم منبطحون ومنافقون وهكذا.

واعتبر حافظ أن مثل هذه الألفاظ لها ضجيج وجعجعة عادة ما تطغى على لغة الحوار والمنطق، ليحل محلها أسلوب سوقى ضرره أكثر من نفعه، وفساده أكثر من مصلحته.
موضحا أن مقالة بيرم التونسى طرحت موضوعاً هاماً حول سبل مخاطبة رجل الشارع وكيفية الوصول إليه، خاصة بأدبيات وأشعار وأناشيد الجماعة الإسلامية، من خلال التمثيل ببيرم وإسلامياته التى تغنى بها الجميع، مشيرا إلى أنه لم يجد أياً من المعترضين ناقش بموضوعية ما جاء بالمقال أو رد عليه بما يراه مناسباً من رد أو حاوره، كما يتحاور أصحاب الرأى فيما يختلفون فيه بموضوعية وحسن ظن كما ينبغى أن يكون بين الإخوة فى الله.

ولكن أكثر ما يراه حافظ محزنا هو أن تكون هذه صيغة الاختلاف فى موقع إسلامى، وبين إخوة الأصل فى العلاقة بينهم التناصح والحب فى الله وحسن الظن، والأهم الشعور بمسئولية الكلمة، موضحا أن التعليق كالمقال تماماً ينبغى أن يكون له هدف شرعى يبدأ بنية صادقة للإصلاح وإفادة الناس، ويضيف صاحبها لما يقال أو يقوِّم عوجه أو ينصح بأرق، وأفضل أسلوب يوصل مقصده ويوجه صاحبه إلى الحق ويفيد القارئ ويصلحه.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة