قرار حكيم أصدره قبل أيام فخامة رئيسنا وهو على فراش المرض فى ألمانيا– شفاه الله وعافاه- وهو اختيار فضيلة الشيخ الدكتور الطيب شيخاً للأزهر الشريف.
الشيخ الطيب رائد نهج قبول الآخر ويدرك عمق أواصر المحبة بين الإسلام وأقباط مصر بالخصوص وله رأى معلن فى ذلك وهو ما ورثه منذ نعومة أظفاره من أسرة تقلدت الزعامة الروحية فى بلدات كثيرة من محافظة الأقصر منذ عشرات السنين وعلمت المريدين الدين والتدين الصحيح وأنه لا فرق بين مسلم ومسيحى فى إقرار الحقوق وكان ولا يزال يلجأ المسلم والمسيحى لهم لفض المنازعات الدنيوية ولا يحكمون إلا بالعدل والحق والمساواة.
ولذلك كان اختيار الشيخ الطيب فى هذا الوقت بالذات أصاب كبد الحق والحقيقة، فمصر فى حاجة لرأب الصدع وتضميد الجراح ولملمة ما تكسر وتذليل ما تعثر.
كما أن مصر صارت محطة لكل زاعق وناعق ومذاهب تململت منها شعوبها فرحلوا لمصر وأفكار طارت فى كل حدب وصوب ثم حطت فى مصر ولن يلجمها إلا غزير العلم وقوى الحجة فضيلة الدكتور الطيب.
وهو خير خلف لخير سلف وندعو الله أن يعينه على هذا التكليف الكبير والخطير وندرك عظم المهمة والتحديات التى تنتظره.
ونهيب بوسائل الإعلام أن تعرف الناس بهذا الرجل وأن تبرز أبحاثه وعلمه ولا تؤجل ذلك إلى تركه المنصب– لا قدر الله– وكما حدث لفضيلة الدكتور محمد سيد طنطاوى ولقد عرفناه جيداً بعد وفاته ولم نكن ندرى أن له كتاباً فى تفسير القرآن الكريم يسمى (الوسيط) ولم نكن ندرى أن موضوع الدكتوراه التى حصل عليها كانت عن (بنو إسرائيل فى القرآن والسنة) وتركنا الرجل يتلقى ضربات موجعة من أقزام دينياً وثقافياً وفكرياً وسياسياً عندما قابل حاخاما يهوديا فى مشيخة الأزهر ورد العقلاء على هؤلاء وقالوا لهم: رسول الله صلى الله عليه وسلم قابل وفد نصارى نجران فى مسجد المدينة وصلوا فيه عندما حان وقت صلاتهم، قالوا: شيخ الأزهر رمز ولا يجب أن يقابل الحاخام وهذا تطبيع، ورد العقلاء: ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو الرمز الأكبر والمهم ماذا قال لهم شيخ الأزهر ولو كنا نعرف موضوع الدكتوراه لفضيلته رحمه الله لألقمناهم ليس حجراً ولكن محجراً بكل أحجاره، ولما سلم رحمه الله على شيمون بيريز قامت الدنيا ولم تقعد ويا ناس الراجل مد يده ليسلم فهل أرده وأنا فى مؤتمر حوار الأديان وياناس أنا ما اعرفوش ويا ناس دا ياسر عرفات كان ياخده بالحضن، مفيش فايدة ولو كنا نعرف لقلنا لهم إن هذا الرجل قمة وقامة ويعرف ماذا يفعل.
وغير ذلك من المواقف الصغيرة ولا يعرف أحد من هذا الرجل؟ ولم نعرفه إلا بعد وفاته.
وحتى لا يحدث ما حدث من مهاترات، عرفونا يا وسائل الإعلام من هو الشيخ الدكتور الطيب؟
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة