المؤكد أن وزارة الخارجية الأمريكية هى الأهم بين غيرها من خارجيات دول العالم، ومن يتولاها يصير أشهر الوزراء فى العالم. فهو مبعوث الإدارة الأمريكية إلى الخارج، يحمل رسائلها -الودية أو العدائية- يعلن سياستها تجاه «الآخر» وكبار رؤساء العالم يستقبلونه بمنتهى الحفاوة.
كنت ممثلة لـ«اليوم السابع» فى العاصمة الأكثر تأثيرا فى العالم «واشنطن» مقر البيت الأبيض والكونجرس والبنتاجون وأيضا وزارة الخارجية الأمريكية. وكنت ضمن وفد زار مقر الخارجية الأمريكية والتقى الوزيرة البارزة هيلارى كلينتون، مرشحة الرئاسة السابقة والسيدة الأمريكية الأولى سابقا.
«أقدر تماما ما تفعلونه وأهمية نشر المعلومات»، هكذا بدأت هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية كلمتها، بعد أن فاجأتنا بدخول غرفة الاتفاقيات الموجودة بالخارجية الأمريكية والتى ضمت 30 صحفيا ومدونا اختارتهم وزارة الخارجية الأمريكية عبر سفاراتها حول العالم.
لم يكن قد تم تأكيد موعد لقائنا مع هيلارى فإذا بها تدخل الغرفة بصحبة المصور الخاص بالخارجية.
هيلارى كلينتون بدت أصغر سنا وأكثر حيوية حيث رحبت بنا، واستجابت لرغبتنا للإجابة عن بعض الأسئلة -كان من المقرر أن تلتقط صورة جماعية معهم فقط-، ولكنها فتحت المجال للإجابة عن بعض الأسئلة، حيث أجابت عن 3 أسئلة فقط.
هيلارى قالت أثناء اللقاء: «نؤمن بأن الفلسطينيين من حق
هم الحصول على دولتهم، كما أنه من حق الإسرائيليين أن يعيشوا فى أمان»، وأضافت أن الحكومات يجب أن توفر لشعوبها حقوقهم مثل الحصول على الرعاية الصحية والتعليم والعيش بأمان وغيرها.
أضافت هيلارى قائلة: إن الأمور التى تتعلق بالصراع بين الدولتين يجب أن يتم حلها، وفتح آفاق أوسع للحوار، مما يمكننا من التحرك فى اتجاه إيجاد حل لعملية السلام.
وخلال الزيارة كانت ما تزال تتردد أصداء التقرير الذى أصدرته الخارجية الأمريكية حول الحريات الدينية فى العالم، حيث كان له نصيب من التساؤلات التى تشابهت فى مضمونها من معظم الدول على حد سواء، فعلامات الاستفهام التى تبرز فى مصر حول موقف إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما من انتهاكات حقوق الإنسان فى مصر التى وردت بالتقرير، وما يراه البعض تجاهلا من الإدارة الأمريكية لتلك الانتهاكات، حيث أجابت هيلارى على سؤال إحدى الصحفيات المشاركات من أذربيجان، حول ما إذا كانت الإدارة الأمريكية قد اتخذت رد الفعل المناسب تجاه الانتهاكات التى حدثت بحق مدونين أذربيجانيين من قبل حكومة بلادهم، حيث قالت هيلارى إن الرئيس أوباما رد بقوة على اعتقال المدونين الأذربيجانيين، مبديا اعتراضه بشدة على ما حدث، وأضافت أن أذربيجان وأرمينيا تحتاجان للتركيز على حل الأزمة بينهما حول إقليم ناقورنو كاراباخ، مضيفة: «هناك العديد من ضغوط حقوق الإنسان الموجودة هناك سببها الصراع».
استمرت جولتنا بالخارجية الأمريكية حيث التقينا بـ«جوردون بوجويد» نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أثناء الزيارة، وتحدث خلالها عن العديد من الأمور المتعلقة بعمل القسم الإعلامى بالخارجية. كان لتقرير الحريات الدينية أيضا نصيب من المناقشات التى دارت مع بوجويد، حيث أوضح أن الخارجية تقوم بإعداد التقرير من أجل الكونجرس ليتم تسليمه إليهم كى يحددوا على أساسه حجم الدعم أو المساعدات التى تقدم لتلك الدول «ولذلك نحن كوزارة الخارجية والممثلين للولايات المتحدة بالخارج، نقدم لهم التقرير الذى يستطيع الكونجرس استخدامه، وتوضيح ماهية أوضاع حقوق الإنسان فى دول العالم».
بوجويد قال إن معظم المعلومات التى ترد بتقرير حالة الحريات الدينية حول العالم يأتى من مصادر مفتوحة، متاحة، وأضاف: «تلك المعلومات متوفرة بالدول أو تقدمها منظمات تعمل على تلك القضايا»، وأوضح أنه كان يعمل بتقارير تخص حقوق الإنسان فى أماكن كثيرة (تعاون)، ومعظم المعلومات التى نستخدمها فى التقرير، تكون بالفعل متاحة لكل فرد فى تلك الدولة.