صدر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب فى مكتبة الأسرة "سلسلة العلوم الاجتماعية" كتاب بعنوان الدين والدولة فى تركيا للدكتور "كمال السعيد حبيب"، والذى يتحدث فيه عن تركيا المعاصرة التى يراها اليوم تطرح كنموذج جديد للتوفيق بين العلمانية والإسلام والديمقراطية والحداثة، وترجع أهمية الحديث عن هذا النموذج إلى ضرورة التعرف على ما يجرى داخل هذا البلد وخلف حدوده، خاصة وأن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لخلق نموذج إسلامى متوافق مع الحداثة والعلم الغربى.
ويقدم الكتاب إسهاما جديدا لفهم ظاهرة الإحياء الإسلامى فى تركيا، حيث يلقى الضوء على نمط العلاقة بين الدين الإسلامى والدولة فى بلد غالبية سكانه مسلمون وتبلغ نسبتهم حوالى 99% وينص دستوره على أن العلمانية هى إيديولوجية الدولة مما يقود للحديث عن طبيعة العلمانية فى تركيا وعلاقتها بالإسلام كدين للأغلبية.
وينقسم الكتاب إلى أربعة فصول، الأول بعنوان "الإسلام والتيارات الاجتماعية والفكرية فى تركيا"، ويناقش بزوغ القوى الاجتماعية التى قاومت العلمانية الكمالية على أسس إسلامية مثل الطرق الصوفية، أما الفصل الثانى "الإسلام والأحزاب السياسية قبل ظهور الرفاة" يتعقب فيه العلاقة بين الإسلام وحزب الشعب الجمهورى الكمالى وهى بداية التعددية السياسية فى تركيا، ثم يتحدث عن علاقة الإسلام بالأحزاب السياسية فى هذه الفترة، أما الفصل الثالث فهو بعنوان" الخبرة السياسية لحزب الرفاه من 1983 حتى 1997 م، وأخيرا الفصل الرابع يتحدث فيه المؤلف عن حزب العدالة والتنمية ومستقبل الإسلام السياسى فى تركيا حيث يبحث فيه التوجهات الجديدة فى تركيا والتى ستقود إلى اتساع مساحة التأييد للإسلاميين فى الشارع التركى.
