عض قلبى ولا تعض رغيفى!

الجمعة، 26 مارس 2010 02:03 ص
عض قلبى ولا تعض رغيفى!

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من يتابع تعاطى السياسة فى بلدنا الحبيب مصر، يجد أن ثلاثية العقل والقلب والمال، تتداخل حلقاتها تداخلا حميما، وتبرز نظرية عض قلبى ولاتعض رغيفى الذى أصبح مع التطور جاتوه وبقلاوة!!!

ممارسة العمل السياسى بعيدا عن مبدأ العطاء، تجعل البعض ينطق بأشياء، ويأتى بتصرفات وأقوال ينفر منها كل صاحب عقل ووجدان ويجعل ممارسها يتناسى أن للآخرين عقولا يفقهون بها، ويستطيعون أن يفرقوا بين الخبيث والطيب، لماذا تقدمت بلاد مثل الهند وماليزيا وكوريا وغيرها، ونحن محلك سر ومازلنا نتجادل هل يتم تعديل الدستور، وهل نفتح الباب للحرية الكاملة أم أننا لابد أن نبقى فى مرحلة ماقبل الفطام وعلينا بالحليب فقط... حرصا على صحتنا!!!

هل الهند التى شعبها أكثر من 800 مليون نسمة، وبه ما به من عشرات الطوائف والملل واللغات، ومع ذلك فتح لهم باب الحرية السياسية الكاملة للأفراد والأحزاب، وقطعوا شوطا كبيرا فى التقدم والدخول للقرن الجديد... أين نحن منهم.. نحن فى مصر طائفة واحدة... فنحن جميعا مصريون من أصل واحد، ودينان من مشرب واحد ولغة واحدة... انقسمنا على أنفسنا ونبدو كمسرحية عبثية أو مأساة إغريقية!!!

لم نتمكن من الاتفاق على حوار ناجح أو إعلاء لصوت العقل والعمل لرفعة وطننا وانتشاله من الهاوية!!!... فوضعه الحالى بالنظر إلى مقاييس التقدم للأمم، لهو وصمة عار فى جبين الجيل الحالى الذى أضاع الوقت والجهد فى جدال عقيم وسفسطة فارغة، والتكالب على مغانم كتكالب الضباع على أكل الجيف وفتات الموائد!!!

أسئلة أوجهها لمن يطلقون عليهم الآن الصفوة ممن لاينظرون إلى وطنهم إلا كما تنظر المفترسات للفريسة، فلا يعرفون إلا الأخذ والاغتراف من خيراته، أين تقف مؤسسة التعليم فى بلادنا ؟... الأساسى والجامعى ومابعد الجامعى، كيف لم يتم استثمار هذا الشعب من خلال منظومة علمية سليمة ونظام دقيق لاستثمار الطاقات فينفع المواطن نفسه وبلده....
أين الرعاية الصحية المقدمة للمواطن من المقاييس العالمية ؟ لا أستطيع أن أسترسل فى هذه الجزئية، فهى تصيب بالإحباط والإحساس بالقهر.

أين الخدمات الأساسية ؟ من طرق محترمة لا تتكسر بعد سفلتتها بشهور وشبكات للمياه التى يستطيع الإنسان أن يشرب من مياهها بدون أن تصيبه الأمراض.

أين كرامة المواطن والمحافظة على حقوقه ؟ ومحاسبة المسئولين أولا بأول بدلا من المحاسبة عند تصفية الحسابات، عند اختلاف الضوارى أو عند طمع أحد الضباع، وعدم الاكتفاء بالجيفة، والتطلع إلى الفريسة!!!

العشوائية أصبحت هى الدستور الوحيد الذى نعايشه ليلا ونهارا ومظاهر الحضارة فى الشوارع الرئيسية فقط فى بعض الأحياء، وسياسة وش القفص أدمنها المسئولون كيف نتقدم والحضارة الأسمنتية هى حال وطننا الآن!!!

هل يتقدم الوطن ببناء الفلل والقصور والقرى السياحية والمنتجعات وملاعب الجولف، والذى لا يعرف عنه 99% من علية القوم شيئا،إذا كنا نريد أن يكون لنا مكانا فى عالم اليوم، فعلينا بإقصاء أصحاب الضمائر النائمة والذين لا يعرفون إلا كلمة نعم، ونقوم بوضع مصر على طاولة الإنعاش القلبى والرئوى لعل قلبها ينبض من جديد.
د.طارق النجومى





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة