صدر حديثا عن دار رؤية للنشر الطبعة الثانية من كتاب "المسلمون والحداثة الأوروبية" للكاتب خالد زيادة سفير لبنان بالقاهرة. الكتاب يقع فى 292 صفحة ويقول "زيادة" فى المقدمة "موضوع علاقة المسلمين بأوروبا، وبشكل خاص الحداثة الأوروبية، جرى تناوله فى العديد من الأبحاث والدراسات التى قام بها مسلمون وعرب وأوروبيون، أن الهدف من هذا الكتاب، ليس إضافة وجهة نظر أخرى فى هذا السياق، وإنما البحث عن الظروف التى اكتشف المسلمون فيها تقدم أوروبا، بعد أن استقر فى وعيهم لزمن طويل أنهم متفوقون على العالمين.
والواقع أن الذى كان وراء البحث فى هذا الجانب من الموضوع، هو أن الفكر العربى قد اعتبر أن بداية اتصال المسلمين بالتقدم الأوروبى قد حدث مع حملة بونابرت على مصر عام 1798 علما بأن الأتراك العثمانيين قد أدركوا قبل قرن من الحملة الفرنسية أن العسكرية الأوروبية باتت متفوقة على القوات العثمانية، وأجروا على امتداد القرن الثامن عشر العديد من المحاولات لاكتشاف التنظيم والعلم والعسكريين الأوروبيين.
وكتابنا هذا قد مضى على طبعته الأولى ما يقترب من ثلاثة عقود من الزمن، حين صدر فى بيروت عام 1981 وتمت طبعته مرة جديدة لأن المدة التى انقضت لم تفقد موضوعه الأهمية، ولم تشهد المدة إياها صدور دراسات من جانب باحثين عرب تغنى عن ذلك، والكتاب كما صدر فى طبعته الأولى، عدا تعديلات طفيفة واستبدال الخاتمة بالأخرى، وقد أضيفت إلى هذه الطبعة، نصين مترجمين عن الفرنسية كتبهما عثمانيان من أبناء تجربة السلطان سليم الثالث. النص الأول للسفير "محمود رئيف" بعنوان جداول التنظيمات الجديدة فى الدولة العثمانية 1798، النص الثانى للمهندس سيد مصطفى بعنوان نقد حالة الفن العسكرى والهندسة والعلوم فى القسطنطينية 1801، والكتابان يدفعان للتفكير فى الإصلاح العسكرى والمالى والعلمى فى نهاية القرن الثامن عشر.
يحوى الكتاب سبعة فصول وهى "الدولة العثمانية وأوروبا، التفكير حول الانحطاط، اكتشاف أوروبا، محاولات الإصلاح، تبدل أساليب الكتابة والتفكير، اللغة العالمية وصراع المفاهيم".
يذكر أن السفير خالد زيادة له العديد من المؤلفات، من بينها اكتشاف التقدم الأوروبى، النظرة الإسلامية إلى أوروبا، الصورة التقليدية للمجتمع المدينى كاتب السلطان حرفة الفقهاء والمثقفين، يوم الجمعة يوم الأحد، جارات الأهل جارات اللهو، بوابات المدينة والسور الوهمى حكاية فيصل، الخسيس والنفيس، الرقابة والفساد فى المدينة، الإسلامية العلماء والفرنسيس فى تاريخ الجبرتى.