خالد ادريس

الشرطة وحدها لن تستطيع

الجمعة، 26 مارس 2010 02:05 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ماذا جرى للناس، العنف صار إحدى سمات مجتمعنا الطيب الذى لم يعد كذلك، المشاجرات تنشب لأسباب تافهة، والمشادات تتحول فى لحظات إلى معارك طاحنة تستخدم فيها أسلحة بيضاء وزجاجات وماء نار ومسدسات غير مرخصة وغيرها من الأسلحة القاتلة، ويسقط الضحايا ويزداد العدد كل يوم بذنب أو بدون، هناك من يرى أن الحالة الاقتصادية وضعت الناس تحت ضغط رهيب ودفعتهم لارتكاب حماقات، وآخرون يقولون إن تهاون الأمن هو السبب، لأن الناس تستغيث بالأمن فور نشوب أى مشاجرة ويتلكأ فى الحضور حتى يسقط الضحايا فيحضر فقط لنقل الجثة أو الجثث للمستشفى، ويلقى القبض على الجناة، كما أن الأمن السياسى على رأس الأولويات. صحيح ربما تتلكأ الشرطة فى الحضور وربما لاترد عليك النجدة من الأساس، وربما كان أمناء الشرطة المتواجدون فى سيارات النجدة مشغولين بلعب الطاولة على مقهى أو معاكسة فتاة تسير فى الشارع.. وحقا الأمن السياسى أهم من الجنائى، لأن الأول مرتبط بالنظام الحاكم، والثانى مرتبط بالعامة، ولكن ليس هذا هو سبب الأزمة، فلا توجد علاقة بين الضغط العصبى والحالة الاقتصادية وبين السلوك المشين، كلنا نتعرض لضغوط وكلنا نغضب ولكننا لانحمل الأسلحة البيضاء فى جيوبنا ولا نعرف الضرب بالسنج أو شفرات الحلاقة، البيئة والتنشئة هما السبب، أكتب هذا المقال متأثرا بموت صديق لى فى إمبابة اسمه حسام محمد إمام لقى مصرعه فى مشاجرة مع أحد عمال مقهى مجاور للمقهى الذى يديره، اقترب منه ليقبل رأسه فطعنه بالسكين فى قلبه، فسقط قتيلا وسط ذهول الجميع راح ضحية السلوك المشين والبلطجة.

العشرات فى المنطقة طلبوا منى التدخل لعمل أى شىء يؤدى لوقف هذا العنف، طلبوا أن تصل أصواتهم إلى قيادات الأمن لتنقذ إمبابة من البلطجة وكثرة المشاجرات بالحملات والاعتقالات، وأنا أرى أن الشرطة وحدها لن توقف العنف، ولا أى جهة تستطيع وحدها أن تواجه هذا الوباء، مطلوب تكاتف الجميع، أجهزة الدولة بكل قطاعاتها لأن البلطجة صناعة حكومية، ومؤسسات المجتمع المدنى والأسوياء من الشعب نفسه والإعلام، كما يجب إعادة النظر فى مواد القانون وتشديد عقوبة المتهمين فى قضايا التشاجر والضرب الذى يفضى للموت حتى لا تضيع أرواح الأبرياء هدرا.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة