البيت الأبيض خطط لغزو العراق قبلها بعام وصممنا عَلما جديداً للعراقيين يشبه العلم الإسرائيلى

الجمعة، 26 مارس 2010 02:04 ص
البيت الأبيض خطط لغزو العراق قبلها بعام وصممنا عَلما جديداً للعراقيين يشبه العلم الإسرائيلى كيرياكو ضابط المخابرات الأمريكية
إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد مرور 8 سنوات على الغزو الأمريكى البريطانى للعراق.. بدأت تنكشف أسرار جديدة حول دور الموساد والتعاون مع المخابرات الأمريكية فى الحرب على العراق واحتلاله، حيث يعترف جون كيرياكو، الضابط السابق فى وحدة مكافحة الإرهاب بوكالة الاستخبارات الأمريكية CIA، فى كتابه «الجاسوس المتردد: حياتى السرية فى وحدة الحرب على الإرهاب بالـ سى آى إيه» كيف أن البيت الأبيض وضع خططا لغزو العراق قبل عام كامل من معرفة وكالة الاستخبارات المركزية الـ CIAبهذه الخطط أو محاولة وقفها.

ويروى كيرياكو أنه فى عام 2002 كان يحاول تصميم العلم العراقى، لكن المثير أنه استخدم ألوان السماء الأزرق والأبيض، تلك الألوان التى يتشكل منها العلم الإسرائيلى، ومن الملاحظ أنها نفس الألوان التى يتكون منها غلاف كتابه.

ويتحدث كيرياكو عن فترة عمله كعميل سرى طوال 15 عاماً، وكيف أنه أشعل الجدل حول أساليب التعذيب الخاصة بالإيهام بالغرق، ويصف كيف تفجرت هذه القضية وغيرت حياته، كما يكشف عن عملياته الاستخباراتية فى مختلف أنحاء العالم، بما فى ذلك تفاصيل اعتقال القيادى البارز بتنظيم القاعدة «أبوزبيدة» خلال حملة مداهمة أمنية على معسكر تابع لجماعة إرهابية كانت تصنع قنبلة.

وقال كيرياكو إن أبوزبيدة الذى أصيب بجراح بالغة أثناء المداهمة الأمنية، وجرى التحقق من هويته عن طريق «أذنه»، شارحاً: «أرسلت صورة أذنه إلى مقر الـCIA بفرجينيا.. لم أكن أدرك حتى تلك اللحظة أن الأذن مثل بصمة الأصابع، لا يملك شخصان أذنين متطابقتين».
يفتخر كيرياكو باستخدام أسلوب الإيهام بالغرق مع أبوزبيدة، حيث زعم أنه كان يتم تغطيس أبوزبيدة فى الماء حوالى 35 مرة قبل أن ينهار ويكشف أسرارا حاسمة، لكن كيرياكو وجد نفسه فى وسط العاصفة حينما تم إثبات خطأ مزاعمه، ففى الواقع تم تغطيس أبوزبيدة ما لا يقل عن 83 مرة، مما أثار الجدل الدائر حول التعذيب فى السجون الأمريكية.

ويقول كيرياكو فى كتابه إن إحدى عشرة دقيقة غيرت حياته، حيث بدأت الأحداث بعد 11 سبتمبر حينما تطوع للعمل فى أفغانستان مثل العديد من رفقائه، أخذ كيرياكو اللواء الوطنى للرد على هجمات الحادى عشر من سبتمبر الإرهابية. وقد عمل فى باكستان من يناير حتى يونيو 2002، كرئيس لعمليات مكافحة الإرهاب، متعقبا الإرهابيين الذين يسعون إلى ملاذ آمن هناك.

واستطاع خلال غارة فى ليلة 28 مارس اعتقال «أبوزبيدة»، الذى كان أول كبار أعضاء تنظيم القاعدة الذين يتم اعتقالهم منذ الحادى عشر من سبتمبر. حيث أصيب أبوزبيدة بجروح خطيرة فى تبادل لإطلاق النار أثناء الغارة ونقل إلى المستشفى العسكرى.

ويضيف ضابط الـ سى آى إيه السابق أنه ظل بجانب أبوزبيدة 48 ساعة، يحثه على التعاون كلما كان واعيا، لكنه لم يدل بأى أسرار. ويشير إلى أنه طلب كأساً من النبيذ عند إفاقته وقد طلب من كيرياكو إنهاء حياته.

ويلفت إلى أنه اندهش عند الحديث مع الشاب أبوزبيدة قائلاً: «كنت أتوقع شخصا متشددا، إرهابيا، يفيض بالكراهية. ولكن على النقيض، كان أمامى شاب خائف، يخشى من عواقب الأخطاء الفظيعة التى ارتكبها».

وذكر كيرياكو أنه فى اليوم التالى لاستخدام «الإغراق» على أبوزبيدة، جاء هذا الأخير إلى التحقيق وقال للمحقق إن «الله زاره فى زنزانته فى الليل وطلب منه التعاون مع المحققين».
ويؤكد كيرياكو أن أبوزبيدة لم يتعرض لأىاستجواب قاس خلال هذه الفترة، وقد غادر الضابط ليعود بعد ثلاثة أشهر إلى مقر السى آى إيه، بعدها علم أن أبوزبيدة أدلى بمعلومات عن مخططات تنظيم القاعدة وكشف عن اسم خالد شيخ محمد كمدبر رئيسى لهجمات الحادى عشر من سبتمبر، بعد أن تعرض للإيهام بالغرق من 30 إلى 35 مرة خلال أقل من دقيقة.

ويروى كيرياكو أنه كان من المفترض أن يتدرب على أساليب التحقيق التعزيزية، فهو لازال يخشى من الهجمات الإرهابية على بلاده من قبل القاعدة، ومع ذلك وجد أن هذه الخطوة مقلقة للغاية.

وفى أوائل يناير 2007، أى بعد ثلاث سنوات من انتهاء عمله بالوكالة للعمل الخاص، تلقى كيرياكو مكالمة هاتفية من قناة إيه بى سى نيوز تسأله عما إذا كان قد شارك فى تعذيب أبوزبيدة بمحاكاة الغرق، وهو ما دفعه للوقوف أمام الكاميرا لمنافشة واقع تجربته مع أبوزبيدة، مؤكدا أنه لم يمس أبوزبيدة أو أى سجين آخر.

ويؤكد أنه كان واضحاً خلال المقابلة التى استغرقت 11 دقيقة مع إيه بى سى نيوز، فلقد كان صريحا فى قوله إن وكالة الاستخبارات كانت فى حاجة إلى نهج الإيهام بالغرق خلال تلك الأوقات المحفوفة بالمخاطر وعدم اليقين، ويشير من جانب آخر إلى أنه يعتبر هذه الأساليب تعذيبا وخرقا غير مقبول للقيم والمبادئ الأمريكية، مردداً قول الرئيس أوباما «إن الثمن الذى تدفعه صورة وطننا لا يضاهى المكاسب المحتملة».

وحينما نشرت وزارة العدل مذكرات التعذيب قبل عام، علم كيرياكو أن أبوزبيدة تعرض للإيهام بالغرق أكثر من 83 مرة، كما أكد المفتش العام لوكالة الاستخبارات الأمريكية فى تقرير منفصل أصدره قبل عام أن أبوزبيدة تعرض لهذا الأسلوب المرفوض من التحقيق قبل إذن كتابى بهذا. ويقول كيرياكو: «أعتقد أن الـ سىآى إيه لم تبلغ بهذه الممارسات حتى داخلياً، الأمر الذى يعنى أنه تم تضليلى وزملائى».

ويكشف فى كتابه «الجاسوس المتردد» كيف أن صدمته تعمقت حينما صورته الصحافة بأنه ساذج، وربما هو ابن السى آى إيه الذى من المفترض أن يبعد الانتقادات بعيداً عنها، لكن كيرياكو بدا مندهشا من التناقضات التى تحيط بالأمر، فالبعض يدعوه «وطنيا» لإثبات الإيهام بالغرق، وفى ذات الوقت يحييه آخرون باعتباره أحد المبلغين عن المخالفات وتسليط الضوء على سوء سلوك وكالة المخابرات المركزية، وهذا يظهر له أن المسألة أكثر تعقيداً من تسجيلات صوتية يمكن نقلها.

وأشار كيرياكو فى كتابه إلى أن المعلومات التى أدلى بها أبوزبيدة، ربما أنقذت أرواح الكثير من الأمريكيين.

ويتحدث كيرياكو عن مكافأته بعد أن ترك الـCIA حيث يعمل حالياً كبير المحققين فى لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة