ما يقوم به نظام الحزب الوطنى هذه الأيام مع معارضيه، فاق كل التوقعات، ففى الوقت الذى يحلم كل المصريين أن يشهدوا تغيراً سياسياً، يدفع عجلة الوطن للأمام، نجد أن النظام المصرى يبطش بكل قوة معارضيه، وخير دليل على ذلك حملة الاعتقالات التى شنتها أجهزة الأمن، على كوادر الإخوان بمختلف المحافظات، خاصة بعد إعلان الجماعة خوضها انتخابات الشورى القادمة بنسبة 20 % من المقاعد المطروحة، والاعتداءات الأمنية على المعارضين، كما حدث بالأمس مع منظمى المحاكمة الشعبية للحزب الوطنى، حيث سحلت قوات الأمن خيرة شباب وكوادر البلد السياسية، كما لم ينجو الإعلاميين وكاميراتهم من وحشيات بشوات الأمن.
إنها بلطجة نظام الحزب الوطنى، الذى جاء الوقت للتصدى لها، بكل الوسائل السلمية، فالنظام قد توحش على معارضيه، وتعود على التنكيل بكل من يرفض الخضوع لمخططاته، بل وصلت حالة الهياج السياسى والأمنى له أنه فقد توازنه وضاعت منه الحسابات والتوازنات السياسية، التى تحرص عليها كل أنظمة الحكم فى العالم.
إن اضطراب أوضاع النظام وتوتره، فى المرحلة الحالية تؤكد لنا، مدى استشعاره بخطورة موقفه، وفقد شعبيته فى الشارع المصرى، خاصة بعد طرح رموز سياسية من أمثال البرادعى لكرسى الرئاسة، بل وبعد تكتلات المعارضة ومحاولات التقارب بين مختلف القوى السياسية والأحزاب.
وأتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة مزيد من توحش النظام، حتى ينجح فى تأميم انتخابات مجلسى الشورى والشعب، لتأمين الانتخابات الرئاسية القادمة.
لكنى أرى أن الصمت فى ظل الجنون السياسى لهذا النظام، يعد خيانة وطنية، فلن يستطيع عاقل أن يتحمل استمرار عصابة الحزب الوطنى، فى السيطرة على مقاليد الأمور، بل لن يصمت الشرفاء حتى يجهز نظام "الوطنى" على مجالسنا البرلمانية، ونعيش خمس سنوات أخرى تحت وطأة الفساد والمحسوبية والديكتاتورية.
وعلى كل قوى المعارضة، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، أن تتناسى أية خلافات بينها، وتتوحد على قلب رجل واحد، من أجل تكوين جبهة إنقاذ وطنية موحدة، تنقذ مصر من بطش النظام الحالى.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة