المعركة بين الدكتور عمرو عبدالحكيم عامر نجل المشير عبدالحكيم عامر والمنتج ممدوح الليثى والمخرج خالد يوسف بسبب فيلم «المشير والرئيس» مازالت مستمرة رغم صدور قرار من المحكمة الإدارية العليا لصالح صناع الفيلم بأحقيتهما بتصويره إلا أن نجل المشير يؤكد كما أوضح فى حواره لـ«اليوم السابع» امتلاكه لنص سيناريو الفيلم الذى يسىء إلى والده رغم تصريحات خالد يوسف الكثيرة بأن السيناريو لم يره أحد، كما يشير إلى امتلاكه مستندات تؤكد أن والده توفى مقتولاً والعديد من المفاجآت التى يفجرها فى الحوار التالى:
◄◄ ما هى الإجراءات القانونية التى صرحت من قبل أنها ستؤدى إلى وقف تصوير فيلم «الرئيس والمشير»، خاصة بعد حصول صناعه على حكم بتصويره؟
- أنا وورثة المشير لم ندخل المعركة حتى الآن، فالقضية كانت بين وزارة الثقافة وصناع الفيلم، ومن حق الشعب المصرى عندما يكتب تاريخه ألا يزيفه أحد فلا يجب أن يتم نشر تاريخنا فى العالم العربى والغربى مزيفا دون وثائق تاريخية اعتمد عليها سيناريو الفيلم، وهنا دورنا الذى يجب أن نقوم به مهما حدث.
◄◄هل اطلعت على السيناريو؟
- أكيد وإلا لما أصابنى كل هذا الذهول مما قرأت، ولم أكن لأهاجمهم دون أن أطلع عليه لأننى أمتلك نسخة كاملة من السيناريو، فهو مهزلة حقيقية، وعندما ناقشت صناعه ما هى مراجعهم عند كتابة السيناريو تهربوا من الإجابة، وبعد ذلك صرحوا بأنها من الجرائد، فكيف يكتب تاريخ مصر من الجرائد والمجلات؟ هل هذا يعقل؟!
◄◄ماذا سيكون موقفك إذا بدأ خالد يوسف تصوير الفيلم دون موافقتك كما حدث من قبل فى بعض أعمال السير الذاتية؟
- سنبدأ فى إجراءاتنا من الآن ولن ننتظر حتى يبدأ التصوير، لأننى لا أريد أن يسرقنى الوقت وتظل القضية سنتين أو أكثر فى المحاكم ليكون الفيلم قد عرض بالفعل، وبعد ذلك أحصل على حكم بالمنع فماذا سأستفيد حينها.
◄◄ما سر اعتراضك وهل توجد مشاهد بعينها فى السيناريو تعترض عليها؟
- بداية لغة الحوار نفسها لا تليق للحديث بين رئيس جمهورية ونائبه، فمثلاً فوجئت بأن جمال عبدالناصر يقول للمشير: انت بتستهبل، ويرد عليه المشير «اللى يجوز أمى أقوله يا عمى»، ومشهد تانى يخبط فيه المشير على رقبته ويقوله: برقبتى يا ريس، وجملة أخرى الرئيس يقول لشمس بدران «مش عايز كلام بلدى وعايم».
◄◄ وما الأحداث التى تعترض عليها فى السيناريو؟
- الأحداث كثيرة مثل أن المشير هو الذى كان يتخذ القرارات كاملة منذ عام 1956 وحتى عام 1967، وجمال عبدالناصر ليس له علاقة بأى شىء فالمشير هو المسئول عن النكسة وعن كل شىء فى هذه الفترة، إذن أين الرئيس وأين قراراته، فهل ناصر كان ضعيفا والمشير هو أقوى رجل فى الدولة، فكيف يكون الزعيم ولا يتخذ قرارات ويتحكم به نائبه؟.
وليس من المنطق أن يتخذ ناصر كل القرارات الجيدة والقرارات السيئة تكون مسئولية من حوله فقط، فلا توجد أمانة تاريخية مطلقا، لأن القيادة السياسية حتى هذه اللحظة لم تخرج وثائق هذه الفترة حتى الآن، حتى مذكرات القادة المحترمين لم يأخذ بها، فإلى ماذا يستندون هل إلى «حكاوى القهاوى»، أم كتب لأشخاص مجهولين.
◄◄ لماذا لم تتحدث مع ممدوح الليثى وخالد يوسف وتحاول تقريب وجهات النظر؟
- هم لم ولن يكلمونى وأنا لن أكلمهم، لأن لهم هدفا معينا من السيناريو، كما أنهم لم يسمحوا لنا بالاطلاع على السيناريو بحجة أن السيناريو ليس من المفروض أن يطلع عليه الورثة، رغم أن السيدة جيهان السادات كانت متواجدة فى تصوير فيلم «أيام السادات»، حتى إنها عندما رأت الفنان أحمد زكى اعتقدت فعلاً أنه السادات، وأيضاً عائلة عبدالناصر كانت مرجعاً للمؤلف يسرى الجندى وأشرفت على كتابة سيناريو مسلسل «ناصر»، وفى فيلم «ناصر 56» أيضاً كانوا موجودين، لكن المحرومين من رؤية السيناريو فقط هم عائلة المشير لأنه دائماً الشرير فى الفيلم، والباقون جميعهم ملائكة.
◄◄هل يرضيك أن تكون أنت المشرف على سيناريو «الرئيس والمشير»؟
- لا أريد أن أكون مشرفا على السيناريو، لأن الفيلم إن لم ينجح سيقولون أنا الذى كنت المشرف، ومن مصلحة الفيلم حتى يكون محايداً ألا أشرف عليه، لكن يشرف عليه نخبة من مؤرخين محايدين، حتى يخرج الفيلم محايداً ويحمل الحقائق مجردة للجمهور، ويحملوا أخطاءه ويبرزوا إنجازاته فلا يظهر كملاك أو كشيطان ولكن يظهر إنسانا طبيعيا.
◄◄فى رأيك لماذا تم تحميل المشير عبدالحكيم عامر نكسة يونيو؟
- لأنه لابد أن يكون هناك كبش فداء، وإذا قرأت وصية عبدالحكيم عامر ستتضح الكثير من الأشياء، فالفكرة كلها وجود كارثة فى البلد ولابد أن يتحمل مسئوليتها شخص ما، ولابد أن يموت هذا الشخص حتى لا يعترف بالحقيقة ويقول أين يكمن الخطأ، لأنه لن يدافع أحد عن شخص ميت ويقف أمام النظام، وكانت الصحافة وقتها لا تستطيع أن تنتقد النظام أو تظهر الحقيقة، فكان لابد للمشير أن يموت وتدفن معه الحقيقة.
◄◄إذن من المتسبب فى نكسة يونيو؟
- «النكسة بالظبط تشبه ألعاب الألغاز» إذا سرنا بخطوات متأنية سنصل إلى النتيجة، فعبدالناصر أمر بغلق خليج العقبة، وهو بمثابة إعلان حرب على إسرئيل، وطرد قوات الطوارئ الدولية، فى الوقت الذى كان فيه نصف الجيش المصرى فى اليمن، والنصف الآخر منهك من حروب سوريا واليمن و56، إذا وضعنا هذه الأشياء متجاورة سنعلم من السبب، وكل هذه القرارات لن يستطيع أحد تكذيبها لأنها كانت جميعها فى خطاب الرئيس عبدالناصر، بالتالى لم تكن قرارات المشير، لكن لا أحد يجمع المعلومة على بعض، ومعنى أننا نحارب بنصف جيش فمن الطبيعى أن نهزم، لكن طبعا الدنيا مصالح، وكلمة ناصرى بتجيب فلوس كتير، وهناك توجهات وأحزاب ناصرية ينتفعون كثيراً، لكن كلمة «مشيرى» لا تجيب فلوس.
◄◄متى توترت العلاقة بين الرئيس جمال عبدالناصر والمشير عبدالحكيم عامر؟
- توترت وقت النكسة، وطبعاً أولاد الحلال تدخلوا حتى يزيدوا الفجوة بينهما لينفردوا بعبدالناصر وينفردوا بالسلطة.
◄◄ ما سر اعتقادك بأن والدك تم قتله؟
- لدى تقرير من الطبيب الشرعى التابع للدولة يفيد بقتل والدى، فالنائب العام أصدر قراراً فى السبعينيات من القرن الماضى بإعادة التحقيق فى مقتل المشير، وهذا التقرير يؤكد ذلك، وهو تابع للدولة ليس لنا دخل به كما يقول البعض ولم نتوهم شيئا فكله مثبت بالمستندات، فهناك رجال لا يخافون استطاعوا إثبات الحقيقة، وأعتقد أن التقرير الذى يصدر فى ظروف صحية أصدق كثيراً من التقرير الذى يصدر فى ظروف استثنائية، لأن الذى يقول «لا» أيام عبدالناصر كان مصيره الموت.
◄◄ هل تتهم شخصاً معيناً بقتل المشير؟
- ببساطة شديدة المشير كان فى منزله والدولة أخذته من منزله وهى المسئولة عن سلامته حتى يعود، لكنه لم يعد، فإذاً من قتله؟ فهو ليس عملاً فردياً لأنه لم يكن هناك أحد يستطيع أن يقبض عليه سوى الدولة فقط.
◄◄ هل تعتقد أن جمال عبدالناصر كان له يد فى قتل المشير؟
- كل الاحتمالات موجودة، الله أعلم سواء بتحريض أو لا، أو ناس أرادت أن تتخلص منه لترضى عبدالناصر، أو ليخلو لها الجو وتنفرد بعبدالناصر بعد ذلك والله أعلم، فالموضوع يسير بنظام معين، فالمشير يتوفى وبعدها جمال عبدالناصر، ولم تكن صدفة أن يموت المشير فى سن 47 ويموت عبدالناصر 49 سنة، ليأتى السادات الذى كان أذكى منهما ولم يعط الفرصة لأحد أن يغدر به.
◄◄ ألا يسرد سيناريو «الرئيس والمشير» هذه الحقائق؟- هذا السيناريو لا يسرد أى شىء من الحقيقة، فكله كلام جرائد والقارئ العادى لا يهتم بكلام الجرائد فما بالك بالمثقفين، وجميع الأعمال التى تم تقديمها عن المشير لا تظهر أى إيجابيات مطلقاً، كما إنهم يخفون الكثير من المعلومات. وأنا ذهبت العرض الخاص لفيلم «جمال عبدالناصر» بطولة خالد الصاوى وضحكت كثيراً من أدائهم لشخصية المشير.
◄◄ما الذى اكتشفته من وصية والدك؟
- أنه كان يعلم أنه سيقتل، لأنه قال لجمال عبدالناصر: «أنا لن أصمت وسأكشف للناس حقيقة الموضوع»، فمعنى ذلك أنه كان سيفضح الدنيا فإذن لابد أن يموت حتى يقولوا هم ما يريدون قوله، كما أنه يقر فى الوصية بخطئه هو وعبدالناصر فى دخولهم حروبا ليست «بتاعتهم» مثل حرب سوريا واليمن من أجل الزعامة، وأيضا الخطأ أنهم لم يعترفوا بخطئهم.
◄◄لماذا لم تعد والدتك برلنتى عبدالحميد إلى الفن بعد وفاة والدك لتحسن من دخلها المادى؟
- بالطبع قاست كثيراً بعد وفاة والدى لأن الحياة كانت صعبة جداً مادياً، فمعاش والدى كان 26 جنيها، وحاولت العودة وعملت عملا أو اثنين تقريباً، لكنها وجدت الوسط الفنى اختلف ولم تستطع مجاراته فقررت الاعتزال احتراما لنفسها وفنها.
◄◄من الفنان الذى تراه مناسباً لتجسيد دور والدك على الشاشة، والفنانة الأقرب لتجسيد دور والدتك؟
- إذا كان الفيلم محترما ولم تكن مصادره ميكى وسمير، أعتقد أنه الفنان أحمد السقا أو ياسر جلال، لكن ياسر أقرب إلى الشكل، وبالنسبة لوالدتى فسمية الخشاب هى الأقرب لها شكلاً.
◄◄ماذا ستفعل لو تم عرض فيلم «الرئيس والمشير»؟
- أعتقد أن هذا سيكون بداية الانحدار الأخلاقى، لأن معنى ذلك أن أى شخصية عامة معرضة للتجريح والإهانة لأنها شخصية عامة. وأعتقد أن الشخصيات العامة لها حقوق على المجتمع ومن أقل حقوقها أن ما يكتب عنها يكون حقيقياً وموثقاً وليس خيالاً أو تأليفاً، وسيكون هذا منهجنا بعد ذلك، أن نزيف تاريخ قادتنا.
◄◄لكن البعض يرى أن هذا تاريخ شعب وليس من حق أحد أن يسيطر على الإبداع؟
- حرية الإبداع ليست فى تزييف التاريخ لأنه لابد أن يكون موثقاً وحقيقياً، ومدعما بمستندات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة