هبة عياد تكتب: إليكم يا شهداء هبة الأرض

أهاج حنينى بعد طول الفراق ذكر
وأرقنى التذكار حتى بدا القمر
ورحت أدارى الهم بين أضلعى
أدرعها بالصبر لو ينفع الصبر
أقول هى الغربة وهذى شؤونها
يفرق ما بين الإخوة لها غمر
وتجنى على من كان حبراً وفاضلاً
وكان به ضراتها وبها الضر
وتقضى بأن يظمى ويعرى كريمنا
ولكن من أخلاقه يكتسى الفخر
ويفرد للآلام والحزن والنوى
وتلقى به فرداً ولكنه كثر
يطاعن أهوال الزمان وجورها
ويقتل مظلوماً ويحيى به النصر
ويمضى على اسم الله متزن الخطى
ينقلها فى حيث ينقلها العمر
إذا مات مات الجود والتقى
وإن عاش عاش العلم والحلم والفكر
لنا المثلات الصالحات قلائد
ومن بينها بل فخرها الأنجم الزهر
رجا أبو ريا وصحبه
وقد خلدوا بل فيهم خلد الدهر
أبى وابن عمى الحوادث كرة
كما رافق الكرار حيدرة الكر
مضوا للمعالى والمعالى مدارج
تفوز بأرقاها المثقفة السمر
وذى يوم الأرض روضة عصبة
تعطر منها لو يمر بها العطر
وكان لهم فى الط سفرة عاشق
تيقن أن يحيى إذا استشهد الصقر
وقد نذروا لله خير نفوسهم
وقد عاهدوا واستوفى العهد والنذر
وكل فتى منهم حرى بنعته
وحقاً إذا ما يدعى نعته الحر
له موقف يبقى على الدهر عبرة
لمن لم يكن فى أذانه للهدى وقر
تخير يوم الروع والبأس موتةً
وقد حمى الميدان واستفحل المر
بها صار حر واقتفى درب ثلة
أطاعوا إمام العصر ومحو العصر
***********
وحق لهم إن قيل أصحاب الأرض
له من رجا الطهر أخلاقه الطهر

خضر له دار والقدس منزل
وفوق الثريا دونها الشمس والقمر

هو الفارس المقدام والسيد الذى
تحدث عنه الكتب والخط والحبر

سليل رسول الله صاحب ثورة
تمهد للمهدى فتكاته البكر

هنيئاً لمن سار تحت لوائه
وكان شهيداً مثلما النفر الغر

وذى هبة الأرض اليوم ثانية سمت
على هضبات كفر قاسم لها وتر

وكوكبة الأصحاب عشاق نهضة
حدى ركبها الأعلام والقائد الحر

وإنى على عهدى لمن سبقوا هوىً
وفازوا بكأس سوف يشربها النحر

عذرتهم لو يعلمون بما جرى
على من الآلام لم يقبل العذر
ولكنه فى الله كان وحسبنا
به شاهداً إذ يغلب الخر الخبر

********
فسلام لروحكم
يا من بكم أرفع رأسى