ميرى بركات تكتب.. مصير القدس فى ظل الضغوط الأمريكية

الأربعاء، 24 مارس 2010 12:20 م
ميرى بركات تكتب.. مصير القدس فى ظل الضغوط الأمريكية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان طرح القضايا الرئيسية على طاولة المفاوضات، ووقف البناء فى القدس وتخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة هو الثمن الذى تعين على نتانياهو دفعه فى أعقاب الأزمة السياسية التى نشأت بين إسرائيل والولايات المتحدة مع الإعلان عن بدء بناء 1600 وحدة سكنية فى حى رامات شالومو بالقدس الشرقية، وذلك أثناء زيارة جون بايدن نائب الرئيس الأمريكى.
ويعد الهدف من تقديم هذه التنازلات هو إذابة الجليد الذى ساد العلاقات الإسرائيلية- الأمريكية خلال الفترة الماضية، استعداداً للقاء الذى سيجمع بين نتانياهو وأوباما يوم الاثنين المقبل. وكانت الولايات المتحدة قد مارست فى الفترة الأخيرة ضغوطاً شديدة على إسرائيل لبدء الحديث عن الحدود، بذريعة أنه إذا تم التوصل إلى اتفاق بشأنها ستنتهى بذلك حالة الجمود التى تمر بها عملية السلام.
ولكن يبدو أن هذه التنازلات ليست سوى تصريحات جوفاء لا معنى لها إذ يعتقد بعض الوزراء الإسرائيليين أن الحديث لا يجرى عن وقف البناء فى القدس الشرقية وإنما العمل فقط على إبطاء وتيرة البناء هناك.

ولعل الدليل القاطع على عدم اعتزام إسرائيل تجميد البناء فى القدس الشرقية هو العريضة التى وقع عليها ما لا يقل عن 47 عضو كنيست وأيدها جميع الوزراء فى الحكومة وقد ورد فى نصها: "من حق دولة إسرائيل أن تفرض سيادتها على جميع أحيائها اليهودية لأنها جزءً لا يتجزأ من القدس التى ستظل تحت السيادة الإسرائيلية فى إطار أى تسوية نهائية مستقبلية".
وعلى الرغم من محاولات نتانياهو الدائمة للتهرب من إجراء أى مفاوضات بشأن قضية القدس، إلا أن الواقع يفرض عليه الآن أن يحاول إيجاد حلول لهذه القضية لأن السيطرة اليهودية الكاملة على الأماكن المقدسة فى القدس وتوسيع عمليات البناء اليهودى فى القدس الشرقية من شأنهما أن يؤديا إشعال فتيل العنف بالمنطقة، وأن يؤثرا بالتالى على أمنها الداخلى.

وهنا يجدر بنا التساؤل عما إذا كان تنازل إسرائيل عن سيادتها الكاملة فى القدس سيضمن السلام ويحقق الاستقرار فى المنطقة أم لا؟! الحقيقة أنه لا يوجد سيناريو منطقى يمكنه أن يؤدى إلى حل الصراع فى الشرق الأوسط وأن يحقق التعايش السلمى بين إسرائيل ومعظم الدول العربية والإسلامية، بدون تنازل إسرائيل المطلق عن سيادتها فى القدس، حيث إن التفاوض بشأن القضايا الثانوية ليس إلا مجرد وهم لن يؤدى إلى نتائج ملموسة. لذا ينبغى أن يتمتع الجانب الفلسطينى بقدر من السيطرة خلال المفاوضات المبدئية حول القدس، الأمر الذى من شأنه أن يتيح التوصل إلى اتفاق بشأن باقى القضايا.
وإذا بحثنا عن أسباب فشل أى مفاوضات بشأن التوصل إلى تسوية نهائية حول القضايا الهامشية مثل الحدود والأمن، سنجد أنها لا تقوم بتقديم حلول لجميع القضايا التى لا يمكن فى الحقيقة الحديث عن إحداها دون الآخر، لأنها جميعاً مرتبطة ببعضها البعض. فعندما يجرى الحديث عن قضية الحدود أو تبادل الأراضى لا يمكننا حينئذ إغفال الحديث عن القدس، فهل سيكون وضع القدس كما هو عليه الآن عند ترسيم الحدود المستقبلية بين إسرائيل وفلسطين أما ستجرى مفاوضات بشأنه! ينبغى على إسرائيل إذن أن تجد حلاً لمشكلة القدس لأنها ستحل فى المقابل مشكلة اللاجئين.

ولعل أفضل الحلول التى طُرحت لحل لمشكلة القدس هو الحل الذى طرحه كلينتون عام 2000، والذى يقوم على فكرة بسيطة تقضى بأن تظل الأحياء والقرى العربية فى القدس تحت سيادة الدولة الفلسطينية العتيدة والأحياء اليهودية تحت السيادة الإسرائيلية.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة